طه خليفة يكتب: الذبح مستمر
طرد سفراء سوريا من هذه العاصمة الغربية أو تلك لا يكفي ولا يوقف الذبح ولا يمنع جَزّ رؤوس الأطفال. مع ذلك لا عاصمة عربية أو إسلامية طردت سفيرا حتى الآن، بعض العواصم كانت قد استدعت سفراءها فقط منذ أشهر، إذن ..حتى في الخطوات المتواضعة فإن العرب والمسلمين غير قادرين على اتخاذها.
طرد السفراء من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ودول العالم الحر هو عمل العاجز عن الحسم.
العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.. ماذا فعلت؟، فالذبح اليومي مستمر للنساء والأطفال والعجائز والشباب وكل كائن حي في سوريا منذ انطلقت الثورة قبل 15 شهرا.
العالم يتفرج على أكبر مذبحة لشعب تحول إلى فريسة لنظام ذئب بلا أخلاق أو دين أو ضمير أو إنسانية أصدر أمرا واحدا ووحيدا منذ اليوم الأول للثورة لشبيحته: أبيدوا كل ما تطاله بنادقكم ودباباتكم ومدافعكم وخناجركم وسيوفكم وآلات القتل الرهيبة في أياديكم، فلا مكان لمن يقول "لا" حتى في نومه.
حكم طائفي عائلي احتلالي مدعوم من الاستبداد الديني الطائفي المذهبي في محور الشبيحة الذي يمتد من طهران إلى دمشق مرورا بحكومة المالكي في العراق وحزب الله في لبنان، هو الحلف الأخطر على المنطقة والذي يريد ابتلاعها والذي يعربد كما يشاء دون أن يقدر أحد على ردعه.
إسرائيل هي "العدو" وأنا منذ وعيت على الفهم ومتابعة السياسة لم أجدها تفعل في الفلسطينيين ما يفعله نظام البعث في السوريين في الحولة وحمص وحماة ودرعا وريف دمشق وكفر بطما وحي بابا عمرو وفي غيرها من كل قرى وأحياء ومدن سوريا المستباحة مسفوكة الدماء. جاء اليوم الذي نقول فيه إن إسرائيل أرحم على الفلسطينيين من برابرة العصر على شعبهم في سوريا.
بالطبع العرب غير قادرين على فعل أي شيء سياسي أو عسكري تجاه الهمجية، هناك عرب متواطئون وشركاء في ذبح الأبرياء، ودائما يتكئ العرب على أمريكا، لكن للأسف واضح أن أمريكا أوباما أجبن من أن تفعل شيئا حقيقيا لشعب ذبيح. أمريكا داعية الحرية وحقوق الإنسان لا تقدم لشعب يريد الحرية ويضحي بدمه غير التصريحات الفارغة والعقوبات غير المؤثرة التي تعوضها إيران وبغداد وحزب الله فورا.
أمريكا أوباما أكبر كذبة فهل يرحل هذا الرئيس الخائف الذي يقبل الهزيمة من روسيا في سوريا، بل وتهزمه إيران في النووي، ويهزمه حزب الله بإحكام سيطرته على لبنان بسلاحه، وحتى المالكي صنيعته فإنه يصفعه عندما يربط العراق بإيران.
نحن أمام أكبر فضيحة للمجتمع الدولي الذي يتابع فصول مذبحة أكبر من مذابح البلقان ولا يتحرك كما يجب أن يكون التحرك وهو السيناريو الليبي فهو العلاج الأخير الباقي.
فلا النظام سيسقط بعقوبات حيث يتم تعويض آثارها فورا من محور الشبيحة، ولا انقلاب عسكريا سيحدث لأن العسكر هم العائلة الطائفة الأقلية الحاكمة التي ستظل تقتل حتى آخر سوري لتبقى هي تحكم نفسها، ولا النظام سيرحل من نفسه على غرار ما حصل في اليمن حيث محور الشبيحة لا يريد إلا النظام المجرم أو حرق سوريا والمنطقة كلها التي صارت تحت ضرسهم ورهينة لهم.
لا حل إلا بإزالة النظام لتلقين محور الشبيحة درسا ومعهم روسيا والصين اللتان تشاكسان أمريكا القوة الأعظم التي يعود أوباما بها إلى الضعف والمهانة.
رسالة الكاتب الفرنسي هنري برنانر ليفي لرئيس وزراء فرنسا الجديد أولاند بأن يتخذ المبادرة في سوريا كما فعل في ليبيا رسالة ذات مغزى الآن.
ليفي كان وراء حماس ساركوزي لإنقاذ المدنيين من سفاح ليبيا.
الأمل مازال قائما ليهزم المجتمع الدولي عجزه ويسارع لإنقاذ المدنيين في سوريا بأي شكل.
إذا كان أحد لن يعجبه ذلك فهل هناك من حلول أخرى لم يتم طرحها لوقف شلالات الدماء المتفجرة؟.
لله الأمر من قبل ومن بعد.
إرسال تعليق