Home » » الشيخ محمود الأبيدى يكتب : أفتش عن إنسان ؟!

الشيخ محمود الأبيدى يكتب : أفتش عن إنسان ؟!

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 10 مايو 2013 | 10:57 ص


كان أحد الفلاسفة يدور بمصباحه في بياض النهار، فسئل عن سر ذلك؟ فقال: أفتش عن إنسان!!!

لذا سأحدثكم اليوم فى نفس الأمر وسأطوف بحضراتكم فى بقاع الدنيا باحثاً عن إنسان وسأضع دائرة بقلمى على معنى الإنسانية وسأتحدث عن أناس علمونى معناها وعلى رأسهم أبى وأسأل الله تعالى القبول والصدق والإخلاص

نريدإنسانا يرسم البسمة على الوجوه العابسة،ويُدخل السرور على القلوب الحزينة ويخرج الصدقة فى السر ولا يمن على أحد

نريد إنسانا يغيث الملهوف ، وينصر المظلوم، ويواسي المكلوم ويُضحى ويُعطى منتظراً الأجر والثواب من الله

نريد إنسانا يعطي المحتاج ، ويطعم المسكين، ويمسح رأس اليتيم. لينعم بمرافقة الحبيب فى الجنة

نريد إنسانا يستر العورات ، ويقيل العثرات ، ويقضي الحاجات

إننى اليوم كداعية أزعم أن دورى الحقيقى والأساسى هو بناء العقول وددت مع من يبنون بأيديهم وأموالهم الجدران أن نبحث سويا ونفتش عن إنسان ليأخذ بيدى لنذهب إلى ربنا تبارك وتعالى متوسلين معتذرين مستغفرين معترفين

يا من عصيتك جاهلاً ... فسترتني ..... و تردُّ حـين أسيئ .. بالإحسان

كم جئت بابك ســائلا .. فأجبتني ..... من قبل حتى أن يقــول لساني

واليوم جئتك تائــباً مستـغفراً ..... شئٌ بقلـــبي للـهدى نادانــــــــــي

عيـناى لو تبكي بقــية عمرها ..... لاحتجت بعد العمر .. عمراً ثانــــــــي

إن لــم أكن للـعفو أهلا ً خالقي ..... فلأنـت أهل العفـــــو والغــفـــران

عندما تشاهد أحبّ الناس إليك يتألم من شدة المرض، وأنت معه لا تستطيع أن تقدّم له ما يخفّف عنه؛ فإنك حينئذٍ أنت الذي تعاني أشدّ أنواع الألم .لا لشئ إلا لأنك إنسان أو تعى معانى الإنسانية ومع ذلك لابد أن يبقى الأمل بداخلك وأن تظل تحلم بأن يتم الله شفاؤه حتى ولو كان الأطباء عاجزون عن تصنيف دواء يجعله يبرأ من سقمه لأن الطبيب الأكبر هو الله وقد خاطب بها الخليل قومه فقال لهم ((قالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ *أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ* فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ*الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ*وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ*رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ*وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ *وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ* وَلاتُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ *يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ* وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ )) اللهم اجعلنا من المتقين ولا تكلنا إلى غيرك طرفة عين والإنسانية في الإسلام ليست مجرد أُمْنية شاعرية تهفو إليها بعضُ النفوس، وليست فكرة مثاليةً تتخيَّلها بعضُ الرؤوس، وليست حِبراً على ورق سطّرته بعضُ الأقلام، إنها ركنٌ عقدي وواقع تطبيقي، وثمار يانعة.

فلنبحث عن إنسان يعيد لنا المعانى الإنسانية فليفتش كل واحد منا الآن فى سيرة أبيه وسأفتش عن إنسان كأبى سألوني أي رجل تحب؟ فـقلت :من انتظرني تسعه أشهر واستقبلني بفرحته ورباني على حسابه وحساب صحته، فسهر الليالي يفكر ويدبر حتى أصبحت رجلاً...هو الذي سيبقى أعظم حـب بقلبي للأبد .. عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه الأب سأفتش اليوم عن إنسان كأبى وهو الذى علمنى وقال يا بنى احترم معلمك ووقر الكبير واعطف على الصغير هو الذى أخبرنى بان لله تعالى حكمة كبيرة فى ان يخلق لنا لسان واحد وأذنين لنسمع أكثر مما نتكلم وهو الذى ربانى وعلمنى أن الإنسان بلا قيم إنسان بلا قيمة سأبحث عن من يذكرنى بالقيم ويذكرنى بغلاوة مثل هذه الأيام المباركة والتى كانوا يستقبلونها سالفاً فى ريفنا المصرى بالحب والود والصفح والسلام والقراءة الجماعية للقرآن وحلقات الذكر سأستعيد اليوم مشهدا إنسانيا صعبا لأب بوصى ابنه فيقول ولدي العزيز : فى يوم من الأيام ستراني عجوزا .. غير منطقى فى تصرفاتى!!.عندها من فضلك أعطنى بعض الوقت وبعض الصبر لتفهمنى وعندما ترتعش يدي فيسقط طعامي على صدري

...وعندما لا أقوى على لبس ثياب فتحلى بالصبر معي .. وتذكر سنوات مرت وأنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم !!

إذ حدثتك بكلمات مكررة وأعدت عليك ذكرياتي فلا تغضب وتمل فكم كررت من أجلك قصصا وحكايات فقط لأنها كانت تفرحك !!وكنت تطلب مني ذلك دوما وأنت صغير !!!فعذرا حاول ألا تقاطعني الآن إن لم أعد أنيقا جميل الرائحة !!!

فلا تلمني واذكر فى صغرك محاولاتى العديدة لأجعلك أنيقا جميل الرائحة لا تضحك مني إذا رأيت جهلي وعدم فهمي لأمور جيلكم هذا ولكن .. كن أنت عيني وعقلي لألحق بما فاتنى أنا من أدبتك أنا من علمتك كيف تواجه الحياة فكيف تعلمنى اليوم ما يجب وما لا يجب ؟؟؟!!! لا تملّ من ضعف ذاكرتي وبطئ كلماتي وتفكيري أثناء محادثتك لأن سعادتي من محادثة الآن هي فقط أن أكون معك!!! فقط ساعدني لقضاء ما أحتاج إليه فما زلت أعرف ما أريد !!!

عندما تخذلني قدماي في حملي إلى المكان الذي أريده فكن عطوفا معي وتذكر أني قد أخذت بيدك كثيرا لكي تستطيع أن تمشي فلا تستحيي أبدا أن تأخذ بيدي اليوم فغدا ستبحث عن من يأخذ بيدك في سني هذا إعلم أني لست مُـقبلا على الحياة مثلك ولكني ببساطة أنتظر الموت !!! فكن معي .. ولا تكن علىّ !!!! عندما تتذكر شيئا من أخطاءي فاعلم أني لم أكن أريد دوما سوى مصلحتك وأن أفضل ما تفعله معي الآن أن تغفر زلاتي .. وتستر عوراتي .. غفر الله لك وسترك

لا زالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني كما كنت صغيرا بالضبط فلا تحرمني صحبتك !!! كنت معك حين ولدت

فكن معي حين أموت !!!

حدثتكم اليوم عن أبى لأنه من وجهة نظرى هو الشخص الوحيد الذى يستطيع ان يوقظ معانى الإنسانية بداخلى

يامن له أب اتق الله فى أبيك ويامن رحل أبوه كن إنسانا مع من رباك

إلهي من مات والده فاغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك ومن كان والده حياً فأطل عمره على طاعتك وفرج همه

وارزقه من حيث لا يحتسب وأمطره برحمةٍ منك واغفر له وأدخله فسيح جناتك

والله من وراء قصد وهو الهادى إلى سواء السبيل

محمود محمد الأبيدى

من علماء الأزهر الشريف


إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق