عندما نقرأ التاريخ ونتمعن فيه ، نجد أن الحقائق لا تعرف إلا بعد حقب عديدة من الزمن ، عندما ينتهى أصحاب المصالح فى طمث الحقائق،برحيلهم عن الحياة يظهر على السطح الكتابات الصادقة لمؤرخين ضمائرهم لم تسمح لهم بهدم القيم الصحيحة فى التاريخ ، ويستطيع القارئ للتاريخ أن يفهم مدى الصدق فى ذلك.
فالمصالح والأهواء وراء تزييف حقيقة الأحداث التاريخية ، و التقليل من الأعمال الجيدة والتهويل للأحداث الغير سوية ، "من الحبة قبة "، فلا رقيب على أصحاب النفوس الضعيفة التى تتملق لأصحاب السلطة ، وتحاول إرضاءها بما يجعلها تهيمن أكثر على عقول المحكومين ، وتنفذ مخططاتها لصالح فئة بعينها ، وعبر الزمن تجد الحقائق تعود إلى وضعها الطبيعى وتذكر المحاسن .
لما لا والسلطة تؤثر فى من يقوم بها وتضلل طريقه ، وتبعده عن الصدق ، فإن إعتياد قول الزور يتأصل فى المجتمع مع المصالح الخاصة ، ليصبح بعد ذلك الهجوم والسباب وإثارة الفتن والعراقيل هدف رئيسى أمام الحكام الجدد ومن يمثلهم أيضا.
وخير مثالا على ذلك عبد الناصر الذى يتبارى العديد بذكر محاسنه وكذلك السادات يضا مع العلم أنه منذ عامين لم يذكر عن سيرتهما شيئا وما كان يذكر أشياء تسئ لهما أو إهمال سيرتهما ، ما أقسى قلوب البشر ،عندما تتملق السلطة ، وما أهونها عند تركها الحكم ، إذ لم يتدبر أحد الأية الكريمة
[ وتلك الآيآم ندآولهآ بينْ النآس لعلهم يتفكرون ]
فكما تدين تدان ، لماذ تنفى الحقيقة وتدفن ؟؟!!، ربما يكون هذا غل من صاحب السلطة الجديد ،أو هو محاولة لعمى العيون بأشياء وهمية كمن يقول أنا فقط ومن سبقنى كانوا لا بفقهون شيئا ، هل الحاكم الواثق من نفسه المعلق قلبه بالإيمان هو وحده القادر على تحرى الصدق ونقل التاريخ بضمير واع ، يسمح للأجيال التالية معرفة الدروس والعبر وتعلم كيفية تفاديها و الوصول إلى نقلة حضارية صادقة، وهل يأتى علينا وقت نرى فيه هذا الحاكم بيننا؟؟
نادية النادى
إرسال تعليق