بقلم : محمد وجدى قنديل
ما هذا الكم من الاسلحة الثقيلة التي يتم تهريبها الي مصر عبر الحدود الغربية والقادمة من ليبيا؟ ولحساب من يجري تهريب الصواريخ العابرة للمدن والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدروع والدبابات من خلال الدروب لكي تصل الي ايدي المصريين ويتم تخزينها في مخازن سرية في سيناء؟ وما هي الجهات التي تستخدم عصابات التهريب في نقل هذه الاسلحة بكميات كبيرة والمخصصة للمواجهات العسكرية مع قوات حرس الحدود والشرطة المحدودة التسليح طبقا لاتفاقية السلام بين مصر واسرائيل وبالذات في المنطقة ج الحدودية؟ وما هي ابعاد المؤامرة من وراء ذلك؟.
كما يبدو فان هناك مخططا للسيطرة علي شمال سيناء واقامة الجماعات الجهادية والجهات التي تدعمها امارة اسلامية ولها ارتباط بتنظيم القاعدة وتتلقي عناصرها السيناوية وغير المصرية تدريباتها في معسكرات خاصة في قطاع غزة تحت حماية حكومة حماس التي تأوي افرادها الهاربين من مصر ويجدون الملاذ الامن لهم، وتهدف الي اقتطاع الجزء الساحلي من شمال سيناء ـ رفح والشيخ زويد وبحيث ينقل اليه الالاف من سكان القطاع ذي الكثافة السكانية الخانقة.
ولاشك ان اسرائيل تشجع هذا المخطط المؤامرة حتي تتخلص من هذه المشكلة المزمنة وتصدرها الي سيناء وتدعي ان سيناء خارجة عن السيطرة الامنية للقوات المصرية وبالتالي فانها تهدد امن اسرائيل وقد تتدخل عسكريا بهذا الحجة لتأمين حدودها تحسبا للهجمات التي قد تشنها الجماعات الجهادية المتطرفة وعناصر من حزب الله وتدلل علي ذلك بكميات الاسلحة الثقيلة التي يتم تهريبها من ليبيا الي سيناء وتخزينها في جبل الحلال واوكار اخري في الصحراء!.
وهناك عشرة ملايين قطعة سلاح تم تهريبها الي الداخل بعد ٥٢ يناير وبالذات في الشهور الاخيرة ومنها صواريخ مختلفة الانواع وقذائف ار. بي. جي ويجري دخول معظمها عن طريق الحدود الليبية، ومن بينها مائة صاروخ »ارض جو« بعد تهريبها عبر الصحراء الغربية و٨٤ صاروخا مضادا للدبابات ومنصات متحركة لاطلاق الصواريخ، وقد تم ضبط ٦١ فلسطينيا من غزة دخلوا سيناء بطريقة غير شرعية وبينهم ضابط في سلطة حماس »حمادة ابوسالم« ويبقي السؤال لماذا هذا الكم من الاسلحة الثقيلة التي يتم تهريبها بصفة مستمرة من الحدود الليبية، ويقال ان هذه الاسلحة والصواريخ مرسلة الي قطاع غزة لاستخدامها في عمليات ضد اسرائيل وتسليح كتائب عز الدين القسام!
ولذلك فان الجيش الاسرائيلي يسرع في اكمال السور العازل.. من الاسلاك الشائكة وابراج المراقبة ـ علي الحدود المصرية الاسرائيلية وهو يمتد من منطقة العوجة الي ايلات ويمثل سياجا امنيا لصحراء النقب ـ حيث يوجد مفاعل ديمونا ـ وقد قاربت علي الانتهاء من الجزء الاول وهو يساعد الدوريات الاسرائيلية علي مراقبة الحدود جنوب قطاع غزة ورصد محاولات الاختراق من حماس للقيام بعمليات اطلاق الصواريخ علي المستوطنات القريبة من الحدود.
ونُقل عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان القيادة الجنوبية التي تم تفكيكها بعد اتفاقية كامب ديفيد يعاد تشكيلها بثلاث فرق مدرعة قوامها ثلاثون الف جندي ومئات الدبابات لمواجهة تزايد عناصر الجماعات الجهادية وتقدر بحوالي عشرة الاف منهم عناصر فلسطينية من الجماعات الاسلامية في غزة وكذلك من تنظيم القاعدة وقد زادت عمليات تهريب السلاح الي القطاع عن طريق سيناء وعبر الانفاق وبما يسمح بتسليح حماس ولاشك ان منطقة الشيخ زويد وجنوب رفح تمثل بؤرة التجمع للعناصر المتطرفة.. وكما تتخذ من معسكرات في جبل الحلال مقرا للتدريب علي الاختفاء في الكهوف هربا من مطاردة دوريات القوات المسلحة.. وفي تقديرات فان عدد العناصر الجهادية الهاربة حوالي ٠٠٦١ شخص ينتمون الي بعض شباب السيناوية بالاضافة الي عناصر من دول عربية مجاورة ومن قطاع غزة ويشكلون مجموعات ويطلقون علي انفسهم اصحاب الرايات السوداء.
لقد تمكن جهاز الموساد من اختراق الجماعات الفلسطينية ـ بما فيها حماس ـ وهي علي صلة وثيقة مع جماعات الجهاديين داخل سيناء وتؤمن الانفاق علي حدود غزة ورفح وتقوم بتهريب الاسلحة والعناصر الخطرة والمواد البترولية وبدرجة ان حماس تحصل علي تسعة مليارات دولار سنويا عائدات رسوم الانفاق وهناك تنسيق بينها وبين الهاربين المتواجدين في قطاع غزة ـ والمطلوبين في مصر ـ وذلك يصب في مصلحة اسرائيل التي تدعي عدم السيطرة الامنية علي سيناء.
وكما يبدو فان هذه المجموعات التكفيرية تعمل وفق مخطط موضوع في سيناء.. وان لها صلات بتنظيمات خارجية تهدف الي محاولة السيطرة علي مناطق معينة.. ولذلك لابد من استمرار ملاحقة مجموعاتهم وخصوصا عناصر حزب الله في سيناء.. وقد يطول الامر!
وهذه هي ابعاد المؤامرة علي سيناء!.صحيفة الاخبار"
إرسال تعليق