Home » » أفلام الجريمة

أفلام الجريمة

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 | 12:52 م



بقلم: فاروق جويدة


افلام العنف تجتاح السينما المصرية في موجة خطيرة تهدد البيت المصري في أغلي ثرواته وهم الشباب‏..‏ امام فيلم غريب اندفع آلاف الشباب يحطمون واجهات دور السينما من اجل مشاهدة الفيلم‏.

استطاع هذا الفيلم ان يحصد في اسبوع واحد 12 مليون جنيه رغم انه بشهادة النقاد لم يقدم فنا بل انه يشجع العنف بكل صوره واشكاله.

منذ فترة ونحن نشكو من ظاهرة التحرش الجنسي ونسينا ان عشرات الأفلام في السينما المصرية كانت دعوات صريحة لامتهان المرأة وان الألفاظ السوقية في مسلسلات رمضان كانت تكفي لتشويه كل شئ في الشارع المصري وقبل ذلك كانت السينما المصرية من أخطر وسائل انتشار المخدرات بين الأجيال الجديدة وكل الدراسات الاجتماعية تؤكد ذلك.

ولهذا لم يكن غريبا ان تزداد جرعة الإسفاف وتنتشر الجرائم ويشكو كل المصريين من ظاهرة الاعتداء علي بناتهم في الشوارع وامام المحلات التجارية ابتداء بالخطف وانتهاء بالاغتصاب.

في فترة السبعينيات طفت علي السطح مجموعة سيئة من الأفلام تحت عنوان افلام المقاولات وكانت هذه الأفلام تصور في الشقق المفروشة وتحت بئر السلم وكانت تمثل فترة انحطاط وتراجع في تاريخ السينما المصرية وما نراه الآن في افلام الجريمة في السينما المصرية يشبه تماما ما حدث مع موجة افلام المقاولات التي اجتاحت الفن المصري.

ان السبب في هذه الظواهر المرضية ان منطق المقاولات والربح والمال سيطر علي الإنتاج السينمائي من مجموعة من المنتجين لا علاقة لهم بالفن وذهبوا إلي السينما بهدف الربح حتي لو افسدوا اذواق شعب بالكامل.

ان انتشار افلام الجريمة بعد ثورة يناير يمثل ظاهرة سيئة فقد تصورنا ان الثورة ستكون بداية لحياة جديدة أكثر استقرارا وأمنا واحتراما للفن الجميل ولكن يبدو ان الوجه الآخر لمظاهرات العنف قد تحول إلي افلام سينمائية تعكس الوجه القبيح في حياة المصريين وهذا الوجه ظهر واضحا بعد ثورة يناير التي جسدت أجمل ما فينا وكشفت ايضا عن مظاهر الخلل في حياتنا.

كانت ثورة يناير صحوة شعب عظيم وحين بدأ جني الثمار ظهرت كل امراض العهد البائد وكان من اخطرها انتشار العنف والجريمة في الشارع المصري." صحيفة الأهرام"
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق