كانت الطائرة فى انتظار القائد؛ بعد أن صعد الركاب، وربطنا الأحزمة؛ استعداداً للإقلاع... عندما أدركنا استحالة قدومه؛ ارتدى أحدنا بزة القائد ودخل على مرأى ومسمع من الجميع إلى كابينة القيادة...
وبحركات عشوائية راح يحرك هذا الذراع، ويضغط ذاك الزر؛ فانطلقت الطائرة على غير هدى... حاول إيقافها؛ إلا أن محاولاته المتكررة، باءت بالفشل، وجعلتها تترنح بين صعود وهبوط، وانقلاب واعتدال، ونحو يمين تارة، ونحو شمال تارة أخرى...
حدثت حالة من الهرج والمرج، والصراخ والغضب... وكثر الجدال واللغط، إلا أن بعضنا رأوا فى حركاته البهلوانية؛ قدرة واقتداراً على الإتيان بما لم يسبقه إليه أحد...
وانقسم الركاب إلى قسمين؛ قسم يطالب باستمرار تلك اللعبة والمخاطرة، شعارهم:
ـ نحن مستعدون للاستمرار؛ فقلوبنا قدت من حديد، وضعيف القلب يتفضل ينزل من غير مطرود!!
وقسم يدعو إلى تنحيه هذا المستأقد، وترك عجلة القيادة إما للظروف والأحوال، وإما لمجرب منهم يزعم أنه قادر على الهبوط بطائرتنا إلى الأرض بسلام
ظل القلق يراودنى والذعر يفتك بى؛ وهم على ماهم فيه من خلاف واختلاف... فرحت أبحث فى منطقة الذيل عن الصندوق الأسود كى أختبأ فيه؛ فأيقظتنى زوجتى من النوم بعتاب ودلال :
ـ ماذا تفعل يارجل!!
ففزعت، نزعت الغطاء؛ ورحت أكمل حلمى؛ بعينين مفتوحتين...
بين السماء والأرض: بقلم مجدى شلبى
إرسال تعليق