امام وخطيب بالدقهلية: الاختلاف سنة كونية وضرورة بشرية والتنوع من طبيعة الكون وأعداء الأمم والأوطان ثلاثة أشياء الفساد والتشدد وأحادية الرأى

أكد الشيخ نشأت زارع، خطيب بالدقهلية، أن الاختلاف سنة كونية وضرورة بشرية والتنوع من طبيعة الكون ولو أراد الله سبحانه وتعالى لخلقنا أمة واحدة متجانسة متماثلة، لكن تنوعت الألوان والأجناس واللغات والأديان والمذاهب والملل والنحل والأعراق. 

وقال إن أعداء الأمم والأوطان ثلاثة أشياء الفساد والتشدد وأحادية الرأى، وتكمن المشكلة أننا تربينا على أحادية الرأى وأحادية المذهب، لذلك أصبحنا لا نقبل الآخر، مع أن الآخر هو المختلف معنا فى العقيدة، ولكن الآخر الآن هو المختلف معى فى المذهب والمختلف معى فى الرأى، وهذه مشكلة خطيرة. 

مكملا أحيانا قد تعادى شخصاً لأنه أساء لك أو اعتدى على حق من حقوقك، وهذا موقف مفهوم مشروع، وقد تعادى شخصاً لأنه ينافسك أو يزاحمك على مصلحة من المصالح أو مكسب من المكاسب، وهو أمر وارد وقابل للنقاش، أما أن تعادى شخصاً لأن له رأياً يخالف رأيك فى قضية علمية أو دينية أو سياسية، فذلك موقف لا يسوّغه لك الشرع ولا العقل.

وتابع الشيخ قائلا "ويربينا القرآن على هذا النهج الموضوعى حينما يتحدث عن فئات من الرافضين لرسالات الأنبياء، بأن سبب ذلك الرفض هو الجهل وعدم العلم، كقوله تعالى "ذلك بأنهم قوم لا يعلمون" وإذا كان للرأى هذه الخصوصية فى نفس الإنسان، والموقعية فى شخصيته، فكيف يحق لك أن تتدخل فى هذه الخصوصية، وأن تعادى إنساناً أو تسىء إليه لأنه يمارس شأنه الخاص به فى أعماق نفسه؟