Home » » حماده عوضين يكتب : ماذا بعد احتدام الصراع بين الليبراليين والإخوان المسلمين ؟!

حماده عوضين يكتب : ماذا بعد احتدام الصراع بين الليبراليين والإخوان المسلمين ؟!

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 19 أكتوبر 2012 | 9:51 ص




تشهد الساحة السياسية المصرية حاليا احتدام الصراع بين الليبراليين والإخوان بصورة وصفها البعض بالخطرة حيث تشهد مصر هذه الأيام جدلا واسعا في صفوف النخب السياسية والمدنية والإعلامية حول بعض مواد الدستور الجديد في ظل مخاوف البعض من ترسيخ "هيمنة" التيارات الإسلامية على الدولة وتأكيد البعض الآخر على أن التجاذبات "سياسية بالأساس".

وعلى الرغم من اقتراب الجمعية التأسيسية المُـكلَّـفة بإعداد دستور جديد لمصر من اختتام أشغالها، ورغم رفض أنصار ما يُطلق عليه إجمالا "التيار العِـلماني" المشاركة في تشكيل التأسيسية أو انسحابهم منها في بعض مراحلها، لا زال الجدل محتدما بين الإسلاميين والليبراليين، وذلك في ظِـل تنامي مخاوف العديد من التيارات المدنية والنشطاء والعلمانيين عموما من تقنين سيْـطرة الإسلاميين على مفاصل الدولة المصرية، خاصة إذا تمكَّـنوا من إصدار دستور "إسلامي"، على حد تعبيرهم.

أن أهَـم ما يُـثير الجدل في التأسيسية، هي المسائل المتعلقة بـ "نظام الحكم" و"الحريات العامة" و"سلطات الرئيس". فمن جهة نظام الدولة، تخشى التيارات السياسية غير الإسلامية على قول البعض من "إصدار دستور بصِـبغة إسلامية، وهذا يرجع بالأساس من كون هذه التيارات تُـعادى أي ارتباط أو علاقة بين الإسلام والسياسة". 

فحين يتحدث التيار الإسلامى مؤكدا إن أقنعة الليبرالين الذين يدعون القوى المدنية للاتحاد حتى لا يأتي الإسلاميون إلى البرلمان القادم بأغلبية وتكون هوية مصر إسلامية تتساقط تباعًا حتى وصل الأمر إلى توجيه البعض برسالة تقول: ألا تعلم أيها الليبرالي أنت ومن معك ومن تدعوهم أن يتحدوا أن هوية مصر على مر التاريخ إسلامية وستظل كذلك، ولن تتغير أبدًا مهما دعوت للاتحاد والوقوف ضد هذه الهوية

وأن مصر منذ أن فتحها عمرو بن العاص إسلامية الهوية بمسيحييها ومسلميها؛ لأن شعبها هو الذي أرادها إسلامية، زطالب البعض الأخر الليبراليين بأن يحترموا ما أتت به الصناديق.

و أن المشكلة هي أن هؤلاء الليبراليين لا يؤمنون بديمقراطية إلا إذا جاءت بهم إلى الحكم، وبالتالي فهم أول من يكفرون بالمبادئ التي يدعون إليها إذا كانت لا تحقق ما يريدونه.

وقالوا:خلف الكواليس يقومون أيضا بالمناورات السياسية لخلق شراكات واسعة النطاق من أجل التغلب على الوحدة، والمهارات التنظيمية للإخوان المسلمين.

والجدير بالذكربخصوص الإنتخابات إن الجهود الأولية من العام الماضي وهي وجود قائمة واحدة، قد فشلت فشلا ذريعا وفق ما قاله وائل نوار، أحد مؤسسي حزب الغد الليبرالي. ''بعد الانتخابات، أدرك الجميع غلطتهم، لأن ضيق الوقت يحدث خلافاً كثيرا، وكان ذلك وقت التغيير''.

وفى القوت الذى كان يستشعر الليبراليون أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين قد فقدت زخمها نجحت جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور في الفوز بثلثي مقاعد المجلس في الانتخابات البرلمانية التي حدثت العام الماضي، الذي تم حله بقرار من المحكمة ومن بعدها قدموا محمد مرسى رئيسا لمصر.

وقال محللون إن الإخوان المسلمين متهمون، بخنق المعارضة، وأشار البعض إلى اتهامات النشطاء للإخوان وللحكومة، التى يهيمنون عليها، بالتورط فى نفس التكتيكات الوحشية، التى استخدمها النظام السابق، للقضاء على المعارضة.

وإن مجموعة من البلطجية الملتحين، الذين كان يرتدى الكثيرون منهم، قمصان تحول شعار حزب الحرية والعدالة، خرجوا الجمعة الماضية، إلى ميدان التحرير، بداعى دعم الرئيس محمد مرسى، لكنهم اعتدوا على المتظاهرين المحتجين ضد الحكومة الإسلامية، وتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور. 

وقد حاولت جماعة الإخوان المسلمين، نفى الاتهامات، زاعمة، أن الاعتداءات استهدفت مؤيديها أولا، وألقت بالمسئولية على بلطجية، وطرف ثالث، وقالت، إن هؤلاء الذين يرتدون شعار حزب الحرية والعدالة، ليسوا تابعين لها، وإنما تنكروا فى الشعار.

ولفت البعض الأخر إلى أن مسئولى الجماعة، أصدروا بيانات متضاربة، بشأن موعد وصول أعضاءها للميدان، للمشاركة، ظاهريا، فى احتجاجات ضد تبرئة بعض المسئولين الأمنيين، فى قضايا قتل المتظاهرين.

وأن كفاح القوى الليبرالية، لم ينته بعد خاصة بدعوة التيار الشعبى، برئاسة القائد اليسارى، حمدين صباحى، وحزب الدستور، برئاسة الدكتور محمد البرادعى، الحائز على نوبل للسلام عام 2005، إلى احتجاجات جديدة،اليوم الجمعة ضد حكومة مرسى، التى يهيمن عليها الإخوان المسلمون على حد قولهم.

حماده عوضين

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق