Home » » نادية النادى تكتب : أجيال الخوف

نادية النادى تكتب : أجيال الخوف

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 15 مارس 2013 | 9:43 ص


وأحنا صغار كانوا يقولوا لنا أوعى تمشى لوحدك أبو رجل مسلوخة ، الراجل أبو شوال العفريتة تاخدك وكمان النداهه تنده عليك ، ثقافة كلها مبنيه على الترهيب والخوف علشان أنت تسكت وتقعد ساكت وتبقى مكانك بدون إزعاج ، وكنا بنخاف الجميع من الأجيال اللى إتربوا على كدا إستمروا فى الخوف ، اللى أخد أشكال متنوعه وتحور ليكون من البشر .

ولما كبرنا وحاولنا نربى أولادنا بنفس الطريقة وبدون تفكير ، وبهدف إلزامهم بالطاعة أصبح كارثة ،لأننا لم نشعر بالتطور الهائل فى شخصية الوليد الجديد ،لأنه لم يقتنع بالخوف ولا بأساليبة القديمة فهو يشاهد أقلام الرعب ويتعايش معها أما نحن كنا نتخيلها ، فكان الخيال يرابط فينا ، ويعشش الخوف من الصورة التى رسمت بحوارات وليست برؤيا العين .

هنا يبدوا الخوف مختلف لأن الإستجابة لنفس المؤثر إختلفت لإختلاف المستقبل ،وإختلاف أدوات الزمن ،إن اسلوب التربية العقيم جعل من الأجيال السابقة عبارة عن كتلة خوف متنقلة،

واصبحنا لا نقدر على المواجهه مع أحد ،ليس لدينا ثقافة الحوار والإعتراض ، لذا فاقد الشئ لا يعطية ،

الأصح نتعلم الخوف من الله بالطريقه اللى تجعل بداخلنا القوة ، لأن الخوف من الله يقوى ولا يضعف ، القرب من الخالق أمان من كل ضرر ، ويجب علينا تعليمهم كيف يخافوا الله ويخافوا غضبه ، ويرعوا الله فى السر والعلن ، بعقيدة سليمة وإيمان راسخ .

إن كل ما نعيشه من تداعيات وأحداث يومية هى نتيجة طبيعية لبعدنا عن الله ، ولنعلم أن السلامة ليست فى الخوف من البشر ، وأن الحق يزهق الباطل بقوة بالإيمان بالله . تساؤلى إلى متى سيظل الخوف من الحاضر والمستقبل يعشش فى العقول والقلوب ،و يتملكنا التخازل أمام حل مشاكلنا ومواجهتها ، وبإعتقادى المتواضع أننا لن نحل مشاكلنا إلا بالبعد عن الخوف المسيطر علينا ، وليست الجرأة والتطاول التى ظهرت لنا بعد الثورة ، بدون أن تميز بين الحق والباطل .وقال تعالى فى سورة العمران : الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)

نادية النادى

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق