أقام “أتيليه القاهرة”حفل توقيع وندوة أدبية للكاتبة الصحفية “آية ياسر” لمناقشة روايتها “ضائعة في دهاليز الذاكرة” الصادرة حديثا عن دار الدار للنشر والتوزيع . وبدأت الندوة بكلمة للشاعر الكبير عادل جلال ، أكد خلالها على دهشته لكون رواية “ضائعة في دهاليز الذاكرة” هي أول عمل روائي للكاتبة ؛ حيث تجنبت فيه كثير من أخطاء العمل الأول على الرغم من صغر سنها، معتبرا أن الرواية تتنبأ بقدرات أدبية على الرغم من بوليسية العمل ، خاصة في ظل ندرة الأعمال الأدبية البوليسية للكبار في مصر.
وحضر لمناقشة الرواية كلٌ من الدكتورة فاتن حسين الناقدة الأدبية والصحفي والناقد عمر شهريار وأدار الندوة الشاعر عادل جلال، بحضور نخبة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين والنشطاء السياسيين وعلى رأسهم خديجة الحناوي الملقبة بـ”والدة الثوار” والقاصة منى ماهر والأديب السيد فهيم والفنانة التشكيلية إلهام الغندور، والكاتب خالد رياض، والكاتبة روان عبد الكريم والكاتب محمد زهران.
ألقت الناقدة الدكتورة فاتن حسين مقدمة حول ظهور الأدب البوليسي في أوروبا وتطور الأشكال الأدبية موضحة أن الرواية البوليسية تزدهر وتنتشر في أزمنة الإضطرابات السياسية والحروب حيث يجد فيها كاتبها الملجأ الحقيقي للتعبير. وحول رواية “ضائعة في دهاليز الذاكرة” قالت الناقدة أنه يبدو من عنوانها أنها تعتمد على التحليل النفسي، إلاّ أن الرواية قائمة على التشويق والمغامرات والصراع بين الخير والشر والتحليل النفسي بها لا يتعدى بضع صفحات بما يخدم البناء الفني للرواية وبالتالي هي رواية بوليسية في المقام الأول.
وقال الصحفي والناقد عمر شهريار أن هناك نوعين من الأدب هما الأدب الرفيع والأدب الجماهيري، وتنتمي الرواية البوليسية إلى الأدب الجماهيري ؛ فلا يمكن أن نضع “دان براون” كاتب رواية “شفرة دافنشي” مع ديستوفسكي أو نضع الروائي أحمد مراد مع نجيب محفوظ ، فهذا صنف وذاك صنف آخر. وأوضح أن رواية “ضائعة في دهاليز الذاكرة” انقسمت إلى خير وشر، أبيض وأسود، وطنيون وغير وطنيين، وأن الكاتبة وضعت قواعد للعبة بوليسية وإن كانت في بدايتها احتوت على محاولة للتحليل النفسي وأشارت صفحاتها الأولى إلى أننا أمام نص عميق جدا يتناول طبقات وعي بطلتها وذاكرتها وما يدور داخل النفس البشرية، مضيفا أن اللغة لدى “آية ياسر” جميلة وممتعة جدا، وأن الصياغة الشكلية للجملة في روايتها مفعمة بالمعاني؛ إلا أن هناك مصطلحات قليلة عالقة بذاكرتها تنتمي إلى الكلاسيكيات الادبية.
وقالت الأديبة والمترجمة “إبتهال سالم” أنها تحيي الكاتبة على أولى رواياتها معتبرة إياها تعبر عن موهبة حقيقية ، مشيرة إلى أنها عكست في روايتها حالة الفوضى والضياع والغيبوبة في المجتمع المصري وعدم الأمان وضبابية ما هو قادم.
يذكر أن الكاتب والروائي الكبير مكاوي سعيد قد أشاد برواية “ضائعة في دهاليز الذاكرة” قائلا إنها نالت إعجابه وقام بترشيحها للنشر لدى دار الدار للنشر”. وفي ختام الندوة قدم المطرب الشاب “علي حدوتة ” وصلة غنائية لتبدأ بعدها الكاتبة توقيع نسخ الرواية للحضور.
إرسال تعليق