Home » » سليم عزوز يكتب : قصف إعلامي لاستنزاف الرئيس مرسي ..خطبة خيري رمضان.. حيزبونات المدينة..لا تبقي ولا تذر

سليم عزوز يكتب : قصف إعلامي لاستنزاف الرئيس مرسي ..خطبة خيري رمضان.. حيزبونات المدينة..لا تبقي ولا تذر

رئيس التحرير : Unknown on الثلاثاء، 10 يوليو 2012 | 12:36 م



بقلم : سليم عزوز - رئيس تحرير جريدة الأحرار 

هُزم الإخوان في موقعة الإعلام الكبرى، وهم من بعد غلبهم سيُغلبون مرات ومرات، فيكفيهم أنهم انتصروا في غزوة الصناديق، وقد انسحب صاحب اصطلاح 'غزوة الصناديق' من العمل السياسي، وطالب الفضائيات الدينية بوقف هذه البرامج باعتبارها رجسا من عمل الشيطان فاستجابت له قناة 'الرحمة'، وظلت قناة 'الناس' تحتفي ببرنامج 'مصر الجديدة' لمقدمه الشيخ خالد عبد الله.
الشيخ محمد حسين يعقوب هو من صك عبارة 'غزوة الصناديق'، وذلك عندما وصله نبأ ان (نعم) في التعديلات الدستورية قد انتصرت، وكان الإسلاميون قد دعوا الناس للتصويت بنعم باعتبار ان 'نعم لله ورسوله'، ولا زلنا للان ندفع خطأ انتصار الآنسة 'نعم' ووالدتها السيدة 'نعمين'، وقد ثار الثائرون على الشيخ لاسيما وانه قال ان هذا رأي الأغلبية ومن لم يعجبه رأيها فليسافر الى كندا، ويبدو انه وقف على انه اخطأ فغادر الى ما لاخلاف حوله وهو الدين وترك ما لا اتفاق عليه وهي السياسة، لكني لمحته في لقاء الرئيس محمد مرسي مع مجلس شورى العلماء، كما لمحت الشيخ محمد حسان، وكان المشايخ والرئيس يضعون أمامهم طعاما متواضعا هو 'الكبسة' السعودية الشهيرة، ربما للتمييز بينهم وبين مشايخ الصوفية والأزهريين والذين وان كانوا عرفوا بالإقدام على 'الفتة'، فقد أراد السلفيون ان يتميزوا عنهم بالاحتفاء بالكبسة، ولله في خلقه شؤون!
'الفتة' أكلة مصرية خالصة، و'الكبسة' أكلة سعودية مستوردة وربما خليجية في الجملة، واحتفاء السلفيين بالأخيرة هو دليل تميز، وعلامة على ان رياحاً وهابية هبت على مصر، وفي جمعة قندهار الشهيرة عندما احتشد السلفيون في ميدان التحرير رفعت أعلام المملكة العربية السعودية، والحمد لله أنهم لم يرفعوا صور خادم الحرمين الشريفين باعتباره ولي أمر المسلمين وخليفتهم.. شفاه الله وعافاه!
لم أهضم هذه المائدة المتواضعة لإخواننا المشايخ في حضرة رئيس الدولة، فأنا خبرة بالقوم، والمشايخ يحبون الأكل مثلي (فان بي جينات مشايخية) حباً جماً، ولهم عبارات متوارثة في تصنيفه فالملوخية مثلا هي 'خضرة الشريفة' واللحم هو سيد الطعام، ومن النكات التي أطلقها الشيخ الراحل عبد الحميد كشك ان شخصاً دعا شيخاً على العشاء، وأتى له بديك وأطباق من الملوخية وكلما مد الشيخ يده نحو الديك طلب منه المضيف ان يقدم على 'خضرة الشريفة' فما كان منه الى ان نصح صاحب المنزل بخضرة الشريفة ليمكنه هو من 'عديم الشرف'.
للوهلة الأولي أيقنت ان المائدة المتواضعة هي لزوم التصوير التلفزيوني وعندما تغادر الكاميرات ستمتلئ المائدة بسيد الطعام، ومهما يكن فالأكل ثقافة: طريقة ونوعية كما يقول علماء الانثروبولوجيا، وقد صدع محمد حسنين هيكل رءوسنا في تأكيده الى درجة الملل على تواضع عبد الناصر بأنه كان ينظر الى انه لا يوجد في العالم طعام أفضل من اللحم ببصل، وقد كان الرجل متواضعا وزاهداً لكن لم تكن نظرته للطعام هي العلامة الدالة على ذلك.

لا تبقي ولا تذر

لم أعرف ما إذا كان الشيخ محمد حسين يعقوب قد استشعر الآن أهمية البرامج التلفزيونية، بعد حملة الإبادة الإعلامية التي يتعرض لها الإسلاميون أم انه لا يزال عند قوله بأنه لا يجوز للفضائيات الدينية أن تكون بها برامج سياسية.
ما علينا، فمنذ أن أصبح نجاح الدكتور محمد مرسي متوقعا في الانتخابات الرئاسية والقوم يتعرضون لحملة لا تبقي ولا تذر، لاسيما وأن الفلول الذين تحولوا عادوا سيرتهم الأولى أعداء للثورة بمجرد أن ظنوا ان الفريق احمد شفيق سيفوز بالرئاسة، وهو الذي قال عن مبارك انه مثله الأعلى، واستدعي النظام السابق وإعلامه في المعركة الأخيرة للفلول.
ومنذ إعلان نتيجة فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر العربية، وهو يتعرض لحرب استنزاف إعلامية تستهدف إفشاله، بعد تقديمه على انه ضعيف لا يقوى على حكم البلاد، وقد وصفته احدى الصحف بالعاجز مع أنها كانت في عدد سابق لها وصفته بالفاشي الذي دخل القصر الجمهوري، وكيف يمكن ان يكون الفاشي عاجزاً؟.. وعندما طالعت هذه العناوين الزاعقة أيقنت ان الثورة قد نجحت الى حد ان يجري التطاول على مقام رئيس الدولة على هذا النحو، ليس من قبل المناضلين الذين قاموا بقياسها في الماضي فوجدوا طولها كعرضها، ولكن من قبل من كانوا منبطحين في مواجهة حسني مبارك وآل بيته وحاشيته.
لست مشغولا بالدفاع عن الإخوان، فلن أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره، فلست أكثر من راصد للأحداث باعتباري مشغولاً بخطط وتكتيكات الثورة المضادة التي نشطت في الآونة الأخيرة واعتبرت الدكتور محمد مرسي رئيس الدولة هو هدفها، وليس كل من يهاجمون الرجل وجماعته الآن هم من الثورة المضادة لكن هناك من لهم دوافع أخرى تجلت في الهجوم على تدخل مجلس الشورى لاستخدام صلاحياته القانونية في تغيير رؤساء المؤسسات الصحافية القومية فوجدنا من يهتف أنهم يريدون 'أخونة الصحافة'.. وقيل: 'يا داهية دقي'.
حتي التلفزيون الرسمي عاد من جديد يقود الثورة على الإخوان على نحو ذكرنا بأجواء سنة 2005 وما بعدها عندما قاد هذا التلفزيون ما وصفته في حينه بحرب الإبادة الإعلامية، ولم يكن هذا غريباً فقيادات ماسبيرو (مبنى التلفزيون المصري) لهم امتدادات بالعهد البائد، ولا تنس ان صفوت الشريف هو من اصطفى وزير الإعلام الحالي وعينه رئيساً لاتحاد الإذاعة والتلفزيون!
الحملة من ضراوتها تشعرك ان هناك جهة تخطط لها وتصدر الأوامر وأنها تملك العديد من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية التي تتحرك في اتجاه واحد بأوامر منها، بشكل افقد الإخوان اتزانهم، وجعلهم يعجزون عن الرد او تفنيد ما ينشر ويذاع!
ولأن أسرة الرئيس المخلوع أصابت المصريين بحالة نفسية تجاه اسر الرؤساء، فقد استخدمت أسرة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أداة في حرب الإبادة الإعلامية، فابنه طالب الثانوية العامة تم تخصيص لجنة له بمفرده ليمتحن فيها، ليعطي مجالا للخيال بأن يصور المشهد، فمؤكد ولانه ابن الرئيس فهناك من يقومون بالكتابة في ورقة الإجابة بالنيابة عنه بعيدا عن ان يشاهدهم احد، وتبين ان هذا ليس صحيحاً وان الفتى يمتحن وسط زملائه ويخرج من اللجنة غاضبا مثلهم لصعوبة الامتحان، ويأسف لأن الامتحان منعه من ان يشاهد والده وهو يؤدي اليمين الدستورية عبر التلفزيون.

خطبة خيري رمضان

وكانت قاصمة الظهر هو ما نشر على نطاق واسع من ان نجل الدكتور محمد مرسي قد ذهب الى مطار القاهرة ومنح بالنيابة عن والده قلادة الجمهورية للشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، ونشر التكذيب بعد أيام من الحملة في مكان لا تقع عليه أعين القراء بسهولة.
لقد شاهدت خيري رمضان غاضباً، وهو يلقي خطبة عصماء ضد هذا التصرف دون ان يكلف خاطره التحقيق فيه، فالإعلام الآن ليس مشغولا بالوصول الى الحقيقة وانما هو متخصص في ترديد الشائعات والاحتفاء بها، ويكفي انه ظل ليلة كاملة يمهد الأجواء لانتقال الرئيس المخلوع من السجن الى المستشفى بالتأكيد على انه مات، وفي اليوم التالي وعندما تبين انه لم يمت وثبت للجميع ان موته هو خدعة لنقله استخدم فيها الإعلام، لم يعتذر احد للمشاهدين عن مشاركته في هذه الجريمة المهنية. 
خيري رمضان وباقي فريق 'البيت بيتك' على تلفزيون الريادة الإعلامية هم من كانوا يمثلون الطليعة التي تمهد ليرث جمال مبارك حكم أبيه، وقد غادروا التلفزيون الرسمي الى فضائيات مملوكة في الأساس لفرد واحد هبط على المجال الفضائي بالباراشوت وبدون سابق معرفة به، وقد (تحولوا) في فترة على نحو يوحي كما لو كانوا هم من فجروا الثورة، ثم اذا بهذه الفضائيات تستخدم بعد ذلك لصالح المرشح الفريق احمد شفيق.
الإخوان لم يدركوا أهمية وسائل الإعلام سوى في الوقت الضائع، وإذا كان القصف الإعلامي في السابق كان يكسبهم تعاطف الناس، فانه الآن يصيبهم في مقتل، ويمثل أداة للتشهير بهم، والنيل من شعبيتهم في الشارع، ويمكنني القول انه لولا قرار حل مجلس الشعب الذي اكسبهم تعاطف الناخبين من جديد، وظهور سدنة النظام البائد من جديد في القرى والمحافظات المختلفة ابتهاجا بذلك ومساندين للفريق احمد شفيق لما تمكن مرشحهم الدكتور محمد مرسي من الفوز والحصول على أكثر من ثلاثة عشر مليون صوت في جولة الإعادة.
للإخوان قناة فضائية تحمل اسم 'مصر 25' وأطلقت استغلالا لسقف الحرية الذي وفرته الثورة، وباعتبارها شيئا لزوم الشيء، وكان قد قيل أنهم سيدشنون لقاعدة إطلاق صواريخ إعلامية ضخمة بعد الثورة لا تبقي ولا تذر، وقد تنبأت لهم بالفشل، فإذا بالآلة ليست اكثر من هذه القناة وجريدة 'الحرية والعدالة' . وفضائية الإخوان طاردة للمشاهدين ولعلها في ذلك تنافس التلفزيون المصري، وهي ككل على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير.


حيزبونات المدينة

لقد بدا لي ان هناك احتشادا إعلاميا لاستنزاف الإخوان والرئيس الدكتور محمد مرسي، وبدا القوم في 'حيص بيص' وأصبح الإعلام يحتفي بوقائع لا تمثل ظواهر لتخويف الناس من حكم مرسي، وفي فترة الحملة الانتخابية كان يتم استدعاء خطاب السلفيين المتشدد في مواجهة المرأة وحرية الرأي وإلصاقه بالإخوان وبشكل دفع 'حيزبونات المدينة' الى ان يطلبن تطمينات من الرئيس في لقاء به، فيعطي تطمينات فيطلبون المزيد من التطمينات والمزيد من الضمانات بأنه لن يحدث لهم شيء في عهده، مع أن دعوتهم للقائه أكبر ضمانة دون ان يقول بأن المرأة هي أمه وأخته وابنته، ولا اعرف أين كانت هذه الأصوات المدافعة عن المرأة وحقوقها ونظام مبارك يدفع بالبلطجية للتحرش بصحافية أمام نقابتها وشرطة مبارك تسقط مرشحة الإخوان الأستاذة الجامعية وتنجح بالتزوير رجل الأعمال مرشح الحزب الوطني وذلك في انتخابات 2005.
لقد شاهدنا برنامجا تلفزيونيا يتحدث عن أول زواج لما ملكت اليمين في مصر، وحديث مقدم البرنامج يشي بعدم فهم للموضوع اذا استبعدنا سوء النية، فهو يخلط بين زواج ما ملكت اليمين وغيره، مع ان ما ملكت اليمين هي الأمة ولا مكان للإماء في مصر، لكن مثل هذا الكلام يستخدم في التأكيد على أن مصر شهدت تحولا خطرا بنجاح محمد مرسي، واستخدم في الحملة اعتداء ثلاثة ملتحين على احد الشباب وقتله لأنه كان بصحبة خطيبته وقد غنت برامج 'توك شو' ليالي على أنغام هذه الواقعة التي نسبتها الى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أعلنت عن وجودها بفوز الدكتور مرسي، والتي أعلنت عن نفسها من خلال موقع على الانترنت وسرعان ما أعلن الموقع تأييده للفريق احمد شفيق على نحو لابد وان يدفعنا لأن نمد أقدامنا بلا حرج.
ان مصر تعيش الآن أجواء فتنة إعلامية تجعل الحليم حيران.. فابحث عن الممول الحقيقي وليس الممول على الورق لكثير من الفضائيات والصحف!
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق