إثراءا للتواصل الثقافى والحضارى ،عقد اتحاد كتاب مصر برئاسة الكاتب محمد سلماوي مؤتمر اليوم الواحد للجنة العلاقات العربية والدولية برئاسة د. صابر عبد الدايم بعنوان ” التواصل الثقافى بين مصر و إسبانيا و دول أمريكا اللاتينية ” ، وشارك في المؤتمر أ.د صلاح فضل، أ.د الطاهر مكي، أ.د عبد اللطيف عبد الحليم، مصطفى عبد الله، أ.د حامد أبو أحمد، أ.د على إبراهيم منوفي.
و فى بداية المؤتمر طلب عبد الدايم الوقوف دقيقة حداد ، على فقيد الأدب ” جابريل جارثيا ماركيز ” ، مؤكدا على أواصر العلاقات الثقافية و التراثية بين مصر و إسبانيا و دول امريكا اللاتينية عبر التاريخ .
و من جانبه قال سلماوى أن الاتحاد حرص دائما على إرساء التواصل مع أسبانيا و أمريكا اللاتينية حيث استضافوا من قبل باولو كويلو و أكبر شعراء تشيلى و شعراء من البرتغال ، و روى سلماوى أن عند لقائه بالكاتب البرتغالى ” ساراماجو ” أثنى على الأدب العربى و الروايات الحديثة التى شكا من عدم وجود ترجمات كافية لها ، كما شكا من إهمال الترجمة عن اللغة البرتغالية فى البلاد العربية .
و روى سلماوى عن خطاب ماركيز للراحل الكاتب الكبير نجيب محفوظ بعد حادثة اغتياله ليؤازره ، و يهنئه على أدبه الذى أثر فى العالم ، و فى الوقت الذى كان يعانى ماركيز من أزمة فى الكتابة و نضوب فى الأفكار ، بعث محفوظ مع سلماوى خطابا لماركيز ، يحثه فيه على الجلوس على مكتبه و الكتابة ، قائلا أكتب عن أى شئ ، و لا تتوقف عن الكتابة حتى تأتيك فكرة الرواية القادمة .
وواصل رئيس اتحاد الكتاب قائلا أن من بين أهم مائة رواية عربية مترجمة قال سلماوى تأتى فى المقدمة اللغة الإسبانية ، التى أيضا تعد اللغة الأولى فى ترجمة أعمال نجيب محفوظ .
و تحدث سلماوى أنه عرض على رئيس البيت العربى فى مدريد ، تنشيط حركة الترجمة من العربية للإسبانية و العكس ، و تمنى أن يصلوا لاتفاق مع السفارة الإسبانية فى القاهرة من خلال ضيفة المؤتمر المستشارة الثقافية للسفارة مونتسرات مومان ، و أن يكون ذلك نموذجا ننطلق من بعدها لتنشيط الترجمات للغات الأخرى .
كما تحدث الشاعر أحمد سويلم أننا نتشارك مع أسبانيا و دول أمريكا اللاتينية فى العديد من الأمور منها الدعوة لثقافة السلام فى العالم ، و نتشارك فى حضارة عميقة استمرت لأربع قرون ، من خلال الأندلس ،التى كانت جسر ثقافى له عظيم الأثر فى الحضارات الغربية .
و فى حديثه أثنى د. صلاح فضل على الاتحاد و استمراره فى مد أواصر الصلة مع الشعوب الصديقة ، فى ظل الشهور السوداء التى تعايشها مصر ، ليؤكد على دور الثقافة و الأدب ، و برغم القطيعة الثقافية التى حدثت بين الآداب المختلفة ، و لكن يظل التواصل هو الأساس ، كما تحدث عن معاناة المترجمون عن الأدب الأسبانى و صعوبات النشر التى يواجهونها ، مؤكدا أن كل كتاب مترجم هو توالد حقيقى للإبداع الخالد على مر العصور و إثراءا للوجدان العربى .
و فى كلمتها قالت المستشارة الثقافية للسفارة الأسبانية مونتسرات مومان التى تحدثت عن قدم العلاقات المصرية الأسبانية منذ الأندلس ، و استعرضت المؤسسات الثقافية فى مصر و أسبانيا التى تقوم بمجهودات كبيرة فى عملية الترجمة و الإثراء الثقافى بين البلدين .
كما تحدثت المستشارة أن الأمر لا يتوقف على الترجمة فقط بل يمتد لإرسال البعثات المختلفة من الدارسين بين البلدين ، قائلة أن عدد الدارسين للأسبانية فى مصر فى تزايد مستمر ، كما تهتم السفارة الأسبانية بالفنون المختلفة كالفن التشكيلى ، و شاركت أسبانيا بـ 6 بعثات أثرية فى مصر .
و لكن شكت المستشارة من تناقص عدد الترجمات عن الأدب الأسبانى فى مصر ، و لتنشيط ذلك تم توقيع اتفاقية مع المركز القومى للترجمة لإطلاق جائزة للأب الأسبانى المترجم باسم الأديب ” بارجس يوسا ” بقيمة 3 الآف يورو تدفعها السفارة ، فى حين يقيم المركز بنشر العمل الفائز ، و فى نهاية حديثها اقترحت المستشارة الثقافية إقامة مؤتمر سنوى للأدب المصرى و الأسبانى بالتعاون مع اتحاد الكتاب .
و فى ختام الجلسة الافتتاحية ، كان لنا لقاء مع الشعر ، بإلقاء د. شيرين العدوى قصيدة ” قمع الحرير” و التى ترجمت للأسبانية ، و تم تكريم أساتذة الأدب الأسبانى الذين أثروا بترجماتهم مكتبة الأدب العربى ، حيث كرم رئيس الاتحاد د. الطاهر مكى ،و د. حامد أبو أحمد ، و د. صلاح فضل ،و مصطفى عبد الله ،و د.على إبراهيم المنوفى ، و تكريم المستشارة الثقافية للسفارة الإسبانية مونتسرات مومان ، كما كرمت لجنة العلاقات الدولية بالاتحاد الكاتب محمد سلماوى و الشاعر أحمد سويلم .
إرسال تعليق