Home » » نادية النادى تكتب : إماطة الأذى من حياتنا؟

نادية النادى تكتب : إماطة الأذى من حياتنا؟

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 6 فبراير 2013 | 7:34 ص



نادية النادى

كثر الأذى فى أيامنا هذه ،لم يعد مرتبطا بما يعوق سير الناس فى الطريق ، بل أصبح يعوق ، حياتهم اليومية كلها ، اللأذى أصبح لغة العصر ، منهج حياه أذى عينى وجسدى ومعنوى ، وكاد يصبح وباء متغلغل فى الضمائر والعقول ، يمتد إلى كافة الأعمار كالنار فى الهشيم .
دعونى أبوح لكم بما أراه بعينى من أذى ، أراه فى تعمد الجار إلقاء مخلفاته فى عرض الطريق
أمام جاره ، عندما لا يكون هناك من يراعى حرمة جاره ويحفظ غيابه ، هناك أذى سمعى فى ألفاظ نابية خارجة، كانت تعد عيب على من يتفوه بها ، لتصبح نموذجا يحتذى به من كافة المجتمع ، لا نسمع من يواجهها بعيب ما تقول، وإن قال أحد ناقدا لفعل ما يرد عليه عادى إيه
المشكله ، هناك أذى بصرى فى ما نراه من تصرفات البعض عندما تجد من الشباب من يسير بجوار فتاة دون أن يراعى أنها قد تكون أخته أو قريبته ، رغم أنى لا أحمله وحده الخطأ لأن البنت قد تخرج بصورة ملفته تحت مسمى الحرية الشخصية، فى حين أنها تلفت إنتباه غيرها لها .
الأذى أن ترى البلطجة فى حالة من التفشى ، ويقال لك من بعض أصحاب المكانه الإجتماعية ، أن هناك من يعرض عليهم السلاح بأبخس الاسعار ، على سبيل الحماية للنفس من البلطجة .كم أصبحت لغة السلاح تأخذ مكانتها ، فى لحظة شيطانية تصبح الأرواح هينة على الأخوة ، وقيمتها الغالية تقدر بقيمة الرصاصة بضع جنيهات فقط !!!!
الأذى الآخر الأشد ضراوة ليس لشخص بعينه ، لكنه للوطن عندما يقوم أبناءه بتشويه معالمه ،ومحاولة طمس هويته، وضياع كرامته ، وتدمير ممتلكاته ، لا أرى مبررا يعبر عن ما يغضبنى بجرح لا يندمل ، جرحا غائرا عميقا أول من يتجرع ألمه مرارة أبناء هذا الوطن .
لا ينكر أحد أن الفساد الذى عشناه الفترة السابقة ، كان من أبشع الأذى ، ومن نتائجه ما نحن فيه اليوم ، لكننا لابد أن نتعامل مع ما نحن فيه بحكمة بالغة ، نعلم أن التغيير لا يكون بدوف فاقد أو خسارة ، لكن الأهم من ذلك أن نقلل من حجم خسارتنا ، ولا نهدم وندمر مالدينا من موروثات قيمة ، لنهدم الفساد والفاسدين ولا نأخذ فى طريقنا الأوفياء بلا ذنب .
الواجب علينا جميعا أن نفتش بداخلنا ،ونبحث عن كيفية مدافعة الأذى من حياتنا ، وأن نبنى جسور الثقة بحب ، أن نكون رافضين ونقاوم التضليل والخراب الهدم لكل المعانى والصور الجميله للوطن ، أن نروى شجرته ونبنى ونعمر كيانه عزة وفخرا ، أن نسلط قوتنا على من يأتى إلينا من الخارج يؤذينا ، ونمد أيدينا بالخير إلى أخوانتا ،ونميط الأذى عن أرجاء حياتنا .
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق