بقلم - نادية النادى :
الحكاية لا تحتاج إلى قاص ، فالحياة تروى الحكايات وتقص علينا النوادر ، من كثرة الزخم اليومى للأحداث ، هناك العديد من الحكايات والروايات ، تملأ مكتبات بالعديد من المؤلفات ، ويستطيع الشعراء كتابة دواوين تصف الحال .
حكايات عن الوفاء النادر وأخرى عن الفساد وثالثة عن الغدر والخيانة ، ورابعة عن موت العقول وإندفاعها وراء أفكار لا معنى لها ، وحكايات عن الموت بأشكاله ، والأهم موت العقيدة فى القلوب .مهما كانت النوايا لتطبيق الشريعة ، فاقد الشئ لا يعطيه ،
كيف نطالب ونمنى بالعطاء ونحن لا نملك ، نحن لا نملك حتى الخيال ،عندما نتخيل ما نحب أن نكون عليه نصطدم بالكثير من المعوقات ، ويموت الحلم ونعود إلى نقطة البداية ، لم نتربىى ونتعلم كيف نحلم ، وكيف يمكننا أن نرى أحلامنا تتحقق ، ومصر لم تجد من يحلم بها ولها .
لم ترى مصر إلا من يتربحون ويتعالون على حلمها وحلم أبناءها ، من إرتضى لها الإنكسار ومن بات يعبث بعقول أبناءها الصغار، ليموت الأمل والحلم ، ومن الأسباب التى أدت إلى ما وصلنا إليه ، اللحن المميز لأنشودة نحن أحفاد الفراعنه ، تمسكنا بالماضى وأهدرنا الحاضر وضيعنا المستقبل ، الإستسهال والتراخى والتفاخر بما فعل غيرنا ، جعلنا أحياء نائمين تحت التراب .
والآن ننعى حظنا ونمضى أكثر وأكثر إلى الهاوية ، أهملنا كياننا و إتخذنا التهريج والنكات منهج لحياتنا الفارغة ، ونتعامل مع المواقف بسخرية ، فى الوقت الذى يتعامل معها أعدءنا بدراسة وتحليل لما نحن فيه ، ولا تمر عليهم مرور الكرام ، مشاكلنا وأن كانت كثيرة ، إلا أن أهمها عدم القدرة على فهم مانحن فيه ومعالجته ،وهناك فكر مسبق للمعالجة قبل حدوث المشكلة لم نعرفه بعد ، نحن إعتدنا إنتظار حدوث الكارثة ....ثم التفكير فى حلها على أرض الواقع !!!!!!!!
سنظل نكرر الحكايات والروايات فى المنابر المختلفة ، ونضيع الوقت وننسى أننا أمام من يحاربنا فى الخارج ويراهن علينا من كافة النواحى ، يحاولون منع المياه عنا وضرب الزراعة ، ويحاولون إدخال السلاح كى يكون فى متناول الأيدى ويسهل إستخدامه مع إشعال الغضب والفتنة ويدمر الأخضر واليابس ، وعليكم أنتم البحث عن باقى ما نتعرض له من مخاطر ، ونحن مستغرقون فى القيل والقال ، واضعين رؤسنا فى الرمال نستمتع بالحكايات .
مصر هى الحلم والأمل ، هى الغطاء والسند ،هى العطاء بلا من ، تحتاج منا إلى أبناء يروون عطشها ، ويحمون ترابها ويرفعون راية عزها ومجدها .
نادية النادى
إرسال تعليق