يجُر صابر قدماه متجهًا لبؤرة الجُرح العميق ، كم كانت رافضة للخُطى ، يصل إلى المشفى من جديد ويلقى زينب في معقل الحدث ويبادرها بسؤال خاطف ؟
صابر : أين أمي وأخوتي ؟
زينب : تُحدق بنظرة تحــو مزيجًا من الخوف والتعاطف ، وترُد ، لقد انهوا إجراءات الدفن قبل قليل ، واتجهوا إلى منزلكُم .
صابر : تولد داخله تمتمات تؤرقُه ؟
ما هذا اليوم الذي حمل لي الكثير من القُبح 13/3/1984م هذا التاريخ حفر بقلبي مستعمرة للآلام ، دون سداد الإيجار ، ثم يرفع ذراعهُ الأيمن ويمسح رأسه ملتفتًا عكس اتجاه زينب ، متجهًا إلى بوابة المشفى، يقفز السُلم وكأنه حاجز كم تمنى عبوره ، مهرولاً إلى موقف الباص المتجه إلى حي حلوان ، هذا الحي الذي عاش به أجمل أيام عُمره هو محبوب من الجميع كان ذا كرزمة جذابة ورغم صغر سنه إلا أنه كان رجُل ، في الشارع الجانبي المجاور كان يلعب الكُرة ، وأمام شرفة منزله كانت تقطُن تلك الأرجوحة التي كم داعبت أحلامه ، في كل صباح يمُر العم : علي ، بعربة الفول كان ينادي على أطفال الحي بالاسم ، ويُهدد في جملة اعتاد ترديدها : على هيمشي ، كانت جملة تُطربُ أُذنيه مع تغريده شرعية من عصافير ارتضت شُرفة المنزل عُش لها ، فيُسرع كي يلحق بالعم : علي ، مُصطحبًا صحن وقدر صغير لمعشوقتُه البليلة ، وفي طريق عودته كان لا ينسى أبدًا تلك الشجرة التي تُزين الحديقة المجاورة لمنزله كان ثمة رابط بينهما ، كم عشق اعتلائها والتمدُد فوق غُصن شاركه الطموح ، تدُب بقلبه فرحة عندما يُلقي نظرة على تلك الناصية التي كم استقبل رصيفها الحنون مدفع للإفطار كان هو صانعُه ، دفء يسود المكان ولكن للجمال دائمًا سيف جُرح .
يقذف بجسده داخل الباص ويبدأ يتخيل ما سوف يواجهه بعد ساعة من الآن وفجأة ودون سابق إنذار يصرُخ في وجه السائق قائلاً ........... ؟
( يُتبع ) ألقاكم في المشهد الخامس غداً إن شاء رب العالمين .
الفصل الأول : " المشهد الرابع " (4) ...من رواية... الغُرفة (308) !...للأديب أشرف صالح
إرسال تعليق