أكراد سوريا يسعون للانفصال

رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء، محاولات أكراد سوريا لبناء مدن ونظام حياه خاص بهم في محاولة للانفصال والحصول على حكم ذاتي خاص بهم، وذلك في ظل انشغال النظام السوري في وأد الثورة.

واستدلت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني - على هذا الطرح بسرد مساعي الأكراد السوريين في ترسيخ هويتهم بكافة مناحي الحياة من خلال التحدث بلغتهم الأم في المدارس السورية بل وتدريسها عقب حرمانهم من القيام بذلك طيلة عقود مضت.

ولم تقتصر الصورة على هذا المشهد ، حيث انتشرت الأعلام والشعارات الكردية - حسبما قالت الصحية - فوق كافة المجالس المحلية الخاصة بهم ، في حين تولت الأحزاب السياسية الكردية مسئولية توزيع الغذاء والمياه والوقود ، إلى جانب مواصلة القوات شبه العسكرية الكردية بتلقي تدريبات قتالية في معسكرات بشمال شرق سوريا وعلى طول الحدود مع العراق.

واعتبرت الصحيفة، أن انشغال القوات النظامية في احكام قبضتها على أكبر المدن السورية من أجل وأد الثورة المشتعلة هناك ساعد في حقيقة الأمر على تنامي مطالب أكراد سوريا في نيل الانفصال وتحقيق حكم ذاتي مستقل .

وأوضحت "وول ستريت جورنال" ، أن نقلة نوعية أصابت بالفعل ميزان القوي السياسية في المناطق الواقعة بشمال شرق سوريا،التي تتشكل من أغلبية كردية، مما أدي إلى اعادة تشكيل البلاد بطريقة سيصعب فيما بعد استرجاعها من جديد.

وبرهنت الصحيفة على صحة ما ذكرته بالاشارة إلى تمكن الأحزاب السياسية الكردية من السيطرة على أكثر من 250 كيلومترا من المناطق التي تقع بهذه المنطقة الشاسعة التي تمتد على طول الحدود مع العراق في الجنوب وحتى حدود تركيا في الغرب، وذلك بسبب دعمها المستمر للمجموعات شبه المسلحة المنتشرة هناك، ومع ذلك لم تغب القوات النظامية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد عن المشهد ، حيث لا تزال تراقب الوضع إلى حد ما بيد أنه مع انسحاب أغلب القوات للمدن الكبيرة مثل حلب ودمشق بهدف دك معاقل المعارضة لوحظ تخفيض قوام القوات المتواجدة بشمال شرق البلاد.

ورصدت الصحيفة، أوضاع أكراد سوريا قبل اشتعال الثورة الشعبية قبل عام ونصف العام، معيدة إلى الأذهان ما تعرضوا إليه من عدم التمتع بحقوق المواطنة الكاملة فضلا عن كثرة التهجير القسري والاعتقال التعسفي الذي يتعرضون إليه بجانب تجريم تعليم اللغة الكردية في المدارس السورية.

ورأت الصحيفة الأمريكية ، أن طموحات أكراد سوريا في تحقيق حكم ذاتي خاص بهم خلف في الواقع آثارا خطيرة بالنسبة للدول المجاورة لسوريا، والتي طالما قامت بقمع المشاعر القومية بين الأكراد المتواجدين فيها.