Home » » "الأبيدى" فى خطبة الجمعة بالمنصورة : "بالعلم تبنى الأمم"

"الأبيدى" فى خطبة الجمعة بالمنصورة : "بالعلم تبنى الأمم"

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 8 مارس 2013 | 1:15 م



تحت عنوان "بالعلم تبنى الأمم" تحدث الشيخ " محمود الأبيدى" فى خطبة الجمعة اليوم وقال "الأبيدى" ما يبنى الأمم وهو العلم فمنذ فجر التاريخ واشتهر ت مصر بالعلم والعلماء فمصر الأزهر هى التى تُصدر كله العلم الوسطى وهى التى تنشر بواسطة علمائها نور العلم وهذا من فضل الله على مصر وقسم اللقاء إلى عناصر ثلاثة نقدمه دون تدخل منا:

أولها : فضل العلم والعلماء 

العنصر الثانى سؤال أهل الذكر وتولى المناصب لأهل الكفاءة لا للثقات وفقط

العنصر الثالث : الاحترام هو طريق العلم بل هو الأهم من العلم

أولاً : فضل العلم والعلماء العلماء هم السادة وهم القادة الأخلاء وهم منارات الأرض، العلماء ورثة الأنبياء وهم خيار الناس المراد بهم خيراً قال تعالى [ إنما يخشى الله من عبداه العلماء ]

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه مرّ بأناس يتشاغلون بالتجارة فقال: "أنتم هنا، وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم في المساجد؟!" ذهبوا فوجدوا حلق العلم وحلق الذكر

فالعلم شرف لا قدر له، ولا يجهل قدر العلم وفضله إلا الجاهلون. قال عبد الملك بن مروان لبنيه: "يا بَنِيَّ! تعلموا العلم، فإن كنتم سادة فُقتم، وإن كنتم وسطاً سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم".

فمن لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم حال شبابه فكبر عليـه أربعـاً لوفاتـه

بالعلم تُبنى الأمجاد، وتشيد الحضارات، وتسود الشعوب، وتبنى الممالك، بل لا يستطيع المسلم أن يحقق العبودية الخالصة لله تعالى على وفق شرعه، فضلاً عن أن يبني نفسه كما أراد الله سبحانه، أو يقدم لمجتمعه خيراً، أو لأمته عزاً ومجداً ونصراً إلا بالعلم. وما فشا الجهل في أمة من الأمم إلا قَوَّض أركانها، وصدَّع بنيانها، وأوقعها في الرذائل والمتاهات المهلكة.

والعلماء هم شموع الأمة فهم الذين يستضاء بهم من ظلمات الجهل، كما ينجلي ظلام الليل بالسراج المنير، فمن اقتدى بهم اهتدى بنورهم. إن الأكابر يحكمون على الورى وعلى الأكابر تحكم العلماء 

والعالم هو من يذكرك في الله مظهره، ويعلقك بالله مخبره، وتجعلك مع الله أقواله. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العلم الخشية)، فليس العالم إخوتي من لبس لباس المشيخة، وتجلبب بجلباب العلم، وتشدق بفصيح الكلام، وجاء بغريب الألفاظ، بل إنه الذي إذا رأيته ذكرت الله، إنه الذي إذا سمعت صوته حسبته يخشى الله، هذا هو العالم، العالم يسير في دعوته على مثل ما سار عليه الأنبياء، يعلق قلوب الناس بالله، ويعرفهم، ويعلق أفئدتهم به، ويخوفهم من عقابه، ويحثهم على طاعته، ويحرص على هدايتهم، ويبعدهم عن عصيان الله وعقابه وسخطه. فإن وجدت هذا العالم فالزمه ولا تفارقه. فإن لم تجده فاعتن بصلاح نفسك، واختر لك صديقاً صالحاً مخلصاً في الله تنصحه وينصحك فإن وجدته فالزمه. ولا تغتر بمن ذاع صيته وساء اعتقاده وعمله

العنصر الثانى : سؤال أهل الذكر وتولى المناصب لأهل الكفاءة لا للثقات وفقط فمما أثر فى اهتزاز وخلخلة البناء هو تحدث من لا يعلم فى مالا يعلم وتعرض الكثيرين للفتيا فى دين الله والعلوم الشرعية بغير علم ولا سند ولا فهم للنص ولذا ترى القرآن الكريم يدعوا الناس إلى مجالسة أهل الفهم واهل العلم ويحث الناس على الإيمان بالتخصص قال تعالى [ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ] فلا سبيل لإمام او داعية حينما يُسئل عن مرض أو أوجاع والعكس ولذا فإننى أوجه الرسالة إلى القادة والحكام

أن يحرصوا فى اختيارهم على من يفقهون فى ما يختاورنهم فيه حتى ينفعوا البلد والعباد ويساعدوا فى البناء وعلى هذا أعرج على الحدث التاريخى العظيم الذى مرت به مصر من تغيير للدماء فى دار الإفتاء المصرية وهذا المشهد الرائع الذى رأيناه فى الأيام القليلة الماضية مما يؤمن مصر ويطمئن قلبوا المصريين على سلامة المؤسسات الدينية والزهرية أسأل الله جل وعلا أن يجعلها مؤسسات نورانية على مر العصور والأزمان

يا طالبَ العلمِ ماذا تفعل الآن؟! *** أَما عَلِمْتَ بِأنَّ الجدَّ قَد حانا؟!

لا تنتظِرْ لحظةً واركُضْ لأزهرنا *** مَنْ فاقَ أَقْرَانهُ فِقْهاً وإحسانا.

فَهْوَ الرئيسُ وباقي القومِ متبعٌ *** ومنْ يَرَى غَيرَ هَذا حِقْدُه بانا.

ولا تَشُكّنّ أنّ الدينَ منهزمٌ *** مَا دَام أزْهَرِنــــــــــا حَياً بِدُنْيَانا.

فإنهُ مٌقتَفٍ هَديَ النَّبِيِّ وَمنْ *** يَسْتَهدِ بالمُصطفى فالصَّعبُ قَدْ هانا.

فاللهَ ندْعُوا بإخلاصٍ و إجلال. *** أنْ يُذهِبَ الغلَّ أحقاداً وأضغانا

يا خالقَ الكونِ يا ستارُ طهِّرنا *** وَامْنَح بواطِنَنَا حباً وإيمانا

ثُمَّ الصلاةُ عَلَى مَنْ أَخْجَلَ القمرا *** الحَاضِنَ الجِذْعِ إشفاقاً وتحنانا

عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ومعنى الضعف الوارد في الحديث هو العجز عن القيام بوظائف الولاية. قال النووي رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية

وأخيراً : الاحترام هو الطريق الموصل للعلم ولذا قال أصحاب الأمثلة الشعبية أن الأدب فُضل على العلم فليحترم كل منا الأخر فإن الأكابر من علماء الأمة وإن اختلفت أفكارهم وطريقة فهمهم للنص فإنهم لم يستنقصوا بعضهم وإنما كانوا أشد الناس حبا واحتراما لبعضهم ولذا فإن على طالب العلم أن يتأدب مع العلماء وليتعلموا من التاريخ ومواقف من كانوا فيه علماء بحق دخل زيد بن ثابت على جنازة فقربوا إلية دابة ليركبها فجاء عبد الله بن عباس فاخذ بزمام الدابة فقال زيد بن ثابت له خل عن الدابة يا بن عم رسول الله فقال عبد الله بن عباس هكذا أمرنا أن نفعل مع العلماء فقبل زيد بن حارثة يده وقال هكذا امرنا أن نفعل مع آل بيت نبينا صلى قال تعالى ( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم ) فمن اتقى الله وتأدب بآداب الإسلام وتخلق بأخلاقه رزقه الله العلم

قال سفيان الثوري: كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة. 

قد كان طلب الأدب مقدمًا عندهم على طلب العلم. 

هذا مالك الإمام يقول لفتىً من قريش: "يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم"

ويروى عن الإمام أحمد أنه قال : ما صليت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي ، وقال ابنه : يا أبتِ أيُّ رجلٍ كان الشافعي حتى تدعو له كل هذا الدعاء ؟ قال : يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا والعافية للناس ، فانظر يا بني هل من هذين خلف؟ هكذا كان العلماء الصالحون كالشمس للدنيا والعافية للناس وليس منهما خلف ... فإن الله يدفع بهم البلاء ويُنزل الرخاء ، وتعمّ البركة وتُنشر الرحمة

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق