أثار الخبير العالمي روس داوسون، المعروف بتخصصه في تقديم قراءات استشرافية للمستقبل في مجالات عدة مناقشات نوعية تنبأت خاصة بـ”انقراض الصحافة الورقية في القريب العاجل” ونبهت إلى خطورة التصعيد الطائفي في الإعلام.
عزز المختص الأميركي روس داوسون الاعتقاد بأن الصحافة الرقمية ستكون هي السائدة خلال السنوات الخمس المقبلة، رغم أن الصحف الورقية ستحاول البقاء من خلال عمليات التطوير المستمرة.
ولفت الخبير العالمي، الذي كان أول من تنبأ بفوران شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي في العالم في عام 2002، إلى أهمية الثروة والثراء في انتشار الاعلام الرقمي وتسيده وتفوقه على الاعلام التقليدي والورقي، مشيرا الى أن عمليات استخدام الصحافة الالكترونية شهدت استخدامًا مكثفًا خلال السنوات الأخيرة وخصوصا في قطر والبحرين والإمارات والكويت وسلطنة عمان، في حين تأتي اليمن والعراق والسودان كأقل الدول العربية استخداما للانترنت في الحصول على الأخبار.
وتوقع داوسون أن الصحافة الورقية سوف “تنقرض”، أو على أقل تقدير سوف تفقد قيمتها في المستقبل وبنسب وأطر زمنية متفاوتة، حيث توقع أن تكون الولايات المتحدة الأميركية هي أول دول العالم التي تتحقق فيها هذه النبوءة بحلول العام 2017.
أما عربياً، فقد تكهّن روس داوسون بأن دولة الإمارات ستكون من أولى الدول العربية التي ستتخلى فيها الصحافة الورقية التقليدية عن مكانتها لصالح الإلكترونية بحلول العام 2028. وتنبأ داوسون بفقدان الصحافة المطبوعة قيمتها وتأخذ طريقها نحو الانقراض الكلي في أغلب دول العالم اعتبارًا من العام 2040.
من جانبه، أكد إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، في كلمة الافتتاح في “منتدى الإعلام العربي” المنعقد في الإمارات العربية المتحدة أن الإعلام الالكتروني واحد من حقائق العصر الكبرى وأن ثورة الإعلام والمعلومات باتت فوق الطاقة ما جعل العالم العربي يواجه محنة وفرة المعلومات، لكن رغم ذلك لم يُخرج الصحافة الورقية من مكانتها.
وقال محلب “على الرغم من إغلاق صحف ومجلات وتحول بعضها من ورقي إلى إلكتروني.. فإن توزيع الصحف المطبوعة يوميًا يصل إلى (400) مليون نسخة على مستوى العام. من جانبه، أكد جون دانيسزوسكي، نائب رئيس وكالة “أسوشييتدبرس″ الأميركية، وهو أيضا كبير محرري الأخبار العالمية في الوكالة، في جلسة منفردة تحت عنوان “مستقبل وسائل الإعلام الإخبارية في المنطقة” التحديات التي تواجه المؤسسات التي تعمل في جمع الأخبار أثناء تغطيتها للأحداث في المنطقة، خصوصا في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي ودخولها على خط تغطية الأخبار العاجلة.
كما جرى الكشف خلال جلسة أقيمت تحت عنوان “الإعلام العربي والتصعيد الطائفي” عن مسألة ظهور منابر إعلامية يعتمد جهدها وتسويقها ومكاسبها على التأجيج الطائفي- المذهبي، متجاوزة كل القيم الإنسانية المشتركة، والتي ظلت من أدبيات الإعلام الثابتة.
وناقشت الجلسة خطورة التصعيد الطائفي مع تحوّله إلى لغة خطاب في وسائل الإعلام. وتحديدًا التصعيد الديني إجمالًا، بما فيه التصعيد الشيعي – السني، والتصعيد المسيحي – الإسلامي.
وأكد المشاركون في الجلسة ضرورة تغيير هذا الخطاب. ويبدأ ذلك من التنشئة السليمة للجيل الجديد ونبذ أيديولوجيات “الموت لـ”.
كما خصص المنتدى جلسة لمناقشة “ثورة الهوامش تغير أجندات الإعلام” وكيف غيرت ولا تزال تغير أجندة الإعلام في عصر الانفجار الإعلامي، الذي نعيشه وفي ظل تعدد مصادر المعلومات وخصوصا في وسائل الإعلام الجديد. وكان لافتا في هذه الجلسة حضور المصرية صاحبة العبارة الشهيرة “شتب يور ماوس أوباما”. وباتت منى البحيري صاحبة الحجاب الأخضر تنافس العديد من الإعلاميين في عالم الشهرة.
وأثارت هذه الجلسة مجموعة من التساؤلات حول الخطاب الهامشي الذي أصبح اليوم خطابا رئيسا للمتلقي، وآثار هذا التطور على المشهد الإعلامي العربي مستقبلا.
وتناولت جلسة أخرى عقدت تحت عنوان “المؤهلات: وجه جميل” جدلية تحول الجمال في السنوات الأخيرة إلى شرط من شروط إطلالة المذيع أو المذيعة ومفتاح لمغاليق الشاشات، مما دفع شاشات كثيرة عبر العالم إلى التنافس على توظيف ملكات الجمال وعارضات الأزياء “السوبر”، باعتبار أن الشكل صار المؤهل الأكثر أهمية للإعلام العربي.
في حين تستضيف الجلسة الرئيسة اليوم (ثاني أيام المنتدى) الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC، في حوار شامل يتطرق فيه إلى عدد من أهم القضايا الإعلامية المتعلقة بالشأن العربي. يذكر أن نقاشات هذه الدورة حملت ثقلاً نوعياً للقائمين على الصناعة والمعنيين بها، في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية، التي أثرت في المشهد الإعلامي في بعض الدول العربية.
وافتتحت في دبي أمس أعمال “منتدى الإعلام العربي” في دورته الثالثة عشرة، تحت شعار “مستقبل الإعلام يبدأ اليوم”، بمشاركة حشد يضم أكثر من 2000 خبير ومتخصص في قطاعات العمل الإعلامي المختلفة، ومحللين ورواد الفكر ورموز الثقافة وكتّاب وصحفيين من 27 دولة
إرسال تعليق