اسلام الشافعى
هل سقطت مصر بالفعل في نفس الفخ الذي سبقتها إليه الصومال وأفغانستان.. كل المعطيات الكئيبة تقول أنها مسألة وقت.. فهل أصبح ذلك الغد المظلم أمر واقع أم هناك سبيل للخلاص.. وإن كان هناك سبيل، فمن ينقذ مصر؟
والإجابة المنطقية لا يمكن أن تكون "الجيش" كما يتصور البعض.. فكل ما نحن فيه الآن هو ما جناه الجيش على مصر.. ولا يمكن لمن زرع الأزمة بفشله أو سوء إدارته أو حتى سوء نيته أن يكون هو المخرج من الأزمة.. كما أن من يملك الحل لا ينتظر الدعوة لأداء واجبه.. فكل ما نستطيع أن نقوله عن الجيش الآن هو أن ندعوا الله جميعا أن يحفظه من أيدي المخربين، وأن تنكشف الغمة عن مصر قبل أن تصل أيديهم إليه.
وحقيقة لا أعرف إجابة دقيقة لهذا السؤال" من ينقذ مصر من الأخوان؟".. لكني أحسن الظن دوما بالله وأثق أن مصر التي كرمها الله في كتابه وحمت الإسلام طوال تاريخها لن يتركها أبداً نهباً لأعدائها وأعداء الإسلام.
فالحقيقة المرة التي نعيشها اليوم هي أن حلم الثورة والبناء في مصر تحول إلى كابوس مزعج من فعل "شيطان لعين".. مصر في أزمة حقيقية.. مصر تحكمها وتتحكم فيها اليوم جماعات متطرفة بكل المقاييس.. مصر اليوم تتحول مؤسساتها تدريجيا إلى شبه عصابات منظمة.. مصر يتحدث باسم الدين فيها اليوم من لا يعظم حرمات الله، ولا يستبيح غير دماء المسلمين.. مصر يقود ديمقراطيتها اليوم من يرى الديمقراطية كفراً.. في مصر اليوم "نائب" المفترض أنه "عام" يخرج من مكتبه ما يشرع للفوضى وينثر بذور الحرب الأهلية لصالح من نصبوه في موقعه.. مصر اليوم رئيسها لا يستمع إلا لعشيرته "الكارهة" و"الحاقدة" على كل ما هو مصري.. مصر اليوم هانت في أعين الجميع وتطاول عليها الصغار بعد أن رفعت كارهيها على أكتافها.. مصر اليوم يتحدث فيها الإرهابيون عن حفظ الأمن في الشارع .. مصر الأزهر ينعق فيها "النابتة" وخوارج العصر.. مصر "الحضارة" يرسم غدها دعاة التخلف وأعداء الحضارة.. مصر بحق في أزمة.
جميعنا منشغل بما تفعله جماعة "الأخوان" في بورسعيد وفي باقي المحافظات.. كل يوم قنبلة دخان.. كل ساعة تصريح أحمق لإلهاء الشعب.. كل يوم جريمة جديدة لجذب الأنظار بعيدا عما تسعى تلك الجماعة لتخريبه على وجه السرعة.. "التعليم" و"الإدارات المحلية".. كل ما يحدث في مصر اليوم هدفه الأول إبعاد الأنظار عما تحدثه الجماعة في هذين القطاعين.. هذا الكلام من قلب مكتب الحاكم الفعلي لمصر "مرشدهم".. وكما نجحت تلك الجماعة "المحظورة" في تجنيد طابور خامس في الإعلام وفي كل قطاعات الدولة، يقيد الله لنا من داخلهم من يفضح كيدهم.
فهدف تلك الجماعة الأول الآن "التعليم" و"المحليات".. وهذا بالطبع لا ينفي أبداً أن هناك أحقاد دفينة وكره "عتيق" للداخلية، والانتقام منها واجب في نظرهم، ومليشيات الإرهابيين البديل المحبب لنفوسهم.. فالحقد على المجتمع وبغض أجهزة السلطة قاسم مشترك بينهم وبين أتباعهم وعقدة نفسية لن تنمحي حتى بالانتقام.. لذا لا مانع أن يشغلنا وزير عدلهم بقانون لشركات"البلطجة"، ونائبهم العام بفوضى إلقاء قبض المواطنين على بعضهم البعض.. نعم، نشر صبيانهم في كل مكاتب الدولة كالسرطان هدف استراتيجي، والأكثر أهميه أن ننشغل بذلك جميعا الآن، وتتحول أنظارنا عما يخربونه في عقول أبنائنا.. نعم سطو الجماعة على القضاء والشرطة والجيش و"هدمهم جميعاً "هدف أعلى لكنه لا يستخدم الآن إلا للتشويش، و"لتكذيب معارضيهم".. فكل ما يحدث من فوضى الآن وتخريب في مصر هو أمر "مدبر".. وبالطبع لا مانع أن يسقط على هامشه فندقي "شيبرد" و"سميراميس" في حجر "الحيتان الجدد" من أصحاب الأموال مجهولة المصدر وبثمن بخس أيضاً.. فكل ما يحدث اليوم في مصر يصب بالدرجة الأولى في صالح مخططات الجماعة، القريبة المدى والبعيدة.. ووفقا لقول صديقي الإخوانجي بعد أن أنار الله بصيرته "إن لم تعمل مليشياتهم اليوم فمتى ستعمل؟".. "أليس هؤلاء من قالوا إن لم ينجح مرشحنا"الاحتياطي" في الانتخابات سنشعل الفوضى في البلاد وأعدوا عدتهم لذلك بالفعل.. وبالطبع لا مانع على هامش خطة الإشغال والتمويه حتى يتم التمكين "لا أتم الله عليهم" أن يحققوا بعض المكاسب ويلقون بالفتات لأتباعهم من "مستحلي الدماء" في الجماعات المتطرفة، بمداعبتهم بتقنين إشباع رغباتهم السادية والسماح لمليشياتهم بإرهاب الآمنين في الشوارع تحت غطاء قانوني "فاسد".. فهو إرضاء للأتباع وإلهاء للإعلام والمنشغلين بأمر مصر.. المهم أن يكتمل مخطط الاستيلاء على مصر وتدمير كافة مقدراتها الحضارية والبشرية والإنسانية، وقبل كل ذلك "الدينية" وفي مقدمتها "الأزهر" الذي أحرق نفوس الجهلة وحساده على مر التاريخ كأقدم وأكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض.
من أجل هذا كله أقول إن مصر في أزمة حقيقة.. مصر اليوم تواجه ما هو أشرس من كل ما واجهته من أعدائها والغزاة عبر التاريخ، لكنها اليوم "مكتوفة الأيدي بلا يد قوية تحميها.
لذا دعونا جميعا نبتهل إلى الله أن يطهر بلادنا من "الخوارج" و"الخونة" و"تجار الدين" وأن يقصم كل من أراد بها سوءاً ويجعل كيدهم في نحورهم.
إضاءات:
- السيد باراك أوباما.. من حقك الدفاع عن وطنك.. لكن من قال لك "لا باراك" الله لك أن مصر تهدد بلادكم حتى تفعلوا بنا ما فعلتم.. حسبنا الله ونعم الوكيل، وأراكم من "أحفاد الفراعنة" ما كنتم تحذرون
- ترى ما سر جرأة وتطاول بعض "النعاج" على الجيش المصري" أكبر جيوش المنطقة" بل والتهديد بتدميره..!
- منح المواطنين أحقية إلقاء القبض على المخربين.. فرصة ذهبية للمصريين لاعتقال المخربين واسترداد وطنهم.. افعلوها إن كنتم أبناء مصر.
- هل يترك "شباب اللجان الشعبية" أولاد البلد شوارعهم للإرهابيين يروعون الآمنين فيها كيفما شاءوا...!
- الأحزاب التي لا شرعية لها تدعي أن بإمكانها معاونة الشرطة في حفظ الأمن.. وهل الشرطة ينقصها المزيد من الكراهية
- بالمناسبة.. الداخلية أصدرت بيانا أمس قالت فيه أنها جهاز وطني ولاءه الوحيد للشعب المصري.. لو أن البيان جاد فيما ذكر فالإطاحة بالوزير قادمة.
- من مساخر الزمان وانتقام أعداء الأمة من مصر.. الإرهابيون يتهمون الثوار بالفوضى والقتلة يتوعدون البلطجية، وأذناب الخارج وصنيعة الخارج يتهمون الشرفاء بالعمالة..!
- في ديمقراطية المتطرفين.. أحزاب تدعي أنها "سياسية" وتجهر بتشكيل وإدارة مليشيات وتبقى كما هي "أحزاب" و"سياسية" لعن الله الفوضى ومن يديرها!
- وأيضا في دولة المتطرفين تهاجم الصحف وتحرق المقرات ويمر الأمر مرور الكرام.. إنها دولة الإرهاب وعصره الذهبي
- لم أصدق قول بعض "النابتة" بأن الديمقراطية "كفر".. إلا بعد أن جاءت لنا بكل غث.!
الوفد
إرسال تعليق