Home » » سيد الميادين "ميدان التحرير"

سيد الميادين "ميدان التحرير"

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 21 يونيو 2013 | 8:47 م


قصة : محمد حلمي السلاب


دائما ما أذكر نفسي حتى لا أنسي أن الإنسان موقف وعلي أساس هذا الموقف يستطيع الآخرون تحديد موقفهم من هذا الإنسان . ويبقي السؤال ( هل هو الإنسان فقط ؟ ) سرحت وأخذت أستعيد شريط ذكرياتي حركت رأسي يمينا وشمالا .. لا ليس الإنسان فقط ، بل الأماكن قد يكون لها موقف ، ابتسمت وأخذت أغني ( الأماكن .. الأماكن كلها مشتاقة لك .. الأماكن ) رائعة الفنان محمد عبده . حدثت نفسي ماذا أقول ؟ ماذا دهاك ؟ حسمت الأمر .. نعم أعي ما أقول إنها كعبة أخري للمصريين أرادها الله نقطة التقاء للتعبير عن الرأي .. كل مصري يشتاق إلي هذا المكان .. يريد أن يذهب ليثبت للأرض أنه جدير بها وأنه قد مشي عليها ، حقا شرف لا يدانيه شرف ، كل أراضي الله تنظر إلي هذا المكان وكل إنسان يتمني زيارته ولم لا أو لم يعلن الميدان موقفه منذ أول لحظة منذ 25 يناير 2011 وأكد هذا الموقف يوم 19 نوفمبر 2011 . خشيت العديد من الميادين في مصر والعالم أن يعلنوا موقفهم إلا ميدان التحرير . المكان هنا علي مرمي رغبة وتتساوي الرغبة عند الرجل والمرأة فيصدقون من سبقهم ، الكل عازم ، الكل يهرول الكل يشد الحال صوب القاهرة فلا تتصدع الأشياء ويستحيل ضياع الحلم القديم من بين أصابعهم . إنها مسيرة الشقاء والسعي ، مسيرة العيش والملح تكتمل !!
يا سادة .. أنا المكان ، هنا المكان قد اكتمل من يريد أن يأتي ( واحد تحرير .. واحد تحرير ) لا كان هذا نداء الماضي .. أما اليوم ( ملايين للتحرير .. ملايين للتحرير ) ماذا دهاك يا ابن السلاب ؟ هل تحدث نفسك ؟ هل جننت ؟ فأجيب نفسي : ( وماذا يحدث إذا حدثت نفسي أليست نفسي جديرة بالحديث .. لطالما حدثت الآخرين ، ماذا يحدث لو حدثت نفسي ولو للحظات عن الحلم المصري الذي تلون بلون الدم . قد تأخذنا العزة بالإثم .. فيذهب بعضنا ويمضي إلي ميادين أخري ولكن يبقي ميدان التحرير ، عروس الميادين ، سيدهم علي الإطلاق ميدانا للتحرير .. قبلة عشاق الحرية في ميدان مثل هذا ، الواحد يبقي واحدا ، والواحدة قد كسا وجهها إشراقا .. لا مكان للخوف ، للذعر .. لا مكان للمصريين المسخ ( أبناء حسني مبارك ) ليسوا بحق مصريين !!
اسمعها تقول ( للميدان موقف ولي موقف فلما لا أقف في الميدان ) النداهة نداهة الحرية ، أتذكر الفنانة ماجدة وهي تجري وتجري للمجهول لأن النداهة قد نادتها .. قدرها . ونحن نجري مثلها نريد أن تحضننا نداهة الحرية والموقف ، هناك من يزحفون صوب الميدان ببطء ويمني نفسه بالوصول ، المكان الطيب هناك لن نعبأ بانكسار الظل ، نحن السلاحف لن نفكر بعد الآن إلا في الميدان ، تعودنا أن نموت مبكرا قبل أن يستيقظ القناصون ، الصيادون هل هناك فرق ؟ القناصون مثلهم يرمون طلقاتهم ويصطادون عيون البشر في ميدان التحرير ، وهل هناك صيد أثمن .. عيون البشر . فلنذهب قبل أن يصحو وتكنس الشمس بأشعتها جنبات الميدان . الميدان ينتظر عند الحافة .. والمكان في مكانه لا أخاف .. حتما سيأخذني من يدي ويجد لي مربعا أقف بداخله . ( محمد ) ( محمد ) من سيأخذك من يدك ؟ فأجيب ذاتي .. ميدان التحرير هو .. هو الذي سيأخذني من يدي !! وسوف أهتف رافعا علم مصر ( الشعب يريد إسقاط أخلاق النظام ) ذهب رأس النظام لكن جسده حي يرزق . سقط النظام دون أعوانه فهم يقاومون الإزاحة كعادتهم والشرفاء صامدين يرفعون أكفهم .. إلي السماء .. يارب ثورة 25 يناير ثم ثورة 19 نوفمبر يارب احرس مصر .. محروسة يا مصر المحروسة فيزأر الميدان ، نعم الميادين ( بكسر حرف النون وفتح الميم ) نعم الميادين أنت يا تحرير . تركت البنت فستان عرسها التي علقته علي سور آمالها لتستقبل عريسها التائه منذ زمن ، لكن الحرية مؤنث .. فقالت : لا .. عريسي حر .. حر وأنا حرة مثلما مصر حرة .. للميدان رب يحميه للميدان موقف ولي موقف ، لذلك أنا أقف في الميدان . قالها .. لم أعد أقايض علي دفاتري القديمة بالثورة .. بالحرية . هي معي هنا في الميدان الأطفال قد كبروا ونضجوا قبل الأوان .. قرروا ألا يشتروا أكياس الحلوى ، قد كانت عبث لا يليق بأطفال الميدان .. نعم .. نعم الشهداء يتساقطون .. الفرحة صنعت لهم ثياب جديدة ، لا تبكون . سألتهم هل علمتم وتعلمتم ، قالوا نبحث عن يوم القيامة . أتذكر قالتها فاطمة ناعوت ذات مرة كنت لا أفهمها .. ماذا تقصد ؟ ( فقد تعلمت أن المرايا المشروخة تشتعل غضبا إذا ما رمقها المارة في الضوء .. لكنها في الليل .. تنام وادعة في حقائب النساء مطرقة علي صدوعها ) الآن فهمت وميدان التحرير مرآة مصر لكنه ليس مشروخ يا سيد فنجري ، مصر هي الميدان و الميدان في مصر المرآة ناصعة ساطعة تبحث عن ناظرين .. مرآة مصر يا سيد فنجري لن تنام في حقائب النساء . شقائق الرجال يصرخن .. الرجال والنساء والأطفال والأجنة يريدون إسقاط أخلاق النظام وأعوان النظام . مرآة التحرير ليست مشروخة .. تلمع .. تزداد بريقا مع أشعة الشمس . فكل مجموعة تحل علي الميدان تمثل أحد خطوط أشعة الشمس .. اتركوني لا تحاولون فمكاني هناك .. هناك في ميدان التحرير .. أريد أن أتحول إلي خط مستقيم .. شعاع يسطع هناك .. لن أبحث عن رمال بعد الآن أضع فيها رأسي فمكاني الميدان .. ميدان التحرير . فالميدان اتخذ موقف ينايري و نوفمبري وأنا لي موقف لذلك .. سوف أقف في الميدان .
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق