Home » » صحيفة صهيونية ومحلل بصحيفة "نيويورك تايمز": أمريكا تمول صراعات الشرق الأوسط

صحيفة صهيونية ومحلل بصحيفة "نيويورك تايمز": أمريكا تمول صراعات الشرق الأوسط

رئيس التحرير : Unknown on الثلاثاء، 27 مارس 2012 | 8:20 م


أبرزت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الانتقادات والاتهامات التي وجهها توماس فريدمان، محلل صحيفة "نيويورك تايمز" للإدارة الأمريكية، والتي أكد فيها أن الولايات المتحدة تمول الصراعات القبلية والأصولية في المنطقة العربية والشرق الأوسط تعزيزا للصراع والانقسام من منطلق نهج نفعي انتهازي بحت.

وقال فريدمان: "لقد حان الوقت لإعادة التفكير فيما تفعله الولايات المتحدة بالشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن تلك المنطقة لا تحتاج من أمريكا اليوم سوى المدارس العصرية والحقائق الصعبة، ومؤكداً على أن مرض الشرق الأوسط الآن هو التركيبة السامة للقبلية والانقسام بين الشيعة والسنة، والأصولية الدينية، والنفط الذي يمثل إغراء للولايات المتحدة من أجل التدخل ودعم نظم ديكتاتورية. 

وأضاف فريدمان أن المؤرخ فيكتور ديفيز هانسون، كتب في تحليل نقدي للسياسة الأمريكية في العراق وإيران وليبيا وسوريا ومصر وباكستان وأفغانستان أن الشرق الأوسط "موبوء بالقبلية والنفط والتعصب الإسلامي، وهذه التركيبة السيئة تجعل الأمريكيين يشعرون بالسأم من الشرق الأوسط، سواء عندما يتدخلون في شئونه أو عندما يحاولون التزام الصمت" . 

وتابع فريدمان أن هذا التدخل يدمر كل شيء مطلوب من مجتمع يخطط لمستقبل، بما في ذلك مؤسسات الحكم السليمة، والسياسة المتفق عليها مع الشعب بشأن تبادل السلطة، وحقوق النساء والأخلاقيات القائمة على التعددية وحماية حقوق الأقليات والتعليم العصري. 

وكتب فريدمان: "انظروا إلى مصر..أكثر من نصف النساء وربع الرجال لا يعرفون القراءة، والشباب الذين قادوا الثورة يصرخون من أجل التعليم والحرية المطلوبين للنجاح في العالم المعاصر، وكان من المفترض أن يكون رد فعلنا على ذلك هو التحول من تقديم المساعدات العسكرية إلى بناء مدارس ثانوية تدرس العلوم والتكنولوجيا وإنشاء معاهد علمية في أنحاء مصر".

واستطرد فريدمان قائلاً: "لكننا بدلاً من ذلك ندفع الملايين للسلطة المصرية الحاكمة من أجل إخراج الأمريكيين المتورطين في قضية التمويل الأجنبي مع تقديم مساعدات عسكرية قيمتها 1,3 مليار دولار في دولة يتفاقم فيها الجهل والفقر". 
وعن موقف أمريكا من أفغانستان أضاف فريدمان: "كما أموت من الضحك في كل مرة أسمع فيها إدارة أوباما توضح كيف يجب تدريب جنود أفغان على القتال حتى نستطيع الانسحاب من هناك. هل الأفغان في حاجة لتدريبات على القتال؟ هؤلاء هزموا البريطانيين والسوفييت!!".

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن المشكلة هي أن الإدارة الأمريكية غضت الطرف عن الانتخابات التي أجراها الرئيس حامد كرزاي الفاسد، حيث لا يوجد في أفغانستان حكومة جيدة، والأفغان بدورهم ليست لديهم الرغبة للوقوف في صف الحكومة الحالية، وكذلك الحال في باكستان، حيث تدفع الولايات المتحدة للجيش لكي يكون بوجهين، وإذا لم تفعل ذلك سيكون لها وجه واحد ضدنا. 

وأضاف فريدمان بأن الولايات المتحدة سمحت للنظام السني المتطرف في البحرين أيضاً بسحق الحركة الشيعية الأكثر اعتدالاً(على حد تعبيره)، وصمتت عندما بنت إسرائيل المزيد من المستوطنات في الضفة رغم علمها بأنها تمثل كارثة على الديمقراطية اليهودية.

وتابع الكاتب: "نحن لا نقول الحقيقة للباكستانيين لأن لديهم قنبلة نووية، ولا نقول الحقيقة للسعوديين لأننا مدمنون للنفط، ولا نقول للبحرينيين الحقيقة لأننا بحاجة لقاعدة الأسطول هناك، ولا نقول للمصريين الحقيقة لأننا بذلك سنعرض كامب ديفيد للخطر، ولا نقول للإسرائيليين الحقيقة بسبب الصوت اليهودي في الانتخابات، ولا نقول الحقيقة لكرزاي لأن أوباما يخاف من رأي جون ماكين". 

وأضاف فريدمان أن الولايات المتحدة لن تحقق أي شيء جيد من الانقسامات والقبلية والأصولية المعتمدة على النفط، مشيراً إلى أن التغيير ممكن وأنه يتعين على الإدارة الأمريكية تقليل ارتباطها بالنفط من الأماكن التي لا تتفق مع القيم الأمريكية، مؤكداً أنه لا مغزى لإرضاء حكومة على عكس رغبة شعبها.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق