Home » » القوى الدولية والصراعات السياسية تتحكم فى مصير الدولة السورية

القوى الدولية والصراعات السياسية تتحكم فى مصير الدولة السورية

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 4 يناير 2013 | 3:30 ص




بقلم حسنى الجندى

اصبح من المؤكد ان الدولة السورية تسير فى طريق مظلم وحالك الظلام وان القوى المتصارعة داخل سوريا لن تصل الى حل وسط مع النظام كما ان المعارضة لديها اصرارا شديدا على المضى فى استكمال الطريق الدموى لحل هذة المشكلة التى لم يعد فى الامكان السيطرة عليها كما لم يعد فى الامكان التراجع عن المضى فيها وكذلك لم يعد هناك فرصة واحدة لايجاد حل سياسى يرضى جميع الاطراف المتناحرة علما بان المعارضة السورية المسلحة ليست مشكلة من فصيل واحد وانما هى مزيج مختلف عن بعضة مما يرجح ان التوصل الى حل للمشكلة السورية يعتبر من المعجزات الصعب تحقيقها لان هناك قوى دولية واقليمية ترى ان من مصلحتها استمرار هذا الصراع المسلح وتقوم بتقديم الدعم اللوجيستى للمعارضة لمواصلة العمليات العسكرية والعمل على استمرار القتال والصراع لاطول مدى ممكن لتحقيق اهدافها واطماعها والموقف الراهن يؤكد ان كل من ايران ولبنان وحزب اللة لهم مصالحهم واهدافهم السياسية المعلومة والغير معلومة كما ان الصين وروسيا تربطهما علاقات قوية مع النظام السورى ولهم امتيازات موسعة فى سوريا وقد تمكنا من تشكيل جبهة موحدة للوقوف امام المخططات الغربية الامريكية وذلك يتضح من موقفهما من الازمة حيث ان لديهم موقف ثابت فى مواجهة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ومن ناحية اخرى نجد الاطماع الاسرائيلية والتركية الغير محدودة والواضحة للجميع هى ايضا تؤكد ان الازمة اصعب مما ان تحل بواسطة مجلس الامن او الامم المتحدة او اى منظمة دولية وخاصة بعد فشل جامعة الدول العربية فى اتخاذ ما من شانة حل المشكلة او حتى وقف القتال والصراع الدموى بين القوى المتصارعة وبالفعل باءت كل المحاولات بالفشل الزريع ولم يقتصر حلم القوى الغربية والشرقية لوحدهما على سوريا بل ان هناك اطماعا لدول عربية وخليجية تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الفريسة فتلتهمها كما ان فرنسا والسعودية وتركيا اللذين يقوموا بتقديم الدعم المباشر للمعارضة السورية فى مواجهة نظام بشار الاسد فى وضح النهار والمدعومين بالولايات المتحدة الامريكية ايضا لديهم الاجندات الخاصة بهم لان فرنسا ترى انه قد ان الاوان لان تفرض وصايتها على سوريا مرة اخرى لتعيد الامجاد الفرنسية ويصبح لها مستعمرة فرنسية فى الشرق لتذكرنا بعصر الفرسان وعموما فان الولايات المتحدة الامريكية التى لم تبدى اى اعتراض على مد المعارضة السورية بالاسلحة علنا امام الراى العام العالمى ارادت بذلك ان توجة رسالة الى كل من روسيا والصين بانة من الممكن ان يكون هناك مساحة للتفاوض عليها بشان الازمة السورية وايجاد حل مناسب لها فى حالة اتفاق القوى الدولية فى الغرب والشرق ولكن الاحداث تؤكد بما لايدع مجالا للشك بان القوى المتصارعة داخل سوريا ليست قوى وطنية فقط بل هى اكثر من تيار وفصيل ومزودة بقوات من دول اخرى متعددة وكل منها يبحث عن مصالحة واهدافة بعيدا عن المصلحة العامة للبلاد كما انهم لا يسعون لارساء الديمقراطية وبناء مجتمع وكيان دولى على اساس العدالة الاجتماعية كل ذلك غير وارد بالمرة والصراع اخذ ابعادا تجعل العودة للوراء فى حكم المستحيل كما ان السيطرة على الوضع ايضا اصبح اكثر استحالة ولكن الحقيقة الوحيدة فى هذا الصراع الدموى هو ان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها يسعون لتوحيد قوى المعارضة السورية فى مواجهة النظام القائم تنفيذا لمخططاتهم الا ان كل المحاولات التى اتخذت بشان توحيد المعارضة السورية فشلت حيث ان الصراع كما سبق واكدنا انحرف من صراع سنى شيعى علوى الى صراع المصالح وبالنظر للموقف الروسى الصينى منذ بداية الازمة السورية برفض التدخل لعسكرى رفضا قاطعا هو ايضا ادى لاستمرار الصراع وسنكون منصفين اذا قلنا ان القتال الدائر حاليا بين بعض القوى والتيارات السورية ضد النظام الحاكم يجعلهم جميعا خاسرون فى حالة الاستمرار والاندفاع خلف الحل باستخدام القوة لانة تاكد ان هذة المشكلة لن ولم تحل بالقوة وتحتاج الى الوقف الفورى للعمليات الحربية والعسكرية والدخول فى مفاوضات سريعة وحاسمة للحيلولة دون التمادى اكثر من ذلك بعد ان خسرت سوريا مالا يقل عن 50 الف قتيل واكثر من مليونى لاجىء فروا هربا من اتون النار المستعرة والاف الجرحى والمصابين بالاضافة الى تدمير البنية التحتية للدولة علاوة على تدمير اغلبية المنشئات والمصالح والمصانع والمدارس والشوارع والمنازل كل ذلك اصابة الدمار ويحتاج الى سنوات طويلة لاعادة اعمارة والباحثين عن الغنائم على الحدود مع سوريا يضعون الخطط وينتظرون النتائج وحتى نكون استكملنا المعطيات بالنسبة للدول التى شاركت بنصيب ما فى اذكاء نيران الفتنة فان القائمة تسلط الضوء وتؤكد ان اسرائيل هى الفائزة بنصيب الاسد فى استمرار هذا الصراع المسلح الذى لا طائل منة حتى الان وان كانت قد لعبت دورا فهو الدور الرئيسى الذى حرك المياة الراكدة بداخل المجتمع السورى علاوة على تقديم كل انواع الدعم المادى والمعنوى لقوى المعارضة التى تقود الصراع ضد نظام بشار الاسد ولا يخفى على احد ان اسرائيل هى المستفيد الاول والاخير من هذا الصراع الدموى واستمرارة وانة يتحتم على كل القوى المتصارعة فى سوريا ان تعلم ان الخيار الوحيد الان والامن للجميع من المعارضة و السنة وا لشيعة والعلويين والنظام الحاكم بقيادة بشار الاسد هو الدخول فى مفاوضات مباشرة ووقف كافة اشكال العنف كما ان عليهم جميعا ان يعلموا ان حمل السلاح واستمرار المواجهات سيدفعهم الى القضاء على هذة الدولة وبايديهم الان فرصة اخيرة لاقرار السلام فيما بينهم والاتفاق على الخروج من هذا المازق الذى زجوا بانفسهم فية واصبحت العودة الى الوراء غاية فى الصعوبة ولكن مازالت الفرصة قائمة فى حالة الاستشعار بخطورة وجسامة موقفهم المخزى والمجلل بالعار والذى سيسجلة التاريخ بانهم عصبة تناحروا وتصارعوا فيما بينهم وقضوا على كيان الدولة السورية واسلموها الى اعدائها والى الطامعين فيها

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق