Home » » بالدليل والبرهان...انتهاك حرية الأفراد يضعف قدرتهم الإبداعية

بالدليل والبرهان...انتهاك حرية الأفراد يضعف قدرتهم الإبداعية

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 30 أبريل 2014 | 7:01 ص


صدر مؤخرًا عن مؤسسة هنداوى، بالتعاون مع دار كلمات للترجمة والنشر، ضمن سلسلة "مقدمة قصيرة جدًا" النسخة العربية من كتاب "الخصوصية" من تأليف ريموند واكس، ومن ترجمة ياسر حسن، ومراجعة هانى فتحى سليمان.

يسلط الكتاب الضوء على الجوانب العديدة لإساءة استغلال المعلومات الشخصية، ويتناول بالتحليل التوتر الحادث بين حرية التعبير والخصوصية نتيجة عوامل عديدة.

ويؤكد أن خصوصية الأفراد، اليوم، تتعرض للعديد من التهديدات، مثل أجهزة المراقبة الإلكترونية، والمقاييس الحيوية، وكاميرات المراقبة التليفزيونية، وبطاقات الهوية واعتراض الرسائل الإلكترونية، وغيرها من الأساليب التى تطرح تساؤلات مهمة عن انتهاك الخصوصية.
ويوضح الكتاب فى الفصل الأول معنى الخصوصية، فيذكر أنها تسعى فى الأساس إلى الحصول على المعلومات الشخصية، فهى ربما تشمل عددًا وافرًا من التعديات على النطاق الخاص، وبخاصة من الحكومة.

ويشير الكتاب إلى أن الاستخدام الزائد لوسائل المراقبة فى مكان العمل، يغير من طبيعة ما نفعله، وكيفية فعلنا له، ومعرفتنا بأن أنشطتنا تخضع للمراقبة، يضعف استقلالنا النفسى والانفعالى، مؤكدًا على أن كل الخطوط الهاتف الأرضية والمحمولة، ضحية سهلة للتنصت.

ويوضح الكتاب أن التكهن بمستقبل الخصوصية، ومستقبل عمليات المراقبة يبدو مرعبًا، ويَعِد بمزيد من الانتهاكات المقلقة لحياتنا الخاصة، مثل المراقبة بالأقمار الصناعية، واختراق الحوائط والملابس، والمجسات الكهروميكانيكية اللاسلكية متناهية الصغر التى تستطيع رصد أى شىء بدءًا من الضوء وحتى الذبذبات.

ويشير الكتاب إلى أن أنشطة شبكة الإنترنت عرضة بشدة للهجوم، وتتضمن أسلحة البرمجيات الخبيثة الفيروسات، وبالتالى فهو معرض للتجس بشكل سهل، لأن برنامج التجسس يكون مخفيًا داخل ملف ملحق برسالة إليكترونية يحصد سرًا البيانات الموجودة داخل جهاز ما، وتخص صاحبه.

ويعطى المؤلف مفهومًا مختصرًا لـ"الخصوصية" ويعرفها بأنها الرغبة فى أن نُترك وشأننا، وأن نكن أحرارًا فى أن نكون على طبيعتنا، غير مكبوتين أو مقيدين بفعل تطفل الآخرين علينا، وهذا النطاق يتسع لما هو أبعد من التطفل والدعاية غير المطلوبة ليشمل التعدى على "المساحة" التى نحتاجها لكى نتخذ قرارات شخصية بدون تدخل الدولة.

ويؤكد الكتاب كذلك على أنه لا يمكن تصور حياة بدون خصوصية، ولكن ما الأهداف التى تخدمها الخصوصية بالفعل؟ بالإضافة إلى أهميتها فى نظرية الليبرالية الديمقراطية، فإن الخصوصية تضمن مجالًا للإبداع، والصحة النفسية، وقدرتنا على الحب، وتكوين العلاقات الاجتماعية، وتعزيز الثقة الحميمية والصداقة.

ويتطرق الكتاب بعد ذلك مشكلات الخصوصية، فيؤكد أنها تضم سبعة عيوب، منها أنه يضعف فرص اكتشاف المجرمين والإرهابيين، والقبض عليهم، كما أنها قد تعرقل التدفق الحر للمعلومات، وتمنع الشفافية والصراحة.
ويشير الكتاب إلى المشاكل التى تحدثها انتهاك الخصوصية، مستعرضًا مثالاً، لعارضة الأزياء ناعومى كامبل، والتى التقطت لها صورًا فوتوغرافية أثناء مغادرتها لأحد اجتماعات برنامج جمعية المدمنين، وتم نشر الصور فى الصحف، على أنها تتلقى علاجًا من الإدمان، برغم أن ذلك كان كذبًا، وبعدها قامت ناعومى برفع دعوى على الصحيفة، وحصلت على تعويض.

ويوضح الكتاب أن السعى وراء المعلومات من جانب الصحفيين غالبًا يتم بطريقة تطفلية، مثل الخداع، والأجهزة الخفية، والتجسس، وغيرها.

ويتطرق الكتاب إلى أساسيات حماية البيانات، ويؤكد على ضرورة حمايتها عن طريق وسائل مشروعة وعادلة فى ظل ظروف الحالة، وفقًا لتعبير قانون "هونج كونج" للبيانات الشخصية الصادر عام 1995م.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق