Home » » قصة مسلسلات حبيسة الأدراج فى رمضان المقبل ولدراما الاجتماعية تقصي الدينية

قصة مسلسلات حبيسة الأدراج فى رمضان المقبل ولدراما الاجتماعية تقصي الدينية

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 17 مايو 2014 | 8:53 ص


بعد عودتها لعدة سنوات تختفي المسلسلات الدينية المصرية من شاشة رمضان القادم، رغم أن شهر رمضان يعد فرصة مناسبة لمثل هذه الأعمال، التي تعلقت بها قلوب المشاهدين، بالإضافة إلى أن المسلسلات الدينية كانت قد حازت خلال عرضها في الأعوام الماضية على نسبة مشاهدة عالية، حيث حقق المسلسل المصري «الغزالي» نسبة مشاهدة عالية، كما حقق المسلسل الخليجي «عمر» نجاحاً جماهيرياً رغم دعوات المقاطعة التي صاحبت بثه، اعتراضاً على تجسيده لشخصية أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه.

من أبرز المسلسلات التي توقفت مسلسل «مصطفى محمود» الذي يتناول حياة الكاتب والمفكر الراحل الدكتور مصطفى محمود. يقول مؤلف العمل وليد يوسف: ميزانية المسلسل تبلغ 32 مليون جنيه، وهي كانت معروفة مسبقا، والرقم منطقي لأن المسلسل يتكلم عن فترة 80 سنة في حياة مصطفى محمود، خاصة أنه كل 10 سنوات كانت تحدث تغيرات في عمر الشخصيات وملامحها والملابس والديكورات والماكياج، كما أن مصطفى محمود سافر 4 مرات في حياته إلى المغرب وجنوب إفريقيا وألمانيا وإنجلترا، فضلا عن أن المسلسل يضم 174 شخصية.

وأضاف: كنت أرى أن تكلفة المسلسل ليست كبيرة، لكنها للأسف كبيرة بالنسبة للمنتج، فهو كان يحلم بإنتاج المسلسل بمفرده، لكنه وجد الميزانية ضخمة، وكان يتمنى أن يدخل معه قطاع الإنتاج أو مدينة الإنتاج الإعلامي كشريك في الإنتاج، لكن للأسف مدينة الإنتاج ليس لديها استعداد لإنتاج مسلسلات تقدم قيمة، وأريد أن ينظروا لإنتاجهم خلال السنوات الثلاث الماضية ليروا ما الذي أنتجوه.

من ناحية أخرى يتم الاستعداد الآن لإنتاج لمسلسل ديني بعنوان «محمد» وتدور قصته عن راهبة تزور المركز الإسلامي في لندن، لتبحث عن مصادر التسامح في الدين الإسلامي. والمسلسل مستوحى من شخصية الباحثة والراهبة الأيرلندية كارين أرمسترونج، التي تركت الدير وقدمت كتابين تسرد فيهما قيم التسامح في الدين الإسلامي من خلال سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والدراما بالكامل مستوحاة من شخصيات وأحداث حقيقية، وسيتم تصويره ما بين مصر ولندن وإيران وتركيا والبوسنة. ولكن المشكلة الآن أنه لم يتم اتخاذ خطوات فعليه لتنفيذ المسلسل، خاصة أن ميزانيته ضخمه، وحتى إذا تم تنفيذه فلن يعرض في رمضان القادم.

مسلسلات حبيسة الأدراج

من ناحية أخرى فإن هناك العديد من المسلسلات الدينية ما زلت حبيسة الأدراج إما بسبب اعتراض الورثة أو مشاكل إنتاجية منها: مسلسل أسماء بنت أبي بكر، ومسلسل فارس المنابر الذي يتناول حياة الشيخ الراحل عبدالحميد كشك، حيث اعترض الورثة على المسلسل، ومسلسل الملك النمرود، ومسلسل رابعة العدوية ومسلسل أبو هريرة.

ندرة الإنتاج
في البداية يقول الفنان نور الشريف: قررت منذ مسلسل عمرو بن العاص ألا أقدم مسلسلات دينية مرة أخرى، بسبب تعمد القنوات الفضائية والأرضية عرضه في وقت متأخر، والمشكلة أن المنتجين لا يقبلون على إنتاج الأعمال الدينية مهما كانت جيدة، لأنهم يجدون صعوبة في تسويقها وعرضها، ولأنها غير مربحة بالنسبة لهم، بالإضافة إلى تكلفتها العالية من ديكورات وملابس ومعدات، وتصويرها يتم في الصحراء والأماكن البعيدة، وبالتالي تحتاج إلى إمكانات كبيرة، ومن هنا ليس أمامنا إلا اللجوء إلى إنتاج الدولة، ولا بد أن تتدخل الدولة لإنتاج الأعمال الدينية كما كانت تفعل في السابق لأن القطاع الخاص لم ولن ينتج دراما دينية إلا في أضيق الحدود.

أما الفنان حسن يوسف فيقول: المسلسلات الدينية تتعرض للتهميش من قبل القنوات الفضائية، وخير دليل على ذلك منذ عدة سنوات مسلسل الإمام عبدالحليم محمود، حيث تجاهلته جميع القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية، حتى تلك القنوات التي يمتلكها مشايخ، رفضوا عرض المسلسل، أو تم عرضه في أوقات غريبة مثلما فعل التلفزيون المصري في الرابعة بعد الظهر أو في الحادية عشرة صباحا، والغريب أن المسؤولين يتحججون بالإعلانات ويقولون إن المسلسلات الدينية غير جاذبة للإعلانات، ويرجع السبب إليهم وليس للمعلنين، لأنهم يعرضون الأعمال الدينية إما في الرابعة فجراً أو الرابعة بعد العصر، بعد أن ترسخ لديهم اعتقاد بأن الأعمال الدينية لا تحقق نسبة مشاهدة عالية، لكن هذا الاعتقاد خاطئ بدليل أن مسلسل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حقق نجاحاً كبيراً، نظرا لأن مواعيد عرضه كانت مناسبة، وهو نفس حال مسلسل (إمام الدعاة) الشيخ الشعراوي، والذي حقق نجاحا كبيرا رغما عن المسؤولين في التلفزيون.

ولذلك يجب أن تهتم الدولة بنشر الثقافة وتقديم الرموز، سواء السياسية أو الدينية أو الاجتماعية أو العلمية، لكن لا يوجد أدنى اهتمام بهذه الرموز التي أعتبرها قدوة لإصلاح ما أفسده المجتمع.

أما الفنانة صابرين فتقول: رغم أنني لم أشارك من قبل في أي مسلسل ديني إلا أنني مستغربة جدا مما يحدث على الساحة الفنية حاليا، إذ تواجه المسلسلات الدينية عقبة العرض ومواعيده، وما زاد استغرابي أكثر وأكثر هو عدم وجود مسلسل ديني واحد يعرض خلال رمضان هذا العام، رغم أن لدينا مؤلفين محترفين في كتابة هذه النوعية من المسلسلات، ولدينا أيضا موضوعات عديدة تصلح لمئات، بل آلاف المسلسلات، هذا إلى جانب وجود فنانين أكفاء يقومون بهذه النوعية من المسلسلات منذ سنوات ويحققون نجاحات كبيرة.

أما الفنان رشوان توفيق فيقول: قلة المسلسلات الدينية يرجع إلى التكلفة الإنتاجية الباهظة لمثل هذه النوعية من المسلسلات، التي تصرف على الديكورات والملابس وأماكن التصوير، وهو ما لا تحتاجه المسلسلات المعاصرة. ولذلك فالدولة عليها أن تبادر لتبني هذه الأعمال، مشيراً إلى أن المنتج عادة ما يحجم عن هذه النوعية من الدراما نظراً للتكلفة الباهظة في تنفيذها، كما أن حجم الإعلانات عليها عادة لا يكون كبيرا، خاصة أن القنوات تختار مواعيد فيها نسبة عالية من المشاهدة لمثل هذا اللون الدرامي.

أما الفنان عزت العلايلي فيقول: نعاني طوال السنوات الماضية من تجاهل المسؤولين لأعمالنا التاريخية، ورغم شكوانا المتكررة لا شيء يتغير، فرغم نجاح أعمال دينية كثيرة طوال السنوات الماضية، وأصبح عليها إقبال من العالم العربي بالكامل، إلا أن البحث عن إعلانات أكثر أصبح هدف التلفزيون، لذلك يتم عرض المسلسلات الدينية في أوقات صعبة جدا، كما أن تغيير موعد عرض المسلسل أكثر من مرة يصيب المشاهد بالتشتيت، ويجب مراعاة المشاهد العربي، خاصة أن هناك فئة كبيرة تهتم بالمسلسل الديني خلال شهر رمضان.
أما الفنانة ليلى طاهر فتقول: طوال مشواري الفني كنت أحرص على تقديم عمل درامي ديني في رمضان، ولكن مع الظروف الصعبة لشركات إنتاج الدولة تكاد تكون قد توقفت هذه الأعمال، ومن هنا أطالب التلفزيون بالعودة لإنتاج المسلسلات الدينية، فنحن في أمس الحاجة إليها في الفترة الحالية، وإذا لم نستطع تنفيذ أعمال دينية في الفترة الحالية فعلينا على الأقل إعادة عرضها والاستفادة منها، وأنا مستعدة للمشاركة في أي عمل درامي ديني بغض النظر عن الأجر، حتى لو كان من دون مقابل.

أما المؤلف بهاء الدين إبراهيم، أشهر كاتبي المسلسلات الدينية فيقول: سبب تراجع، بل اختفاء المسلسلات الدينية يرجع إلى الجشع والبحث عن المادة، الذي وصل إليه المسؤولون في كل مكان، خاصة في القنوات التلفزيونية التي تبحث عن المسلسلات التي تحتوي على مشاهد الرقص والأغاني والمخدرات لتحقيق نسب مشاهدة عالية، وبالتالي زيادة نسبة الإعلانات، فمنذ أكثر من خمسة عشر عاماً وأنا أقدم مسلسلا دينيا كل عام، بداية من «أبوحنيفة النعمان»، لكني اكتشفت أن جميع هذه الأعمال تعامل بنفس الشكل مهما كانت أهمية العمل ونجاحه، فرغم نجاح مسلسل إمام الدعاة الشيخ الشعراوي إلا أنهم أصروا على عرضه في وقت متأخر. ولذلك يعتذر العديد من نجوم التمثيل عن عدم المشاركة في المسلسلات الدينية، لسببين: الأول منهما أن ميزانيتها غالبا ما تكون بسيطة مقارنة بالأعمال الدرامية، وثانيا لأنها تعرض في أوقات إما متأخرة جدا أو مبكرة جدا، وبالتالي لا تحقق نسبة مشاهدة عالية، لنفاجأ جميعا بأنها أصبحت أعمالا غير مطلوبة.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق