مما لا شك فيه ان تلك العناوين تمثل الأفات الحقيقية فى المجتمع الأدبى بصفة عامة , فنجد البيروقراطية التى لا تخلو منها أى مؤسسة حكومية فنحن شعب نعشق البيروقراطية والتمسح فى الروتين ولا نعترف الا بالشهادات والأوراق التى زهقت من اللف فى مكاتب الدولة لتأخذ امضاء من هنا وتأشيرة من هناك, ودمغة وختم بيضاوى وختم معين وختم الشعار وغيرها.
الحقيقة فان البيرواقراطية وصلت المجتمع الثقافى فنجد أنك لا بد مثلا أن يكون لديك عملين على الأقل باسمك لكى تستطيع استخراج كارنيه اتحاد الكتاب , وان أردت مثلا أن تنشر كتابا أو منتجا أدبيا تابعا لوزارة الثقافة مثل أصدارات نادى الأدب وهيئة الكتاب وغيرها من المؤسسات الحكومية للنشر الأدبى فان عملك يدخل لجنة لمدة ستة أشهر على الأقل ربما سنة وهناك أعمال مازالت على الرف لم تنظر ولم تقيم بعد.
أما ميول النقد فهى ميول هوائية واضحة جلية عند بعض النقاد وليس كلهم فهناك الناقد الذى يحكم على المنتج الأدبى بغض النظر عن الأسم الذى يحمله , ينهج المصداقية والشفافية , ينقد بكل حرفية وحيادية , لا يبتغى الا ارضاء ضميره الأدبى , وهناك فئة أخرى تترك لهواها العنان فى ذبح كاتب ربما لا يستحق كل هذا التحامل وهناك من ينقد لمجرد النقد وليس الهدف, ربما هدفه أن يبعد الناس عن السلعة الأدبية أو يعمل لفلان على مصلحة اخر, وهذا الأدب والثقافة منه براء.
أما الأفة الخطيرة التى يتميز بها مجتمعنا الان هى التصنيف, أن تصنف شخص على أنه مثلا ميوله علمانية أو شيوعية أو تكفيرية أو ..........
وهذا خطأ كبير, فالقارئ العاقل أو الناقد الحيادى يعلم تماما أن هناك فرق كبير بين ما يكتبه الكاتب من اراء واقوال شخصية على لسانه وبين الموضوع الأدبى الذى يصاغ على هيئة رواية أو قصة أو مسرحية. أرجو أن نحكم بقلوبنا وعقولنا على العمل الادبى المقدم حكما أدبيا منهجيا وليس على الاسم المطروح, وألا نهتم بسفاسف الأمور.
د. اسماعيل حامد يكتب:
بيروقراطية الثقافة .. وميول النقد .. والتصنيف
إرسال تعليق