صدرت السيرة الذاتية للكاتب المصري فؤاد حجازي التي يستعين في سردها باللوحات القصصية ذات البناء المحكم، حتى أن معظم فصول الكتاب يعد - فنياً - قصصا قصيرة بالمعنى المستقر لدى العارفين بكتابتها.
ويحكي كتاب "م الدار للنار" عن نشأة فؤاد حجازي في المنصورة، في أسرة بسيطة، وإحساسه بفداحة التفاوتات الطبقية منذ الطفولة، وتأثير ذلك في تكوين شخصيته؛ ثم بدايات ارتباطه السياسي باليسار الوطني المصري، ومعاناته جراء تكرار مرات الاعتقال.
ويصور حجازي كواليس العلاقة بين الأجهزة الأمنية والسياسيين، وتفاصيل المعيشة في زنازين المعتقلات، ويحكي عن زمالته في المعتقلات لشخصيات لها تأثيرها الواضح في حركة الثقافة بمصر؛ ويربط ذلك كله بما يطرأ على أحوال الوطن من متغيرات.
الكتاب عصيٌّ على التلخيص، ويستحق أن يقتنى وأن يقرأ، وأن يحتفى بكاتبه الذي أسهم بأعمال روائية وقصصية كثيرة، إضافة إلى مشاركاته التفاعلية المؤثرة في مختلف الأنشطة الثقافية والأدبية في مصر على مدى ما يقرب من نصف قرن.
.jpg)
إرسال تعليق