Home » » حديث الطرشان

حديث الطرشان

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 21 يناير 2013 | 5:19 ص


بقلم: ممد العزبي

سأل الحمار: لماذا أنت حمار؟ لأني أنا المستباحة حريته المكبل بقيده. المحبوس في حظيرته المركوب ظهره المضروب بالعصا ولا أبوح بالآهات.. ولا فرق بيني وبين الطرشان.

علي غرار "كليلة ودمنة" علي لسان الطير والحيوان يقدم لنا الدكتور "محمد أبوعلام" في كتابه الجديد "حديث الطرشان وحكايات الحكواتي"..

يواصل الحمار كلامه: يا محدث الطرشان لقد تعلمت منكم ومن كثير من الساسة أن أستبيح كل شيء حتي جميع اناث الحمير.. فسدتم فافسدتموني وأطلقت النكات فأبكيتموني ونهبتم فأطعمتموني حتي صرت لا أطيق لحم الحرام وأنا حمار فهل تطيقون انتم لحم الحرام؟ هل نسيتم انه يوم سوف ينفخ في البوق فتسألكم مصر وتسألون؟!

أو هل تبكي أيها الحمار؟

يوم ان تآمروا علي صحة الناس والتعليم والكفاءات كان ناصر صديقا لنهرو بدأ البلدان التنمية معا أخذ الثاني في بلده بالتعليم والديمقراطية وأخذ الزعيم في مصر اقامة صرح رائع في التصنيع ولكنه ذبح الأحزاب وكمم الأفواه فكان للجدران وقتها آذان ولكن أحدا لم يرتش في عهده ولم تسرق البنوك كان يثق في وطنيته فقط وكان حوله ضباع وأسود ونمور.. كان يحب مصر كالقطة التي تأكل أبناءها.. لم يبك من الهزائم وانما عندما دهست سيارة رئيس الوزراء عزيز صدقي طفلا في المنصورة وهو يفتتح مصنعا.

ويعدد الحمار الفصيح أسباب بكائه.. وهي كشف حساب ثقيل مرير لما فعلوه بنا مع ان مصر أم الدنيا.فكانت النكتة السياسية رمزا للاحتجاج سلاحنا وقت الشدة عندما يزداد البطش ويعم الفساد ويقولونها علنا وسرا وفي كل العصور.

لم ينتقد المصريون بناء السد العالي وسلخوا أنور السادات قبل الحرب ظلما انتصر لم تخرج نكتة واحدة ولما قامت ثورة يناير كتبوا علي إحدي الدبابات في ميدان التحرير "الرحلة رقم 2011 السادة اللصوص رجاء ربط الأحزمة الكابتن: شعب مصر 30 سنة ظلم 30 سنة سرقة 30 سنة قهر".

تنتشر النكتة عندما تكون المعارضة السياسية مهمشة ولما نهبت مصر ولم يبق شيء من الفتات إلا اطلاق النكت. "حديث الطرشان" يستحق أن نقرأه ويصعب أن تلخصه فقد غاص صاحبه محمد أبوعلام في أرض مطوبس تعرفونها طبعا التي لا يكاد يفارقها يزاول مهنته طبيبا للأسنان يرقب وهو قريب ما يجري في كل أنحاء المحروسة.. لم يفقد الأمل.

لم يجد ناشرا قبل الثورة يتحمل مسئولية اصدار كتابه ولو استخدم فيه حديث الطير والحيوان مثل "كليلة ودمنة" و"نوادر جحا بين الجدل والهزل" و"حكايات شهر زاد" وبدلا من أن تتثاءب فيصيح الديك ناب عن الديك الحمار ينهق!! ومع ذلك لم يجد ناشرا كتبه في 22/2/2010 أيام مبارك وقبل الثورة بسنتين.

يقول انه أوشك أن يقلع عن الكتابة فوجده لا يستطيع الاقلاع عن التأمل والتفكير ففي التناقض بين الفرح والحزن والقهر وما بين السلبية والنكات اكتشفت اني أحدث نفسي حديث الطرشان.. وتوكلت علي الله.. "فليتوضأ القلم" لأداء الفرض لأن أمانة الكلمة المكتوبة المقروءة كأمانة اعمار الأرض كأمانة الصلاة!" الجمهورية"
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق