كتبت - شيماء عيسى
هل يمكن لبؤر الوجع في كولومبيا أن تتواءم مع عالمنا العربي؟ بهذا السؤال استهل الناقد الأدبي د. حسام عقل مؤتمر ملتقى “السرد العربي” في وداع ماركيز رائد الواقعية السحرية.
وقد ترك ماركيز بصمة حقيقية في الأدب العالمي، وبدا متفردا منذ أن خطا بقدميه بوابة الأكاديمية الضخمة باسكتهولم للحصول على “نوبل الأدب”؛ جاء ماركيز مرتديا جلبابا محليا وسط مئات الحضور المرتدين أفخم الأزياء، وقال أن الجائزة جاءته بعد أن نضجت تجربته تماما وكانت أعماله تبيع ملايين النسخ بالفعل، وكذلك ترجمات أعماله ومنها “الحب في زمن الكوليرا” ، “مائة عام من العزلة” ، “الكولونيل لا يجد من يكاتبه” و”ذكريات غانياتي الحزينات”.
المؤتمر احتضنته مساء أمس نقابة الصحفيين المصريين، بحضور الكاتب الصحفي سيد الإسكندراني وعدد من المبدعين منهم السعيد عبدالكريم وإيهاب عبدالسلام وشوقي يحيى .
الناقد حسام عقل رأى أن ماركيز جعل قرية “ماكوندو” المتخيلة، خلاصة لأوجاع كل الأوطان، حين جسد صراعات الليبراليين والمحافظين والاستعمار والثوار، وكان قلمه ثائرا على المستبدين، يسخر منهم ، وتبدى ذلك مثلا في “خريف البطريرك” ومعظم أعماله، كما أن رواياته تتخذ من الوباء نسقا رمزيا لتفشي الفساد ، خاصة أن الكاتب صادق كبار الثوريين أمثال تشي جيفارا في حياته.
عانى ماركيز في حياته، وقد كتب “ليس لدى الكولونيل” وهو على سطح فندق هارب بمنفى اضطراري من بلاده، وكتب “مائة عام من العزلة” بعد أن زار قرية جده ليبيع بيته ووجد القرية وقد سكنها الأشباح وصارت مهجورة ، فاستدعى تاريخ المكان في رواية ملحمية عظيمة . وكرس ماركيز ما جمعه من نوبل لإنشاء صحيفة كولومبية تنطق بالحقيقة.
وماركيز يدين بالفضل لحكايات جده العجوز، وقد أبدع بفن الواقعية السحرية ، ويؤكد الناقد شوقي يحيى، أحد المشاركين بالاحتفالية، أن هذه السمة تميز بها العمل الأخير حائز جائزة بوكر العربية للرواية، وهو “فرانكشتاين في العراق” لأحمد سعدواي، الروائي العراقي، فقد خلق شخصية مرعبة مكونة من أشلاء العراقيين الذين قضوا نحبهم نتيجة الاحتلال الأمريكي لبلادهم، وهذا الشخص ينتقم من القتلة جميعا بالداخل والخارج، وكلما انتقم من قاتل أحد الضحايا سقطت تلقائيا أشلائه من جسد الوحش الذي أرعب بغداد .
لكن الناقد يؤكد أن الروايات الغرائبية تتناقص في هذه الآونة لصالح تيار واقعي يخاطب القراء بعد الربيع العربي . ورأى الناقد أن أعمال خيري عبدالجواد مليئة بتلك النفحة الروائية السحرية، وهو ما يمكن معه اعتبار كاتبها “ماركيز الشرق” .
الكاتبة منى عارف، اعتبرت أن ماركيز يمزج الواقعية السحرية والفانتازيا، في عملية تشحذ ذهن القراء، وأعماله تؤكد أن الزمن لا يسير، وإنما يدور حول نفسه في حلقة مفرغة، وما قدمه الروائي العظيم له صلة قوية بثقافتنا العربية، بدليل اعترافه بشغفه بحكايات ألف ليلة وليلة .
وربطت الكاتبة بين ما قدمه ماركيز، وما أبدعته أقلام مصرية من روايات تدخل في نسق الواقعية السحرية، وخصت بالذكر “الشطار” لخيري شلبي، “الغجري” لادوارد الخراط، “مات خوفي” لظافرة المسلول” ، “عالم المندل” لأحمد عبداللطيف، وأخيرا “البحر لا يعرف اسمه” لمحمد الفخراني، والتي أشادت كثيرا بتقنيتها السردية الساحرة التي يسطرها الكاتب كلوحات سيلفادور دالي المليئة بالبهجة والتأمل في عالم شديد الغرابة .
وختمت الكاتبة بأن “الحب في زمن الكوليرا” تريد أن تقول أن الحكمة قد تأتي متأخرة ، وأن ذاكرة القلق تضخم من الذكريات الطيبة .. هكذا استطاع ماركيز تلخيص أوجاع عالمه وعالمنا .
وقد استمتع الحضور خلال الأمسية بأداء درامي لمقطع من روايات ماركيز للإعلامية روايح سمير، عزف الدكتور رامي مصطفى .
هل يمكن لبؤر الوجع في كولومبيا أن تتواءم مع عالمنا العربي؟ بهذا السؤال استهل الناقد الأدبي د. حسام عقل مؤتمر ملتقى “السرد العربي” في وداع ماركيز رائد الواقعية السحرية.
وقد ترك ماركيز بصمة حقيقية في الأدب العالمي، وبدا متفردا منذ أن خطا بقدميه بوابة الأكاديمية الضخمة باسكتهولم للحصول على “نوبل الأدب”؛ جاء ماركيز مرتديا جلبابا محليا وسط مئات الحضور المرتدين أفخم الأزياء، وقال أن الجائزة جاءته بعد أن نضجت تجربته تماما وكانت أعماله تبيع ملايين النسخ بالفعل، وكذلك ترجمات أعماله ومنها “الحب في زمن الكوليرا” ، “مائة عام من العزلة” ، “الكولونيل لا يجد من يكاتبه” و”ذكريات غانياتي الحزينات”.
المؤتمر احتضنته مساء أمس نقابة الصحفيين المصريين، بحضور الكاتب الصحفي سيد الإسكندراني وعدد من المبدعين منهم السعيد عبدالكريم وإيهاب عبدالسلام وشوقي يحيى .
الناقد حسام عقل رأى أن ماركيز جعل قرية “ماكوندو” المتخيلة، خلاصة لأوجاع كل الأوطان، حين جسد صراعات الليبراليين والمحافظين والاستعمار والثوار، وكان قلمه ثائرا على المستبدين، يسخر منهم ، وتبدى ذلك مثلا في “خريف البطريرك” ومعظم أعماله، كما أن رواياته تتخذ من الوباء نسقا رمزيا لتفشي الفساد ، خاصة أن الكاتب صادق كبار الثوريين أمثال تشي جيفارا في حياته.
عانى ماركيز في حياته، وقد كتب “ليس لدى الكولونيل” وهو على سطح فندق هارب بمنفى اضطراري من بلاده، وكتب “مائة عام من العزلة” بعد أن زار قرية جده ليبيع بيته ووجد القرية وقد سكنها الأشباح وصارت مهجورة ، فاستدعى تاريخ المكان في رواية ملحمية عظيمة . وكرس ماركيز ما جمعه من نوبل لإنشاء صحيفة كولومبية تنطق بالحقيقة.
وماركيز يدين بالفضل لحكايات جده العجوز، وقد أبدع بفن الواقعية السحرية ، ويؤكد الناقد شوقي يحيى، أحد المشاركين بالاحتفالية، أن هذه السمة تميز بها العمل الأخير حائز جائزة بوكر العربية للرواية، وهو “فرانكشتاين في العراق” لأحمد سعدواي، الروائي العراقي، فقد خلق شخصية مرعبة مكونة من أشلاء العراقيين الذين قضوا نحبهم نتيجة الاحتلال الأمريكي لبلادهم، وهذا الشخص ينتقم من القتلة جميعا بالداخل والخارج، وكلما انتقم من قاتل أحد الضحايا سقطت تلقائيا أشلائه من جسد الوحش الذي أرعب بغداد .
لكن الناقد يؤكد أن الروايات الغرائبية تتناقص في هذه الآونة لصالح تيار واقعي يخاطب القراء بعد الربيع العربي . ورأى الناقد أن أعمال خيري عبدالجواد مليئة بتلك النفحة الروائية السحرية، وهو ما يمكن معه اعتبار كاتبها “ماركيز الشرق” .
الكاتبة منى عارف، اعتبرت أن ماركيز يمزج الواقعية السحرية والفانتازيا، في عملية تشحذ ذهن القراء، وأعماله تؤكد أن الزمن لا يسير، وإنما يدور حول نفسه في حلقة مفرغة، وما قدمه الروائي العظيم له صلة قوية بثقافتنا العربية، بدليل اعترافه بشغفه بحكايات ألف ليلة وليلة .
وربطت الكاتبة بين ما قدمه ماركيز، وما أبدعته أقلام مصرية من روايات تدخل في نسق الواقعية السحرية، وخصت بالذكر “الشطار” لخيري شلبي، “الغجري” لادوارد الخراط، “مات خوفي” لظافرة المسلول” ، “عالم المندل” لأحمد عبداللطيف، وأخيرا “البحر لا يعرف اسمه” لمحمد الفخراني، والتي أشادت كثيرا بتقنيتها السردية الساحرة التي يسطرها الكاتب كلوحات سيلفادور دالي المليئة بالبهجة والتأمل في عالم شديد الغرابة .
وختمت الكاتبة بأن “الحب في زمن الكوليرا” تريد أن تقول أن الحكمة قد تأتي متأخرة ، وأن ذاكرة القلق تضخم من الذكريات الطيبة .. هكذا استطاع ماركيز تلخيص أوجاع عالمه وعالمنا .
وقد استمتع الحضور خلال الأمسية بأداء درامي لمقطع من روايات ماركيز للإعلامية روايح سمير، عزف الدكتور رامي مصطفى .
إرسال تعليق