Home » » العلمانيين والاسلاميين في المغرب احتدام الجدل حول الحرية الجنسية .. من يحسم الصراع ..؟!

العلمانيين والاسلاميين في المغرب احتدام الجدل حول الحرية الجنسية .. من يحسم الصراع ..؟!

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 19 يوليو 2012 | 4:37 م

زاد تحليل امام متطرف قبل أيام في المغرب هدر دم صحافي، من حدة النقاش القائم بين الاسلاميين والعلمانيين حول موضوع الحرية الجنسية، في بلد ممزق بين الحداثة والتقليد

زاد تحليل امام متطرف قبل أيام في المغرب هدر دم صحافي، من حدة النقاش القائم بين الاسلاميين والعلمانيين حول موضوع الحرية الجنسية، في بلد ممزق بين الحداثة والتقليد.

وقال عبد الله النهاري نهاية حزيران/يونيو خلال احدى جلسات الوعظ الخاصة التي يقيمها في مدينة وجدة (شمال شرق)، تم نشر مقطع منها على موقع يوتوب، ان الصحافي المختار الغزيوي "ديوث (من لا غيرة له) وعقوبة الديوث في الاسلام القتل".

وكان هذا الإمام المعروف بفتاواه المتطرفة يرد على تصريحات الصحافي في قناة "الميادين" الفضائية التي دافع من خلالها عن الحريات الفردية، وخصوصا في الأمور الجنسية، حتى في ما يتعلق ب"أمه أو أخته".

وقال الإمام من دون ان يتراجع عن تصريحه السابق، ان كلامه ليس دعوة الى القتل، في حين تناقلت وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية الموضوع على نطاق واسع.

وقد أججت قضية الإمام، الذي يلاحقه القضاء المغربي اليوم بتهمة التحريض على القتل، النقاش حول الحرية الجنسية، بعدما عرف هذا الجدل ايضا فصلا جديدا اثر تقديم مسرحية في 16 حزيران/يونيو في الرباط، موضوعها الحرية الجنسية للمرأة.

وهذا العرض المسرحي تكييف بالصيغة المغربية، للمسرحية العالمية "مونولوج المهبل"، التي كتبتها الأميركية إيف إنسلر سنة 1996 وترجمت الى 46 لغة.

ويدعو المدافعون عن الحرية الجنسية، ومعظمهم علمانيون، الى الغاء المادة 490 من قانون العقوبات، والتي تنص على الحبس من شهر واحد الى سنة في حق اي بالغين أقاما علاقة جنسية خارج مؤسسة الزواج.

وتبقى هذه المادة من القانون منتهكة باستمرار على ارض الواقع، حيث ان العلاقات الجنسية في المغرب خارج مؤسسة الزواج منتشرة بشكل واسع، ويتغاضى المجتمع عنها في غالب الأحيان.

وتقول زينب الغزوي، إحدى مؤسسات الحركة البديلة للحريات الفردية "مالي" لوكالة فرانس برس "أنا لا أفهم لماذا تحول الدولة نفسها، من خلال هذا القانون الى مدافعة عن الحشمة، وفي المقابل تدعي أن لديها دستورا ديمقراطيا".

وتضيف الغزوي "أن التردد في عدم تجريم الجنس خارج اطار الزواج هو اعتراف بنفاق الدولة والمجتمع".

من جانبها تقول خديجة الرياضي، رئيسة جمعية المغرب لحقوق الانسان، اكبر منظمة حقوقية في المغرب "اننا نعلم جميعا ان العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج من الأمور الشائعة في المغرب. وحين يتم اخفاء كل هذا فإن ذلك يشجع على سوء المعاملة وانتهاكات الحريات الفردية".

في المقابل ينتقد الاسلاميون المحافظون الدعوات الى الحرية الجنسية خارج إطار الزواج.

فصحيفة "التجديد" اليومية التابعة لحزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي خصصت عدة افتتاحيات لهذا الجدل.

واعتبرت اليومية في افتتاحيتها بتاريخ 20 حزيران/يونيو ان "هناك ارهابا فكريا يمارس ضد الاسلاميين لمنعهم من التواصل حول وجهات نظرهم حول الفن والإبداع".

واعتبرت الصحيفة ان "التيار العلماني" يلجأ الى الاستفزاز والإباحية لتحقيق اهداف لا علاقة لها بالفن والإبداع، وكل ذلك من أجل تقويض الحركات الإسلامية".

من جانبه اعتبر المقرئ أبو زيد، عضو مجلس النواب والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية ان "اي ممارسة جنسية خارج اطار الزواج، فجور وجريمة".

وتساءل أبو زيد "هل هذه الفلسفات الإباحية التي ولدت في أوروبا ساهمت في تحسين العلاقات الاجتماعية والعائلية في هذه القارة؟ لا اعتقد ذلك".

ويزداد الجدل حدة في المغرب حيث تتواجه تيارات متناقضة تكاد تشكل نوعا من مرض انفصام الشخصية، على غرار الكثير من الدول العربية حيث رياح الحرية الاتية من الغرب تهب على مجتمع محافظ في مرجعيته الإسلامية.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق