Home » » الجيش والسياسة ؟!

الجيش والسياسة ؟!

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 15 مايو 2013 | 12:58 م


بقلم: مكرم محمد أحمد

عندما يشتد الاستقطاب وتنقسم البلاد على نفسها خلافا على مسارات توجهها السياسى، وتنبت بذور العنف فى المجتمع بدايات صراع اهلى يفرض على كل مواطن ان يحدد موقفه من الصراع السياسى الدائر فى البلاد، يصبح الحفاظ على تماسك الجيش ووحدته، والنأى به عن دائرة الصراع السياسى هدفا مقدسا، يتحتم ان تسانده وترعاه كل القوى السياسية والاجتماعية مهما يكن حجم خلافها، لان نزول الجيش الى الشارع طرفا فى الصراع السياسى المحتدم بين القوى المختلفة يعنى تفكيك وحدته واستنزاف جهده بعيدا عن مهامه الاساسية، وتمزيق ولاءاته التى يتحتم تكريسها للحفاظ على امن البلاد ووحدتها، ولان انقسام القوات المسلحة (لا قدر الله) يعنى انهيار خط الدفاع الاخير وتداعى حصن الامان الذى يحفظ السلم العام ويبقى على كيان الدولة المصرية، ويصون البلاد من مخاطر الحرب الاهلية، ولهذه الاسباب يصبح انشغال الجيش بالسياسة عملا منافيا لطبيعة دوره الاحترافى التى تتطلب تماسكه ووحدته، والتركيز على تحسين كفاءته وضمان جاهزيته.

وحسنا أن اوضح الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع هذه الحقيقة على بلاطة ودون مواربة فى لقائه مع جمع من المثقفين والفنانين والاعلاميين يغضبهم بعض توجهات الحكم، ويتصورون ان الحل السريع المختصر الذى يوفر جهود كل الاطراف يكمن فى نزول الجيش الى الشارع!، لان الحلول الاخرى اكثر كلفة وارهاقا، تتطلب المزيد من النضال فى الشارع السياسى لكسب اصوات الناخبين، والحصول على اغلبية برلمانية تفرض من خلال ادوات الديموقراطية متطلبات التغيير، ولان التحديات الامنية التى تحاصر مصر متنوعة وكثيرة يصبح من الاولويات الوطنية المقدسة الحفاظ على المؤسسة العسكرية المصرية كقوات محترفة تحكمها تقاليد راسخة لا شأن لها بالعمل السياسى، مهمتها الاساسية ان تعد نفسها على نحو جيد لتكون جاهزة فى كل لحظة لمواجهة هذه التحديات بما يحفظ حدود مصر، وبأختصار فإن القاعدة الاساسية التى ينبغى ان تحكم علاقات كل القوى السياسية بالمؤسسة العسكرية سواء كانت فى الحكم او المعارضة تقول لا تلعبوا بالجيش ولا تتلاعبوا به لان كليهما يمثل خطرا مدمرا يحسن تجنبه.

" الأهرام اليومي"
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق