هناك جهات عديدة تستهدف المسلمين في مقدساتهم وتسعى إلى تشويه صورتهم لدى الرأي العام العالمي بكل الوسائل الممكنة. كتاب "آيات شيطانية" الذي ألفه كاتب بريطاني من أصول هندية، سلمان رشدي؛ الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول التي بدأت دورتها في الدنمارك وكانت آخر جولاتها، وربما ليس الأخيرة، في فرنسا؛ الفيلم الأميركي المسيء للرسول الذي وضع على موقع يوتيوب؛ وغير ذلك من عشرات الأمثلة التي تؤكد وجود توجه لدى بعض الجهات في الغرب لتشويه صورة الإسلام والمسلمين مستغلين ما يسمى حرية التعبير، رغم أن تلك الحرية تجد عقبات كبيرة عندما يتعلق الأمر بمهاجمة اليهود مثلا.
وبالطبع فإن من حق وواجب المسلمين الدفاع عن دينهم ورسولهم الكريم. لكن السؤال المهم هو: كيف يفعلون ذلك؟ ردات الفعل الفورية على جميع الحالات التي هوجم فيها الإسلام تقريبا كانت عاطفية ومفتقرة إلى التنظيم، بل وكانت الأساليب التي استخدمها المحتجون من حرق وتخريب واعتداءات وقتل في بعض الأحيان، توفر ذخيرة لأعداء الإسلام يقومون باستخدامها للإعداد للهجوم القادم.
ما يحتاجه المسلمون هو النظر إلى الداخل الإسلامي أولا، ومحاربة كل المظاهر الدخيلة على الإسلام التي يحاول البعض تصويرها على أنها ممارسات إسلامية. وهناك الكثير من ذلك مع الأسف. الإرهاب مثلا أحد أهم الأسلحة التي يستخدمها أعداء الإسلام ضد المسلمين، مستشهدين بأحداث جسام يتم فيها الاعتداء على الآمنين في بلاد المسلمين وخارجها. وقد انبرى كثير من علماء المسلمين الأفاضل لمخاطبة الشباب المسلم وتوعيتهم للتفريق بين الجهاد الحقيقي والإرهاب الذي يرتكب باسمه، لكن القضية تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ولا يزال الأمر في بدايته.
النقطة الثانية التي يستغلها المسيئون للهجوم على الإسلام هي المرأة، حيث يصورونها زورا وبهتانا على أنها مضطهدة في المجتمعات الإسلامية. لكن ممارسات المسلمين تقدم في بعض الأحيان وقودا لأولئك الذين يضمرون الشر للإسلام. وهناك حادثتان مثلا، وقبلهما كثير، استغلهما الإعلام الغربي لتسليط الضوء بشكل سلبي على الإسلام. الأولى هي حادثة قيام مجموعة من حركة طالبان باكستان بمحاولة قتل طالبة باكستانية لا يتعدى عمرها 14 عاما بسبب إصرارها، كما تقول الصحف الغربية، على تلقي التعليم وانتقادها لحركة طالبان. هناك الآن عشرات التحليلات ومقالات الرأي حول هذه الحادثة المؤسفة في وسائل الإعلام العالمية والتي يتم استغلالها بالطبع في الحرب على الإسلام.
الحادثة الثانية هي عن مدرسة مصرية في الأقصر قامت بمعاقبة فتاتين عمرهما 12 سنة بقص شعرهما لأنهما لم ترتديا الحجاب الإسلامي. هذه القصة أيضا استغلها الإعلام الغربي الذي عد الحادثة نموذجا لاضطهاد الإسلام حتى للأطفال.
إن حماية الإسلام وتحسين صورته التي يحاول البعض تشويهها هي مسؤولية المسلمين بالدرجة الأولى. وذلك لن يتم إلا بإصلاح البيت الداخلي للمسلمين أولا."الوطن السعودية"
إرسال تعليق