أؤكد أنه سوف يثير ضجة واسعة بمصر والمنطقة العربية فهذا الكتاب بمثابة قتبلة يفضح الفساد في عهد النظام البائد بصورة سوف تبهرك وتكسب الكتاب شهرة وأسعة..وهذا الفساد من نوع خاص حيث يكشف...الكتاب النقاب عن بعض اعوان الكيان الصهيوني فى مصر فقد..
صدر مؤخراً عن مكتبة جزيرة الورد كتاب "أصدقاء إسرائيل في مصر" دراسة عن الشخصيات العامة المصرية المتعاونة مع الكيان الصهيوني" للكاتب والباحث في الصراع العربي – الإسرائيلي محمود عبده.
وعن بداية التطبيع يقول المؤلف: بدأ الرئيس السادات في عاميه الأخيرين في تحويل نصوص معاهدة كامب ديفيد إلى واقع، فاستقبل أول سفير إسرائيلي في مصر صباح السادس والعشرين من فبراير 1980م، وهو اليوم نفسه الذي استقبلت فيه تل أبيب أول سفير مصري. وفي مارس التالي وُقعت اتفاقية للتعاون الزراعي بين مصر والكيان الصهيوني، بتشجيع وحماس كبير من السادات، وفي مايو وُقعت اتفاقية ثقافية، نتج عنها إنشاء المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة عام 1982م. كما بدأ السادات تصدير البترول المصري للكيان الصهيوني. وإجمالاً فقد وقعت 22 اتفاقية للتطبيع، وشجع السادات ونظامه كل محاولة للاتصال بالإسرائيليين في كافة المجالات.
وفي العام نفسه، قامت إدارة العلاقات الثقافية بوزارة الخارجية المصرية بتنظيم معرض للوحات الرسام المصري(محمود سعيد) في الكيان الصهيوني، شارك في افتتاحه وزير الثقافة المصري آنذاك، عبد الحميد رضوان، ونائبه يوسف شوقي. كما نجح الإسرائيليون في المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 1981م وإن لم يستطيعوا تكرارها في الدورات التالية، بعد أن قاطع جمهور المعرض جناحهم، واندلعت المظاهرات الرافضة للوجود الإسرائيلي في المعرض، ونجح بعض شباب الجامعات المصرية في اختراق الحصار الأمني للجناح الإسرائيلي، وإنزال العلم الإسرائيلي وإحراقه!.
مطبعو السياسة والمال
تحت هذا العنوان يكتب المؤلف عن الدكتور مصطفى خليل والذي تولى عدة مناصب وزارية بين عامي 1956م ـ1966م، واختاره السادات في عهده رئيساً للوزراء في أكتوبر 1978في فترة غير عادية من تاريخ الصراع العربي الصهيوني، فقد كان السادات منهكماً في مفاوضاته مع ساسة الكيان الصهيوني، وقد احتاج لرجل يثق في ولائه ويعلم عنه أنه لا يمانع أبداً في الصلح مع الصهاينة واللقاء بهم وإقامة العلاقات الشخصية معهم.
وحين أراد السادات السفر للقدس في نوفمبر 1977م لعرض مبادرته للصلح على ساسة الكيان الصهيوني، كان مصطفى خليل ضمن "أهل الثقة" الذين وافقوا السادات على الخطوة، ورضوا أن يرافقوه في الزيارة، ويمكن أن نقول إن تلك الزيارة هي ما صنع لمصطفى خليل المساحة السياسية التي ظل يشغلها حتى وفاته، فقد قفز الرجل لمنصب رئيس الوزراء في أكتوبر 1978م، وفي نهاية فبراير التالي كان يفاوض رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن في منتجع كامب ديفيد الأمريكي بالنيابة عن الرئيس السادات، أي أن خليل كان أحد مهندسي معاهدة الصلح مع الكيان الصهيوني، وأحد من تماهوا مع السادات في فكرة الاعتراف بالكيان الصهيوني والتصالح معه، وبعد توقيع المعاهدة بات خليل أحد أهم المضطلعين بملف العلاقات مع الكيان الصهيوني في نظام أنور السادات /حسني مبارك.
أسامة الباز
قام الباز وفق الكتاب بدور في رعاية العلاقات مع الكيان الصهيوني والتطبيع، يشبه دور مصطفى خليل، فالرجلان قاما بدور "صمام الأمان" في حال الأزمات بين النظام المصري والدولة الصهيونية، وهو ما أشار إليه السفير الإسرائيلي ديفيد سلطان في مذكراته، وحسب كلمات السفير فقد أظهر الباز بالنسبة للخلافات مع الكيان الصهيوني "رؤية معتدلة ومتزنة تخلو من الاندفاع العاطفي"!!، وكان من "الذين يعتقدون أن التعاون مع إسرائيل في صالح مصر"، وتدخل "في عدة مناسبات لتحسين العلاقات مع إسرائيل"!.
وفيما يخص جهود الباز في تشجيع التطبيع، يورد السفير الإسرائيلي نماذج لذلك، فالرجل قد شجع كبار رجال الأعمال المصريين على التعاون مع نظرائهم في الكيان الصهيوني، وحسّن العلاقات مع الصهاينة في مجال الطب، وشجع الممثل المشهور عادل إمام على التصريحات المؤيدة للعلاقات مع الكيان الصهيوني!
كما شارك الباز مع وزير الخارجية السابق عمرو موسى في فكرة إنشاء كيان تطبيعي يجمع المثقفين المصريين والإسرائيليين، وهي الفكرة التي تبلورت فيما عُرف بـ"تحالف كوبنهاجن للسلام"!.
يوسف والي
"إننا نودع اليوم السفير الذي عمل دون توقف من أجل التآخي بين الفلاح المصري والفلاح الإسرائيلي"، كلمات ليوسف والي في وداع السفير الإسرائيلي موشيه ساسون.
ويعتبر المؤلف أنه تجلت مدى العلاقة الشخصية التي ربطت بين يوسف والي وموشيه ساسون حين أنهى الأخير خدمته في القاهرة وكان يستعد للرحيل، فقد دعاه يوسف والي لتناول كوب شاي معه في مكتبه بالوزارة مساء يوم العطلة الأسبوعية، وحين ذهب السفير فوجئ بصديقه (والي) قد أعد له حفل وداع ضم كبار موظفي وزارة الزراعة، وعشرة من السفراء الأجانب، ووزيري البترول والكهرباء، وعينة من المزارعين المصريين الذين زاروا الكيان الصهيوني في السنوات السبع التي قضاها ساسون في مصر، وفي الحفل تلقى السفير الإسرائيلي الهدايا، وأكل من التورتة التي كانت على صورة علم الكيان الصهيوني.
على امتداد 35 فداناً أنشئت مزرعة نوباسيد النموذجية بالنوبارية في سنة 1987م، وتمثل الدور الصهيوني في تزويد المزرعة بالخبراء والمستشارين وإنشاء شبكة للري، وتوفير المبيدات والأسمدة والصوبات الزجاجية وبذور وشتلات الليمون والطماطم والخيار والبطيخ والفلفل التي انتشرت في كل أنحاء مصر.
امتدت البرامج المشتركة كذلك لمجال الإنتاج الحيواني، فتم في منتصف التسعينيات استجلاب 2500 بقرة من الكيان الصهيوني إلى منطقة الصالحية بشرق الدلتا. واستعانت وزارة الزراعة بالـ"خبراء" الإسرائيليين في مجالات: "تحسين" السلالات الحيوانية، ومقاومة الأمراض والآفات التي تصيب الحيوانات والمحاصيل، والري بالتنقيط.
ولترسيخ التطبيع الزراعي، حرص الصهاينة على استقدام شباب الباحثين والمزارعين المصريين إلى الكيان الصهيوني، لحضور دورات التدريب الزراعي، كذلك أقيم في مريوط مركز للإرشاد الزراعي عقد فيه الإسرائيليون دورات تدريب للمرشدين الزراعيين المصريين.
كمال الجنزوري
يعتبر الكتاب أن الجنزوري كان من المتحمسين للتطبيع مع العدو الصهيوني في الفترة التي تولى فيها رئاسة الوزراء أول مرة، هذه الحقيقة كشف عنها ديفيد سلطان السفير الإسرائيلي في مذكراته، فسلطان قد عاصر كمال الجنزوري في الأشهر الأولى، من توليه رئاسة الوزراء خلفاً للدكتور عاطف صدقي، والمفارقة التي يرصدها سلطان هنا، أن عاطف صدقي الذي لم يكن محبوباً جماهيرياً كان له موقف أكثر إيجابية من التطبيع، أو بحسب كلمات سلطان:" أما صدقي فقد أبدى تحفظاً وبروداً وابتعاداً عن كل ما يمس العلاقات مع إسرائيل، وامتنعت زوجته ـ التي على ما يبدو تشربت موقف زوجها ـ عن مصافحة الإسرائيليين، حتى تلقت ملحوظة من رياسة الجمهورية مفادها أن إحراج الإسرائيليين ليس من السياسية المصرية".
وحين جاء الجنزوري اتخذ سياسة مغايرة، أو كما يقول سلطان فقد آمن بأهمية التعاون مع إسرائيل بالنسبة لمصر، وشجع الوزراء على العمل من أجل دفع العلاقات معها. وقابل شخصيات إسرائيلية بارزة زارت مصر، وقال في لقاء عُقد بين وزير الطاقة الإسرائيلي ونظيره المصري [ماهر أباظة] إنه يجب من أجل ترسيخ السلام أن يمتد التعاون الوطيد في مجال الطاقة إلى مجالات أخرى.
لكن وصول بنيامين نتانياهو لرئاسة الوزراء في الكيان الصهيوني عقب أشهر قليلة من تولي الجنزوري رئاسة الوزراء، قد أنقذ الجنزوري من أن يقترن اسمه بنشاطات التطبيع، فمع النظرة لنتانياهو كعدو لـ"المفاوضات" و"نهج التسوية" بين الصهاينة وياسر عرفات، فقد هدأ الحماس للتطبيع، وانتهت فورته، وبقي الأمر كذلك حتى إقالة الجنزوري، بما يعني أن الفرصة لم تتح للرجل كي يحول أفكار بشأن التطبيع إلى أفعال ومشروعات.
عمر سليمان
يبرز الكتاب كيف ساهم عمر سليمان في إنقاذ نظام مبارك من التهاوي أمام الجماعات المسلحة، كما تسبب في إنقاذ حياة مبارك نفسه في أديس أبابا، فكان طبيعياً أن يكافئه مبارك ويقربه منه، ووصلت ثقته مبارك به أن أوكل إليه في العشر سنوات الأخيرة الإشراف على الملف الذي اعتاد مبارك أن يتولاه بنفسه وهو الملف الفلسطيني/الإسرائيلي، ولننظر ما أصاب الملف الفلسطيني تحت إشراف الرجل من نكبات، فقد أقدمت الدولة الصهيونية على اغتيال ياسر عرفات في نوفمبر 2004م، وتحت إشراف سليمان على الملف الفلسطيني فُرض الحصار على غزة وحماس، وضرب الكيان الصهيوني غزة في نهاية ديسمبر 2008م، في وقت وقف فيه دحلان ومقاتلوه على الحدود المصرية مع فلسطين في انتظار هزيمة حماس ليدخلوا القطاع ويستعيدوا السيطرة عليه!! ومع صمود أهل القطاع فقد ضغط سليمان على مفاوضي حماس ضغطاً شديداً ليعلنوا وقف إطلاق النار من جهتهم، إنقاذاً لماء وجه الصهاينة!.
في 26 يونيو 2011م نشرت صحيفة المصري اليوم" القاهرية عدداً من الوثائق التي تكشف "الدور المحوري" ـ بحسب وصف الصحيفة ـ الذي قام به عمر سليمان في إتمام صفقة تصدير الغاز المصري، وكما تكشف الوثائق بدأت المراسلات بين عمر سليمان ووزير البترول السابق سامح فهمي بتاريخ 19 يناير 2000ل تزويد الدولة الصهيونية وتركيا بالغاز الطبيعي.
من الأسماء التي يوردها الصحفي في هذا الجزء من المطبعين بطرس بطرس غالي، عمرو موسى، ماهر أباظة، رشيد محمد رشيد، فاروق حسني، مفيد شهاب، أسامة الغزالي حرب، ميرفت التلاوي، أيمن نور، مصطفى كامل مراد، آل ساويرس، محمد نسيم "نديم قلب الأسد" في مسلسل رأفت الهجان، جلال الزوربا، علاء عرفة، سعيد الطويل، حسين سالم.
مطبعو الثقافة والدين
أورد الكتاب اسم أديب نوبل نجيب محفوظ كأحد الذين سقطوا في مستنقع التطبيع منذ اللحظات الأولى، فقد أيد محفوظ أنور السادات في زيارته للقدس، ورحب بـ"معاهدة السلام"، بل أن محفوظ كان يفاخر في حواراته بأنه سبق السادات في الدعوة لـ"السلام" مع الكيان الصهيوني، وكان يقول: إنني سبقت من يسمونهم بالمعتدلين في مصر والعرب وقلت للعرب تفاوضوا، وفي أكتوبر 1978م، وبينما كان السادات ورجاله مشغولين بمفاوضاتهم مع مناحم بيجين ورجاله، كان نجيب محفوظ يرسل رسالة إلى الناقد الإسرائيلي ساسون سوميخ يقول له فيها: "لندع اللهم معا أن تكلل المساعي المبذولة اليوم بالنجاح وأن يعود شعبانا إلى المعاشرة المثمرة كما كان الحال في ماضيهما الطويل".
أحمد زويل
يرى الكتاب أن أحمد زويل قام بالتعبير عن موقفه من الصراع العربي الصهيوني بشكل عملي، فتاريخ الرجل يقول إنه قد زار الكيان الصهيوني مرتين على الأقل، أولاهما عام 1993 لحضور مراسم تسليمه جائزة ولف برايز الإسرائيلية، وهذه المعلومة مثبتة على موقعه الشخصي على الإنترنت، وفي الكنيست الإسرائيلي وقف يلقي كلمة يشكر فيها الأعضاء على ما لقيه منهم من تكريم!! .
وكانت زيارته الثانية بغرض مساعدة الجيش الصهيوني في تطوير منظومة صواريخ تعمل بالليزر أرض أرض، وأرض جو، ليتم التعامل خلالها مع صواريخ حزب الله في الجنوب اللبناني، وبالفعل مكث زويل في معهد وايزمان بحيفا ستة أشهر للقيام بالمهمة الموكلة إليه، باعتباره عالما أمريكيا استعارته إسرائيل من شقيقتها الكبرى الولايات المتحدة.
ولم يتردد زويل في الاعتراف بتلك العلاقة حينما سئل عنها أمام شاشات التليفزيون، وفي الندوات العلمية التي حضرها في القاهرة، وأجاب: ليس للعلم وطن أو جنسية!.
كذلك يرصد الكتاب في هذا الجزء أسماء توفيق الحكيم، أنيس منصور، علي سالم، لطفي الخولي، المؤرخ عبدالعظيم رمضان، سعد الدين إبراهيم، عبدالستار الطويلة، حسين فوزي، أحمد حمروش، عبدالمنعم سعيد، هالة مصطفى، طارق حجي.
مكرم محمد أحمد، صلاح منتصر، عمرو عبدالسميع، حسين سراج، حازم عبدالرحمن، علي السمان، محمد سيد طنطاوي، الشيخ محمود عاشور الذي أفتى بحلال الزواج من الإسرائيليات، لينين الرملي، عمر الشريف، حسام الدين مصطفى، إيهاب نافع، عادل إمام.
إرسال تعليق