Home » » بالصور... القعيد : هكذا دخلت عالم الثقافة .. ومصر مرت بسنة الجراح الرهيبة وكتاب : القعيد مبدع قومي واحد مؤسسي “كفاية” وآراؤه ملهمة سياسيا وفنيا

بالصور... القعيد : هكذا دخلت عالم الثقافة .. ومصر مرت بسنة الجراح الرهيبة وكتاب : القعيد مبدع قومي واحد مؤسسي “كفاية” وآراؤه ملهمة سياسيا وفنيا

رئيس التحرير : Unknown on الثلاثاء، 20 مايو 2014 | 9:16 ص



كتبت - شيماء عيسى

”كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة” بهذه العبارة المأثورة استهل الروائي المصري الكبير يوسف القعيد، الاحتفالية التي أقيمت منذ قليل لتكريم رحلة عطائه بعد بلوغه سن السبعين، بحضور وزير الثقافة المصري، والتي شهدت إهدائه درع قصور الثقافة المصرية .

وتذكر القعيد زيارته القديمة للكاتب مصطفى البسيوني، كان حينذاك لا يزال شابا في مقتبل عمره، يمارس الكتابة الإبداعية بقرية الضهرية بالبحيرة، وسمع عن مسابقة مجلس رعاية الفنون والآداب للكتاب الأول، وهنا سهل له البسيوني الالتحاق بالمسابقة بل وكان سببا في تعارفه باول أديب قاهري يلتقيه وهو الروائي الراحل محمد عبدالحليم عبدالله، وهو من ابناء محافظة كفر الشيخ .. يمر الوقت وتنشأ صداقة حقيقية بين الأديبين، كان السبب فيها هذا الإدراك والحماس بهيئات الثقافة للمبدعين الشباب في الستينيات.

لهذا السبب يعتبر القعيد أن الثقافة الجماهيرية هي خط الدفاع الأول عن المصريين، بعد ما وصفه بـ”سنة الجراح الرهيبة للإخوان” .

وقد عبرت كلمات المشاركين بتكريم القعيد عن موهبته ووطنيته، وأشادوا بمبادرة وزارة الثقافة بتكريم المبدعين في حياتهم وليس فقط بعد رحيلهم.

وقد تخلل الحفل، توزيع كتاب تذكاري أعده الصحفي والمبدع السعداوى الكافوري، وهو ينتمي لقرية القعيد، يجمع شهادات حول المبدع وسيرة ذاتية وحوارا مطولا دار بين الصحفي والروائي القعيد.

الاحتفالية التي حملت  اسم “يوسف القعيد .. سبعون عاما من العشق للأرض والإنسان” واحتضنها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، تحدث خلالها وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب عن اهمية تركيز برامج مرشحي الرئاسة المصرية على الثقافة كقاطرة للتنمية، واعتبر أن شهادته في القعيد مجروحة لانه صديقه الذي طالما استلهم من آرائه حلولا لكثير من المعضلات السياسية،  وهو الأمر الذي شاركه فيه الدكتور سعيد توفيق حين وصف القعيد بصاحب الرأي النافذ وتمنى لو أتيح له الوقت لقراءة منجزه الأدبي والكتابة عنه برؤية ناقدة .

وقد اهدى الشاعر مسعود شومان ، خلال جلسة خاصة بشهادات ثقافية على القعيد، مجموعة من الأبيات الشعرية قال فيها :

فلاح وعاشق ترابها وقلبه من طينها

  يفرح إذا هلت شموس الروح ف موطنها

يحزن إذا جاع الفقارى والبطن رابطينها

يقرأ كتاب الوطن والشجر طراح

من “البيات الشتوي” لـ”الحرب ف بر مصر”

يمس بحروفه الندية خد كل جريح

من “وجع البعاد” لشكاوى فلاحنا الفصيح

واعتبر “شومان” أن القعيد يرسم تفاصيل شديدة العمق في أعماله ومنها :”عزبة المنيسي” ، “يجدث في بر مصر” ، “الحرب في بر مصر” ، “شكاوى المصري الفصيح” إضافة لقصصه ومنها “الفلاحون يصعدون للسماء” و”تجفيف الدموع” ، كما ان أعماله ترجمت للغات عدة وجسد عدد منها بمسلسلات وأفلام درامية .

وشاركه الرأي، الكاتب الصحفي حلمي النمنم، الذي أكد أن القعيد أحد أصوات المهمشين والمقهورين ، كما أنه مدافع عن القيم التنويرية وقيم العدالة الاجتماعية التي افرزتها ثورة يوليو وتجربة عبدالناصر، من مجانية التعليم وحق العمل وغيرها، وظهرت مواقفه ضد الظلاميين الذين هاجموا المبدعين وضرب النمنم المثل بنصر ابوزيد ونجيب محفوظ، كما أشاد النمنم بدفاع القعيد عن وجود المؤسسات الثقافية حتى لو شاب أداءها قدر كبير من البيروقراطية التي يجب معالجتها، وتذكر حين رفض تغول المصنفات الفنية على حق الإبداع في عز زمن مبارك وتحديه لهؤلاء بمقالات نارية .

الناقد الأدبي والشاعر شعبان يوسف، تحدث عن حقب الستينات التي أفرزت جيلا رائدا من المبدعين القوميين والمثقفين الذين حملوا هم الوطن، واعتبر ان الحداثيين الذين جاءوا بالسبعينات حين هاجموا الجيل السابق عليهم كانوا يدبرون لقلب مفاهيم الدولة القومية الناصرية التي نسعى لاستعادة ملامحها الآن.

وقال الناقد الادبي ان جيل الستينات وما قبله دفع ثمنا كبيرا لمواقفه فقد اتهم طه حسين حين طالب بخمسين ألف جنيه لترجمة اعمال شكسبير وغيره ونقلها بالعربية للجامعة المصرية، وقالوا ان أمل دنقل من الشعراء الجاهليين حين دخل حقل السياسة الملغوم ، وهكذا جرى الحال مع القعيد والغيطاني الذين دشنوا مجلة الطليعة باموال زهيدة، وكتب الغيطاني “مذكرات شاب عاش ألف عام” وكان لا يزال في مطلع العقد العشريني، وقد كتب القعيد “يحدث في مصر الآن” اعتراضا على زيارة نيكسون لمصر في السبعينات.

كان القعيد من أوائل المشاركين بلجنة الدفاع عن الثقافة القومية برئاسة لطيفة الزيات وعضوية حلمي الشعراوي وامينة السعيد . وقد كان وفيا للقرية المصرية التي يعتبر انها تحتفظ بفطريتها التي خلقها الله عليها، في حين خرج المدينة من رحم حياة الصناعة البشرية القاسية فخرجت تشبهها .

ولقد حقق عبدالناصر مشروعا ثقافيا استراتيجيا وبدات شرعيته الحقيقية من قرارات الثورة بعد يومين فقط من انطلاقها، ويؤكد الكاتب الصحفي محمد الشافعي، ان القعيد لم ينل حظه من علاقته بالإعلام ، وظلمته الصحافة، لان كثيرا من مقالاته الإبداعية كان يمكن تحويلها لقصص لولا ضيق الوقت، وكثير من اعماله كان ينبغي تحويلها لأفلام ومسلسلات، ولدينا روائع خرجت على هذا النحو ومنها فيلم “المواطن مصري” و”زيارة السيد الرئيس” ومسلسل “وجع البعاد” و”البيات الشتوي” .

اخيرا، يعد القعيد من الموقعين المؤسسين لحركة “كفاية” ضد فساد نظام مبارك وتوريث الحكم لنجله، وقد جاور توقيعه  - وفق شهادة قدمها القيادي الحزبي احمد بهاء الدين شعبان – توقيع السينمائي الراحل يوسف شاهين. كما تطرق المتحدث لانتصار القعيد لقيم القرية المصرية الأصيلة والفلاح البسيط ، وانتصاره لمصر القائدة الزعيمة وهو الذي قالها صراحة “انا ابن الحلم القومي العربي”


إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق