(ا ف ب) - نجح المقاتلون المعارضون للنظام السوري خلال الساعات الماضية في ان يقطعوا عمليا الطرق التي تربط محافظة الرقة (شمال شرق) بمدينة حلب (شمال)، بعد استيلائهم على سد استراتيجي على نهر الفرات، في وقت تتواصل العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها.
ورات دمشق الاثنين ان المواجهة وصلت الى اكثر المراحل "تعقيدا وصعوبة وعنفا"، في وقت اعلنت باريس تخصيصها مبلغ مليون ومئتي الف يورو للمعارضة السورية.
على الارض، سيطر "مقاتلو الكتائب الثائرة على سد تشرين والابنية المحيطة به في ريف حلب بعد اقتحامه الاحد اثر اشتباكات مع القوات النظامية وحصار للمنطقة دام اياما عدة"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لانها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب امام الجيش".
ويواصل المقاتلون المعارضون عملياتهم من اجل تضييق الخناق على القوات النظامية في مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ اربعة اشهر.
ومن اجل استقدام تعزيزات الى حلب من دمشق عبر الطريق السريع، يفترض بقوات النظام ان تمر في مدينة معرة النعمان الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر. وشهدت المدينة الاثنين معارك عنيفة عند مدخلها الجنوبي، وتعرضت للقصف من طيران حربي مع بلدات اخرى محيطة بها.
في ريف دمشق، تتعرض منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في غرب دمشق ومدينة داريا في ريفها للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين يحاولون منعها منذ ايام من اقتحام داريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وامتدت الاشتباكات الى بلدات حجيرة والسيدة زينب ويلدا، وتعرضت بلدات عربين والمعضمية والزبداني وجديدة عرطوز والريحان والغوطة الشرقية لقصف من القوات النظامية. وطال القصف الاحياء الجنوبية في مدينة دمشق، بحسب المرصد وناشطين.
وتتركز العمليات العسكرية والخسائر البشرية منذ فترة في العاصمة ومحيطها حيث تحاول القوات النظامية القضاء على معاقل المقاتلين المعارضين.
وذكر المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الاثنين ان "اكثر من 130 شهيدا سقطوا في الأيام الماضية في مدينة داريا" وحدها، مشيرا الى ان "قوات النظام تقصف المدينة منذ ثلاثة اسابيع بالأسلحة الثقيلة، من طائرات حربية مقاتلة وراجمات صواريخ ودبابات"، وان "معظم سكان المدينة نزحوا عنها".
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات من جهتها ان داريا "تحولت خلال الاسابيع القليلة الماضية الى حصن للارهابيين الذين توافدوا اليها من مناطق عدة في ريف دمشق بهدف +الزحف+ نحو العاصمة".
واوردت معلومات مفادها ان الجيش السوري يحكم الحصار على المدينة "وبدأ بالتقدم داخلها من محاورها الأربعة"، متوقعة "ان يحسم المعركة خلال الأيام القليلة المقبلة".
وكان المقاتلون المعارضون استكملوا الاحد السيطرة على مطار مرج السلطان العسكري في ريف دمشق، ولو ان هذه السيطرة تبقى هشة بالنظر الى استمرار انتشار القوات النظامية في محيط المطار الصغير الواقع على بعد حوالى 15 كلم من دمشق والمخصص لهبوط المروحيات العسكرية وركن سيارات للرادارات.
واتهم ناشطون سوريون قوات النظام بالقاء قنابل عنقودية على بلدة دير العصافير في ريف دمشق ما تسبب بمقتل عدد من الاطفال الاحد.
في محافظة حمص (وسط)، تعرضت مدن القصير والرستن وتلبيسة المحاصرة من القوات النظامية للقصف، بحسب المرصد. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان "قصفا عنيفا من آليات النظام" يطال الرستن منذ الصباح الباكر وتسبب بتدمير عدد من المنازل، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية في بريد الكتروني ان الطيران الحربي شارك في القصف وبالقاء قنابل عنقودية.
وافاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لبلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا (جنوب) بعد عمليات قصف عنيف استهدفتها.
وقتل 34 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كل انحاء سوريا ومصادر طبية.
ورأى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الاثنين ان "المواجهة اليوم في اعقد مراحلها واعلى درجاتها واكثرها صعوبة واشدها عنفا واتساعا بالجغرافيا ونوعية السلاح المستخدم وبكل المعايير الامنية والعسكرية".
وكانت وكالة انباء "سانا" نقلت صباحا تصريحا آخر للزعبي قال فيه ان "الحرب اليوم في سوريا أصبحت بين الدولة ومن يدعم منطقها ضد تنظيم القاعدة وائتلاف الدوحة".
وبات الاعلام السوري يعزو كل العمليات العسكرية الجارية في مناطق مختلفة من سوريا الى "ارهابيي تنظيم القاعدة"، مشيرا الى ان قوات الجيش السوري تداهم "اوكارهم وتصادر اسلحتهم وتقضي على اعداد كبيرة منهم".
في باريس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان فرنسا، وهي اول دولة غربية اعترفت بشرعية الائتلاف الوطني، قررت منح هذا الائتلاف مساعدة انسانية عاجلة بمبلغ 1,2 مليون يورو.
في موسكو، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي يصل الى باريس مساء الاثنين في مقابلة مع وكالة فرانس برس وصحيفة لو فيغارو، دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، معتبرا انه "غير مقبول اطلاقا في نظر القانون الدولي".
وفي محاولة جديدة لايجاد اطار جامع للمقاتلين ضد النظام، اعلن ضباط منشقون عن الجيش السوري الاثنين تأسيس "تجمع الضباط الاحرار" بهدف "وضع الاسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد"، مشيرين الى نيتهم التعاون مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
في عمان، بحثت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس "اوضاع اللاجئين السوريين في الاردن" مع العاهل الاردني عبد الله الثاني الذي شدد على ضرورة ان "يكون لدى الامم المتحدة خطة طوارىء للتعامل مع موضوع اللاجئين في حال ازدياد تفاقم الاوضاع في سوريا".
في جنيف، وجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداء عاجلا تدعو فيه مجددا اطراف النزاع في سوريا الى "التمييز الدائم" بين المدنيين والمقاتلين، مشيرة الى ان "الاطراف المشاركة في المعارك لا تأبه كثيرا لمصير السكان".
إرسال تعليق