Home » » الفتاة الثائرة وذكريات الميدان .. قصة بقلم : حماده عوضين

الفتاة الثائرة وذكريات الميدان .. قصة بقلم : حماده عوضين

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 14 يوليو 2012 | 8:52 ص


 



 قصة بقلم : حماده عوضين :

غادرت عملى مهرولا نحو مترو الأنفاق للحاق بندوة فى نقابة الصحفيين 
وضعت ما كان بين يدي 
وجلست على مكان بصعوبة وسط زحام مميت وحرارة جو لا تطاق. 



ارتسمت على وجهى ابتسامة مصطنعة عريضة بعد أن ارمقتنى فتاة لا اعرفها بنظرة 

وبينما أنا غارق فى مشاكل الوطن التى لا تنتهى 
سسألتنى نفس الفتاة أثناء جلوسى بجوارها بالمترو : كيف حالك؟!. 

ورغم تعجبى وجدتنى مندفعا للاجابة عليها فهى فتاة ذات ملامح مصرية أخاذة تخطف الأنظار عن بعد بجانب شخصيتها القوية شديدة الروعة قلت:الحمد لله أيامى تسير كنسمات الهواء الساخنة 
فى هذه اللحظة لاحظت أن الفتاة تعلق ذراعها الأيمن المصاب على الكتف. 

ثم وجدتها تنتفض مع دقات تليفونها المحمول لترد على المتصل بابا أنا لن أعود للمنزل الأن سوف أذهب للطبيب وعقب انتهاء حديثها التليفونى مع والدها قالتْ لى ألا :زلتَ لا تذكرني؟!. 

تلعثمتْ ولم أجد ما أجيب به انا لا اذكر شيئا وضعت وجهي على كفي مستندة بذراعي على من بجوارى من الناحية الأخرى. 

جاءت محطتى سعد زغلول القيت عليها التحية ... ابتسمت فى وجهى هرولت إلى الباب قبل مغادرة القطار حيث سرحت مع الفتاة التى احرجتنى امام الجميع وبعد نزولى جلست لدقائق لم اعرف عددها مستمعا بالمكيف قبل مغادرة محطة المترو وبينما أفتح صدرى للإستمتاع بنسمات الهواء داخل المكان والتى جففت قطرات العرق الممزوجة برطوبة الجو من على وجهى تذكرت الفتاة فقد كان لها دور كبير وحيوي في ثورة 25 يناير مع باقى أقرانها بجانب توفيرها للطعام والشراب لنا حتى نهاية فترة وجودى بالميدان. 

أخذنى الحنين لتلك الأيام لما لا والمصريين توحدوا في هذه الثورة، فلم يعد هناك مرأة أو رجل مسلم أو مسييحي الكل توحد من أجل مصر وارتفع فوق رؤوس الجميع علم مصر الذي وحد جميع الاختلافات العقائدية والمذهبية والفكرية.

نعم أخذنى الحنين لما لا وكان في الميدان اثناء التظاهرات والاعتصامات الشباب يحافظون على الفتيات ولم تحدث حادثة تحرش واحدة كانوا يشعرون جيدًا أن بدون مشاركة المرأة سيفقد المجتمع نصف طاقته. 

هكذا ظللت سارحا في لحظات رائعة من عمر مصر ولكنى تذكرت ميعاد الندوة فغادرت المكان إلى نفابة الصحفيين



الفتاة الثائرة وذكريات الميدان .. قصة بقلم : حماده عوضين 
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق