كل سنة و أنتم طيبون، عيد سعيد عليكم. لم يمنعني العيد عن عادة جلوسي في البلكونة لكنها متأخرة بعض الشيء، جلست مباشرة بعد نهاية مباراة كرة القدم بين منتخبنا و المنتخب الغاني، أشعلت سيجارتي، أحتسي قهوتي و تذكرت أيام أن كنت صغيراً و أذهب للعب الكرة مع رفاقي فكانوا يقولون لي: (أقعد على جنب، أنت ما بتعرفش تلعب)! قفزت هذه العبارة على ذهني بعد مشاهدتي المباراة التي ألهبت أعصاب جموع المشاهدين و أجمعوا على عبارة واحدة: (عليه العوض و منه العوض).
تذكرت مقولة الكابتن محمد لطيف رحمه الله: (الكورة أجوان). إنها ملخص لنتيجة عمل و تدريب لم نعمل نحن أي شيء من أجل تحقيقه.
كنت قبل سنوات تحدثت مع صديق لي أن الكرة شأنها شأن أي لعبة رياضية أخرى سواء كانت جماعية أو فردية يجب تعليمها لمن يرغب اللعب وفق آليات و معطيات علمية، ليست صدفة أو حظ أو الاعتماد على معرفة من رغب في لعبها باللعب، أستبق الكلام و قال أنها مسألة تلقائية و في دم من يلعب، في إشارة منه أن يولد المرء منا و هو يعرف لعب الكرة. هذا كلام تخاريف و هراء في نظري.
دليلي على ذلك أن الولايات المتحدة ليس لها باع في اللعبة أو أي تاريخ، استطاعت بالعلم أن تحجز لها مقعد بين صفوف أباطرة اللعبة.
دائماً ما نندب الحظ و الحكم و الظروف بعد نهاية كل مباراة، لم نلتفت لأسباب اخفاقنا و عجزنا أمام فريق الماو ماو حتى.
برأيي أن نتبع الأساليب و الأخذ بالأسباب و تلافي السلبيات التي تدفع بنا نحو الهوية بعد كل مباراة و نجعل منا فرجة و جرسة و مسخة أمام العالم كله.
علينا انتقاء اللاعبين من البداية وفق معايير و ضوابط تتمثل في البنية الجسمانية للاعب و اللياقة الصحية أولاً. للأسف كل لاعبينا (ماركة بسة) كوصف أستاذنا المبجل أحمد رجب و رفيقه مصطفى حسين في كاريكاتير نشر لهما من سنوات طوال.
أتباع الأساليب الحديثة في إعداد اللاعب للياقة بدنية عالية. تدريبه على فنون اللعبة وفق أحد التقنيات، لا يتم الاعتماد على مهاراته و اجتهاداته الشخصية التي تؤدي بالنهاية لطريق الهزائم و الانتكاسات.
التدريب على خطط و خطط بديلة و كيفية التنقل بينها حسب مجربات اللعب.
التدريب على رد الفعل داخل الملعب و الأبعاد النموذجية و المسافات البينية و تنقل الكرة لتصبح بتكرارية الممارسة طابع بوستة. هكذا يفعل الأخرون، أنظر للعبهم تشعر و كأن الكرة مربوطة بأرجلهم أو أن هناك مغناطيس يجذب الكرة لقدمهم. ليس هذا و حسب بل علينا السعي وراء الابتكار و التحديث في فنون اللعب، لا نعتمد على تقليد أو نسخ ابتكارات الغير بعد كل هزيمة و إلا سنظل كما نحن و هم سباقون لنا بخطوات من القاهرة لأسوان.
اللاعب ذاته يجب أن يكون حريصاً على تقديم كل ما في وسعه بحق، لا يتقاعس أو يتواني، يجب أن تكون لديه ثقافة العطاء للملعب لا الأخذ من أضواءه.
أن يكون الفوز هو شغله الشاغل و ليست المكافاءة أو الأجر الذي يتقاضاه لقاء عقد انحرافه و ليس احترافه برأيي. التمويل المالي لكل ذلك يكون من الأموال التي تدفعها الشركات المعلنة، إنها تغدق الأموال بسفه على اللاعبين دون مقابل. برأيي أن تصرف تلك الأموال على التعليم و التدريب و التحديث للعبة، يجب ألا يتقاضى أي لاعب جنيهاً واحداً منها إلا لو فاز و حقق نتائج.
كفانا عبثاً و انتهاج أساليب الفهلوة و الفكاكة و أنتظار ضربات الحظ. كفانا ثقة عمياء أننا الفراعين الذين لا يقف أمامهم أي سيل جارف.
نعم نحن الفراعين إذا أخذنا بالأسباب و عملنا بها، وقتها سنكون من الفرق المصنفة كنتيجة حتمية. فإذا كانت المدخلات جيدة كانت مخرجات العملية ممتازة. أما إذا كانت المدخلات هباب فتكون المخرجات سواد.
نهاية المشهد هي الأخرى كانت مختلفة كبدايته. لم تأتي الحنون لإنشعالها بالمطبخ، لكن الأمر لم يسلم، لقد انشقت الأرض ووجدت أمامي الكونت عبده بيه الرايق يقول: بابا... بابا.....
رددت: جاك بو، نعم يا سيدي، غرد و اشجيني يا أخويا.
عبده: النهاردة العيد، أيدك بقى على متين جنيه.
سألت: عشان أيه يا أسطى؟
عبده: ح أروح مع صحابي سيتي، و نتعشى و نخش السيما، عيد بقى يا حاج و هييييهههههههه.
قلت: عيد بقى يا حاج، و هييييييييييههههههههههه؟!
عبده: أيوة يا حاج
قلت: طييب هات يا عبده
عبده: أجيب محفظة الفلوس بتاعتك؟
أجبت: لأ، زمارة رقبتك أزمر بيها في العيد.
إبراهيم غانم...
إرسال تعليق