■ استبشر ابناء الشعب الفلسطيني شأنهم شأن اشقائهم العرب خيرا بما يدعى بالربيع العربي منتظرين ان يساهم في دعم قضيتهم ويعزز صمودهم و نضالهم ضد الاحتلال الصهيوني لارضهم ويساهم ايضا في تحسين ظروفهم وتنقلاتهم خاصة الذين يحملون وثائق سفر فلسطينية الصادرة من بعض الدول العربية الا ان هذا الاستبشار والامل لم يدم طويلا حيث تحول الربيع الى حريق يحرق بنيرانه ابناء الامة العربية ويدمر قدراتها ويقتل ابناءها وأدى الى فقدان بعض الدول العربية الامن والامان . الا ان ما حدث في مطار قرطاج الدولي في تونس الشقيقة قبل عدة ايام والمتمثل بمنع ما يقارب 30 فلسطينيا ممن يحملون وثائق سفر فلسطينية واحتجازهم في مطار قرطاج لمدة اسبوع محطة يجب الاشارة اليها في مسلسل المعاناة التي يتلقاها حملة وثائق السفر الفلسطينية في الكثير من بلدان العرب.
وما يلفت النظر ايضا ان تونس الرسمية ليست وحدها فلقد سبقتها ايضا لبنان والاردن فتونس كانت حاضنة للثورة الفلسطينية بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 والتي خرج فيها ابناء الشعب التونسي وقواه السياسية عن بكرة ابيهم لاستقبال المقاتلين الفلسطينيين على ارضها وتونس التي شارك ابناؤها في الثورة الفلسطينية وسقوا بدمائهم الطاهرة ارض فلسطين الابية وجنوب لبنان المقاوم وتونس مهد الربيع العربي الذي فجره محمد البوعزيزي.
وكان قدر الفلسطيني في بلاد العرب ان يدفع ثمن اي تغيير في المنطقة فدفع الثمن عند احتلال العراق للكويت حيث طرد مئات الالاف منهم ودفع الثمن كذلك في العراق بعد الاحتلال الامريكي حيث قتل وهجر الكثير منهم اما من بقي حيا فرفضت استقباله الدول العربية ولا زال مقيما في الصحراء او قتلته قوارب الموت في عرض البحر باحثا عن مأوى بعد ان ضاقت عليهم بلاد الاخوة العرب والفلسطيني.
دفع الثمن في سوريا بعد ان وصلت اليها رياح الحريق العربي فتم احتلال المخيمات الفلسطينية من طرف ثوار الربيع العربي وقتل العديد منهم ودمرت اجزاء واسعة من مخيمات اللجوء وشرد مئات الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني وهاجر قسم منهم عبر قوارب الموت المتجهة الى اوروبا و لا يفوت الاشارة الى وجود اجهزة تابعة لبعض الدول العربية متخصصة في الفلسطينيين ووظيفتها التفنن في تعذيب الفلسطينيين وتضييق سبل العيش عليهم.
وفي ضوء ذلك المطلوب فلسطينيا ان تبادر منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية الي التدخل السريع وبلا خجل ومجاملة لهذا البلد العربي او ذاك في ايجاد الحلول لهذا الجزء المهم من ابناء الشعب الفلسطيني وان تعطيه الاهتمام الكــــافي والمطلـــوب من كتابنــــا العــــرب واعلامنـــــا العربــي ومنظمات حقوق الانسان فضح هذه الممارسات والتي مهما ادعى اصحاب الشأن الرسمي العربي وقدموا من حجج لا تخدم الا السياسة الصهيونية واخيرا لعل ما يطالب به الفلسطينيون من حملة وثائق السفر الفلسطينية هو وبكل مرارة مساواتهم بالاسرائليين الاشقاء العرب الجدد الذين يدخلون ويخرجون بلاد العرب ملاقين كل احترام وتقدير وحماية وحفاوة وكرف ضيافة عربي معهود واصيل .
ابراهيم ابو سرية
كاتب فلسطيني – موريتانيا
القدس العربي
إرسال تعليق