Home » » لماذا أضرت الثورات بالصحة النفسية للأطفال في دول الربيع العربي ؟؟

لماذا أضرت الثورات بالصحة النفسية للأطفال في دول الربيع العربي ؟؟

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 22 يونيو 2013 | 6:14 ص

لندن - أ ش أ

ذكرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إن ثورات الربيع العربي قد أثرت بالسلب على الصحة النفسية للأطفال في الدول التي شهدت تغييرا; لاسيما ليبيا ومصر وتونس.

ورصدت - في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني مساء الجمعة - ظهور أعراض لأضرار نفسية على نحو 4 آلاف طفل ليبي ممن تشردوا خلال أحداث الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل عامين. وبحسب تقرير أعدته منظمة "إنقاذ الأطفال" الخيرية، فإن هؤلاء الأطفال يعانون أمراضا مثل التبول اللاإرادي والعدوانية والتلعثم في الكلام، فيما لاحظ بعض الآباء أن أبناءهم يشيرون بعلامة النصر بأصابعهم أثناء نومهم.

وفي مصر، أظهرت دراسة أعدتها جامعة القاهرة شملت 500 طفل تتراوح أعمارهم بين التاسعة والثانية عشرة أن نسبة 67 % منهم يقولون إن حياتهم باتت أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة، فيما ظهرت على العديد منهم أعراض "اضطراب ما بعد الصدمة" والقلق والتوتر.

أما في تونس، فآثار الثورة على الأطفال أقل ظهورا. ويقول الدكتور نوفل قدور، رئيس وحدة الطب النفسي للأطفال والمراهقين بالمستشفى الجامعي بمدينة "المنتسير" الساحلية جنوب تونس، إن حالات "اضطراب ما بعد الصدمة" التي استقبلها في عيادته زادت بنسبة 0.5 % في الفترة بين 2003-2010 و 2011-2013، مرجحا ظهور آثار الثورة على الصحة النفسية بشكل أوضح في المناطق الحدودية المتاخمة للجزائر، حيث لا تزال غير مستقرة.

ورصدت "الإيكونوميست" اعتقال السلطات المصرية نحو 453 طفل بينهم أطفال في التاسعة من العمر خلال التظاهرات في الفترة من يناير ومايو من العام الحالي، بحسب تقرير أعدته لجنة "الدفاع عن متظاهري مصر".

كما رصدت ارتفاع المواجهات بين المدرسين والتلاميذ في تونس التي نظمت في شهر أبريل الماضي مؤتمرا عن العنف في المدراس التونسية، حيث أكد أحد مفتشي المدارس الابتدائية ارتفاع تلك المواجهات على نحو غير مسبوق.

إلا أن هذه الثورات لم تخل من أثر إيجابي على الأطفال.. فقد رصدت "الإيكونوميست" إقبالا أكثر من جانب صغار الشبان بعد الثورة على التعرف على الأحداث الجارية وقراءة الصحف التي أصبحت الآن من الضروريات بحسب بعض هؤلاء الشباب ممن لم يتجاوزوا الرابعة عشرة.

ولفتت المجلة إلى تقرير أعده معلمون بإحدى المدارس الابتدائية التونسية يشير إلى اتساع نطاق المفردات اللغوية للتلاميذ لتشمل كلمات مثل "ثورة" و"حرية" وأحيانا مفردات أقل مرحا مثل "أغرب عن وجهي" والتي كان يرددها المتظاهرون التوانسة أثناء طرد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

وفي مصر، رصدت المجلة استخدام الأطفال المصريين روح الثورة في المدارس; بالاحتجاج على كل شيء ابتداء من دعاوى اعتداء المعلمين وانتهاء بأسعار الكافيتريا مرورا بارتداء الحجاب.

وفي ليبيا، يعرب الأطفال عن سعادتهم كونهم جزءا من الثورة التي قادت إلى تغيير البلاد; وقد تطوع بعضهم بتنظيف الشوارع وتنظيم حركة المرور.

غير أن هذه الروح لا يتم ترجمتها دائما إلى تفاؤل بشأن السياسة; حيث رصدت "الإيكونوميست" حالة من عدم التفاؤل عند حديث مجموعة من صغار الشبان التوانسة للمجلة عن مشاكل بلادهم من مخدرات وعنف وجماعات دينية متشددة.

ولدى سؤال هؤلاء الشبان الصغار عن توقعاتهم لمستقبل بلادهم، رصدت المجلة البريطانية ارتسام ملامح السخرية على وجوههم بحيث هزوا أكتافهم واستعدوا للابتعاد ملوحين بأيديهم على نحو مهذب.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق