Home » » مجدي مرعي يكتب : مونودراما : الهديـــة

مجدي مرعي يكتب : مونودراما : الهديـــة

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 5 أغسطس 2013 | 12:40 ص

بقلم الكاتب مجدي مرعي

الشخصيات

هى :-
( طفلة تعى ، تدرك ، تفهم )

المنظر
( غرفة مكتب طفلة – المكتب يتوسط الغرفة – ثمة لعب متناثرة هنا وهناك وإحدى جانبى الغرفة يؤدى لغرفة نومها )
هى : ( جالسة ولكنها مستغرقة فى نومها تماماً حيث تدلى رأسها فوق كتابها الموجود على مكتبها وقد امتدت بذراعيها على المكتب أيضاً وصارا مفرودين كأنهما راحا أيضاً معها فى سبات عميق ، تستفيق رويداً رويداً لكن .. بيد أن حلمها قد سيطر عليها ، فتتواصل معه لتعبر عن واقع لها )
هى : عشرة على عشرة تبقى صح .... واحد من عشرة ما ينفعش والفرق بين واحد على عشرة وعشرة على عشرة .... صفر
صفر يتحط فوق قدام الواحد يبقى عشرة ... عشرة على عشرة
وبكده قدرت في يوم من الأيام أحل مشكلتي ( كأنها تلميذة )
أنا تلميذة خايبة ... أيوه بيقولوا عليا كده
لكن لأ .. أنا بفهم كويس ... طب أعمل ايه ؟
كل ما افتح الكتاب ... أذاكر اسرح بعيد ... بعيد ... ويتهيأ لي ..إن العالم عايش
جوا يا ...
بآلامه وآماله
ساعات بيتهيألي ... إني بقيت نجمة في السما .. نجمة بتهدى الحيرانين وساعات بيتهيألي إني بقيت سحابة تنزل مطر على المحرومين وساعات وساعات
ساعات بحس إني ملاك بيرفرف بجناحاته يمسح دموع المظلومين
واللي مش مخليني دايماً أعرف أفكر وأجاوب إنه بيتهيأ لي إني بجري أجري وأصرخ
وأصرخ وصراخي يهز الكون ... يقول لأ ... لأ للظلم ... لأ للطغيان وأتمنى إنى أكون كائن من خشب لا يحس ... ولا يسمع .. ولا يشوف
وتروح الفكرة .. وتيجي الفكرة .. وألقى نفسي ما قرأتش إلا سطر واحد .. طب اعمل إيه والإمتحان بكره
ممكن ما أروحش المدرسة .. مش حل ... دا هروب
هى : ( تتخيل وجود زميلة لها ، ثم أستاذها ، ثم أبيها تباعاً )
ممكن أقعد أغش م اللي جنبي .. متعودتش على كده ... ثم إن دي سرقة
أحسن حاجة أواجه الحقيقة
أكتب اسمي ع الورقة .. الاسم وبس .. أحاول إني أجاوب ... وسرحت .. محلتش غير مسألة واحدة واحدة بس ... وخدت واحد من عشرة (لأستاذها)
لو سمحت يا أستاذ .. ناقشني في اللي جوايا
ليه بيموتوا الجنين في بطن أمه ... ليه إيديهم بتطول لحد ما يخنقوا القمر .. ليه يردموا المدارس والمصانع ويزرعوا الجثث في الشوارع ؟ .. ليه يموتوا شعب ويقوموا يموتوا شعب تاني ..
ليه الأطفال بتحارب ... وتموت ... ليه طفل مدلل وطفل تاني بينزف متعرفش فين ابتسامته من دموعه
جاوبني يا أستاذ .. أنا صح ولا غلط .. إديني صفر أو أقل من الصفر .. بس قول لي ..اللي جوايا صح ولا غلط
( تضحك ) طب و الأستاذ ح يجاوب إزاي وأنا مسألتهوش ....
ناداني الأستاذ وقال لى ( بشخص أستاذها ) خذي الشهادة دى ( بشخصها ) بصيت فيها لقيت واحد من عشرة
خفت بابا ... يضربني .. ولو إنه عمره ما ضربني
خفت يزعل مني .. لعبت لعبة الأرقام إياها الواحد بقى عشرة على عشرة
اتفضل يا بابا ... الشهادة
قال لي ( بشخص أبيها ) : درجاتك الشهر ده أحسن .. أنا وعدت اللي ياخد أعلى درجة في اخواته ليه عندي هدية وانتي تستاهلي الهدية
( بشخصها ) ما ردتش .. جريت وبكيت .. ليه عملت كده .. ليه خفت .. المرة دي كان المفروض أسرح في قوافل الإغاثة والعلاج اللى حيبعتها الجلاد للمجلودين
نمت ولقيت نفسي أخطبوط وليه ألف دراع ومحوط على الكون .. حارم الناس من الشمس والهوا والميه ... نمت تاني لقيت نفسي مارد بياكل كل اللي قدامه ... نمت تاني ولقيت بابا قدامي ( بشخص أبيها ) .. قال لى : خدي الهدية ( بشخصها )
وعلى آخر ما معاه إداني بالقلم على وشي ... حسيت من عزم الضربة إني غصت فى الأرض ... لحد ما لقيت نفسي بخرج من الأرض ... من الناحية التانية ... قال لي إيه رأيك في الهدية ؟
صحيت من النوم وبكيت ... ليه خدت حق مش حقي؟ ليه زورت؟ ... ليه مكونش أنا إنسان ...إنسان وبس.. حسيت ان حيطان البيت مدت إديها بتطبطب عليا
ولقيت نفسي في حضن بابا ..قال لي : ( بشخص أبيها ) أنا عارف إنك كدبتي ... وعارف من الأول ومادام اعترفتي أوعديني إنك تبقي شاطرة ... وادي القلم ...( تخرج بشخص أبيها - قلم ) قلم حقيقي خديه هدية عشان تذاكري ... و عشان اعترفتي .. وإوعي تنسي القضية
( بشخصها ) وفعلاً خدت الهدية ،،،
هى : ( لنفسها ) هوه ده الصح .. وهوه ده المفروض إنه يحصل ( متثائبة ) عامة على رأى المثل .. الصباح رباح ( تدخل لغرفة نومها )

( ســــتار )
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق