جيهان السنباطى :
تعد العلامة الصفراء ذات الأربع أصابع هى العلامة المميزة لمؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى , وتم إستخدامها فى كل التجمعات والتظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول كشعار للجماعة الإسلامية عقب فض إعتصامى رابعة والنهضة من قبل قوات الجيش والشرطة , ويتم توزيعها على المتظاهرين المنتمين أو المتعاطفين مع الجماعة إما على هيئة أعلام ورقية تحمل الكف الأصفر ذو الاصابع الأربع , أو على هيئة تى شيرتات وأغطية للرأس وكابات تحمل نفس العلامة , حتى أصبحت لاتخلو أى تظاهرة إخوانية من تلك العلامات الصفراء , وأصبح تداولها إعلاميا وخاصة فى القنوات الفضائية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين تمثل رمزا للصمود والإستمرار والتحدى تجاه ما يطلقون عليه الإنقلاب العسكرى والعنف الذى تتعرض له قيادات الجماعة وكل من ينتمى اليها من قبل القوات الأمنية . وقد تعمدت بعض القنوات الفضائية خاصة قناة " الجزيرة " القطرية على تكرار مشهد رفع هذا الشعار بكل اشكاله يوميا كوسيلة للضغط النفسى على الحكومة الحالية فى مصر , وإظهارها كحكومة إنقلابية فاشلة إستحوذت على حكم البلاد من الرئيس الشرعى وأودعته السجن تنكيلا به وبجماعته , وأنها مازالت عاجزة على إحتواء غضب التيار الإسلامى , وعاجزة على إتمام خارطة الطريق التى وعدت بها شعبها لتحقيق التنمية والإستقرار . ونظرا لإنحصار شعبية الجماعة , وعدم قدرتها على الحشد كما فى السابق نتيجة لإحكام السيطرة الأمنية على الميادين فى كل المحافظات , بالإضافة الى القاء القبض على معظم القيادات الإخوانية , لجأ بعض المنتمين والمتعاطفين مع الجماعة إستخدام هذا الشعار فى الأوساط المختلفة وفى كافة المناسبات والمحافل الدولية كما حدث مؤخرا فى الوسط الرياضي لإستخدامه إعلاميا على مستوى العالم وذلك لتحقيق هدفين : أولهما التأكيد على أن الجماعة مازالت على قيد الحياة موجودة وقوية , وأنها تضم كافة أطياف الشعب وأن منها الأطباء والمعلمين والمهندسين , وأيضا الرياضيين , وتنفى بذلك عن نفسها صفة أنها جماعة إرهابية أعضائها مجموعة من البلطجية , تستخدم العنف ضد معارضيها , والتأكيد على أن مسيراتها سلمية لاتهدف القتل بل تهدف الى تطبيق شرع الله وإعادة الرئيس الشرعى لحكم البلاد , أما الهدف الثانى فهو إثارة ضجة إعلامية تجعل من صاحبها شخصية مشهورة عالميا تتصدر صورته وأخباره أولى صفحات الصحف والمجلات العربية والعالمية , وتخصص له القنوات الفضائية مساحات واسعة للنقاش فى برامج التوك شو المختلفة , لأنهم يرون أن هذا الشعار يستفز مشاعر المصريين المؤيدين للحكم العكسرى , وهذا الهدف هو ما أكده تصريح بسيط عفوى لشقيق اللاعب محمد يوسف صاحب الميدالية الذهبية " للكونغ فو" حينما صرح لأحد الصحف المصرية بأن شقيقة تمكن من تحقيق 5 بطولات عالمية ورفع خلالها "علم مصر" وتجاهله الإعلام وعندما حصل علي هذه البطولة ورفع شاره رابعة حدثت "بروباجنده" على حد قوله وأصبح الحديث عنه لاينقطع , إذن هؤلاء الذين خرجوا على العالم رافعين الأربع أصابع فى وجه الإعلام العالمى طلبا للشهرة بدلا من إعتزازهم برفع علم بلادهم إحتراما وتبجيلا للوطن الذى ساعدهم فى الوصول الى هذه المكانة العظيمة أمثال محمد يوسف الحاصل على الميدالية الذهبية بدورة الألعاب القتالية في روسيا و هشام عبد الحميد لاعب "الكونغ فو" الحاصل على بطولة العالم المقامة بماليزيا ولاعب كرة القدم مهاجم الأهلى أحمد عبد الظاهر كل هؤلاء تنصلوا من مصريتهم بمجرد تفضيلهم رفع هذا الشعار دون العلم المصرى , وإنعدمت وطنيتهم لعدم إدراكهم مدى مايمثله رفع العلم المصرى فى المحافل الدولية فى تلك الفترة التى تمر بها البلاد خاصة ونحن نمر بمرحلة إنتقالية صعبة بعد ثورة عظيمة وكانت تلك المناسبات فرصة كبيرة لنؤكد ونعلن أمام العالم كله أننا دولة عظيمة مازالت قادرة على تحقيق إنتصارات رغم ماتتعرض له من ضغوط داخلية وخارجية , ولكن برفع شعار رابعة فقد تم توجيه رسالة سلبية للعالم تشير بأن مصر مازالت تعانى من الإنقسام وأنها لم تستقر بعد , فهل هذا ماتريدون توصيله للعالم يا أشباه الأبطال ؟؟
إرسال تعليق