Home » » بالصور...قصة عبير المعداوي مع صخرة تصلح للعزف ...؟!

بالصور...قصة عبير المعداوي مع صخرة تصلح للعزف ...؟!

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 18 نوفمبر 2013 | 12:46 ص


 بقلم فاطمة الزهراء فلا
عبير المعداوي.. نموذجاً للمرأة العربية المبدعة التي لفتت إليها الأنظار كقاصة، متجددة ، متحررة من كل القواعد النمطية، التقليدية، وتقدم كل ما هو عصري بتماشي مع عقلية المتلقي في عصر متلاحق تتسابق فيه الأدمغة لخلق متعة حقيقية تربط القارئ بما يحب من متعة فكرية ناضجة، تعرفت علي عبير المعداوي منذ أكثر من عامين, ولم أكن قد التقيت بها من قبل، وكان اللقاء في استاد المنصورة وأخبرتني أنها أرادت أن تتعرف إلى لكي أناقش لها رواية "أحضان الشوك"، وأخرى بعنوان "لست أنا"، واتفقنا على موعد المناقشة حول حمام السباحة في استاد المنصورة وقمت بإعطاء الرواية للدكتور أشرف حسن، لكي يكون هو المناقش وتكون لي إدارة الندوة، وأنا في الحقيقة لم أكن أتوقع أن تكون عبير بهذه الثقافة وبهذه الجرأة والانطلاقة , ومن خلال المناقشة تعرفت على أسرتها الصغيرة زوجها وولد وبنت وكانت ليلة رائعة. وأصدقكم القول أني لم أقرأ إلا بعض فقرات الرواية لأتعرف على أسلوب عبير القصصي , لكن بعد المناقشة أعدت قراءتها مرة أخرى على مهل لأسجل اعترافاتي..امرأة تبدي رأيا في امرأة أصغر وأجمل، بالتأكيد أنتم معي، الموقف غاية في التعقيد والصعوبة لكن عليّ أن أفصح عن إعجابي فالغيرة شيء، والحقيقة شيء آخر. لغة عبير تعبر عن إحساس أنثوي طاغ يسرق إليها القارئ، فيعيش معها آلامها وأحلامها وضحكاتها وأحزانها، فروايتها أحضان الشوك نموذج إنساني عاطفي رومانسي، نمط فانتازي، تصويري بلاغي، فهي كاتبة تجيد استخدام أدواتها، وحينما تشعرني عبير بقيمة ما تكتب فأنا على الفور لابد من متابعتها أيا كانت مشاغلي, تسألني إحداهن هل تكتبين هنا من خلال رؤيتك أنت أم من خلال رؤية الآخرين ؟ والإجابة بالتأكيد من خلال قراءتي ورؤيتي مع ماكتبه الآخرون لكن في النهاية قلمي هوالأوضح في شخصيته الخاصة
تحديدا في رواية أحضان الشوك تخرج عبير بحرفية وتمكن وكأنك تعيش معها عزفها الملون على الورق من استعارات وتشبيهات وحوارات وسفر وحلم ورويدا.. رويدا تشد القارئ من عينيه وأذنيه الموج لتكون رمزاً للأنثى في الشرق وهي رواية رمزية عالية, فالبحر وذكرياته تترافق حركاته مع ذكرياتها هبوطاً وصعوداً وإذا كانت تقى المرسى وشيماء القصبي قد أشارتا إلى عشقهما للبحر، فها هي عبير تنضم لتعشق صخرة في البحر.. تتلقى الصدمات بلا كلل أو ملل, وهكذا حال النساء في الشعوب الرجعية التي تعتبر المرأة وعاء للحمل والولادة ومتعة للرجل بلا إبداء رأي لهذا الكائن المسمى الأنثى. 
وتصعد بي القاصة في رحلة ممتعة في روايتها التي أجزم بصدمتها فهي تتخيل نفسها في رحلة مع الحبيب إلى السماء, والحلم الغريب الذي عاشت فيه وكانت تطير للسماء مصحوبة بحبات اللؤلؤ, وأن هذا اللؤلؤ مكافأة لها على الصبر وأنها الجنة، حتى حينما أرادت المرأة أن تسعد بهدية اختارت اللؤلؤ وهو أرقى أنواع الجواهر, وأيضا يوجد في أعماق البحر في الصدفات ويطلقون عليه الدر المكنون وهو أغلى أنواع الصدف، وعبير وضعت بصمة كبيرة في هذه الرواية فمزجت بين البساطة في التناول وسهولة الكلمات ..لذا وجدناها متمرسة في لعبة الكتابة وليست هاوية فلقد دفعت عبير قلمها ليصف كل شخصية وصفا دقيقا لشخصية أيمن وحبيبها وكذلك عم فخزي وجعلت شخصية الحكيم وشخصية المخرج شخصيات ثانوية ولو أجهدت نفسها قليلا لأصبحت هذه الشخصيات إضافة حيوية لروايتها. 
والعارف لأدب شكسبير يتيقن أن عبير كمترجمة تنتمي لهذا الأدب وطريقة إبداعه ورسمه لشخصيات قصصه وهي القاعدة التي ارتكزت عليها عبير ففي تركيبة شخوصها نجد الشخص الشرير (أيمن) والشخص الطيب (لوك فرنسيس) والمهرج المتقلب وابنة خالها مها والحكيم هم فخري هذه الشخصيات كلها قواعد وليم شكسبير.
قالوا عنها...
· قال عنها الدكتور عبد القادر الفريحان ... أدب عبير المعداوي من العبقرية الإبداعية، أن يجبرك على إعادة قراءته مرات متكررة بلا ملل، لأنك كل مرة ستخرج منها بفكرة جديدة فكتابتها مكتنزة بالثراء الفكري والإبداعي.
· وقال عنها الدكتور الأديب أشرف حسن.. براعة الأديبة عبير المعداوي أنها مزجت الصعب المستحيل بالسهل المنبسط فأحيانا تقرأ السهل وفجأة تقع في فخ العبقرية الرمزية والمضمون الإيحائي الذي يجبرك على إعادة الفقرة مرات ومرات كي تعطها حقها الوفي.
· التدخل الإبداعي لمفردات النساء
· يبدو لنا أن مصطلح النسوية مازال يثير تساؤلات كثيرة منها: هل هناك خصوصية في الخطاب النسوي؟ هل يعني استخدامه تمييزا مطلقا بين أدب ذكوري وأدب أنثوي بمعني هل يقصد من استخدامه التمركز حول الذات الانثوية ؟، هل هو مصطلح عادي يختزل الدلالات المتعددة عبر مفردة أو هو مصطلح بإمكانه أن يحمل دلالات خارجة عنه؟
· فعبير هنا ينطبق عليها مصطلح الأدب الأنثوي لأن القصة من أول سطر لآخر سطر معاناة لا تكبتها سوى امرأة فهي في هذه الرواية تعبر عن مشاعر شديدة الخصوصية ، لا تسطيع أن تشعر بها إلا المرأة ولا يمكن لرجل مهما كان قادرا التعبير عنها بصدق، إضافة إلي أن المرأة لديها قدرة على الاحتضان والاستيعاب وسرد القهر بكل تفاصيله حينما تشعر بأنها مجرد أداة للمتعة حتى ليس من حقها أن تستمع هي الأخرى وإن عبرت عن ذلك، نظر إليها الرجل نظرة فيها دونيه وتحقير أدب المرأة أقل إبداعا من الرجل، فالأديب الإنسان حينما يكتب لا يفصل بين كونه (امرأة أو رجل).
وحيث أن الأدب من ناحية المضمون يرتكز على الصراع، فقد تكون الكلاسيكي يرتكز على مفهومين قديمين يتعلقان بنصيب المرأة الأدبي من هذا الصراع/ المفهوم الأول، أن الشعر شيطان ذكر يقول أبو النجم العجلي والثاني أن الشعر جمل بازل كما يقول الفرزدق ، والجمل الرجال الأوائل، وليس للأنثى بوصفها كائنا ناقصا أي نصيب من لحم الجمل أو من همسات شيطان الشعر، فالجمل ذكر منحاز إلى جنسه من الذكور والشيطان لا يجالس إلا الفحول لأنه ذكر وليس أنثى...انتهى.
أما أنا أقر وأعترف أن هناك قصصا وأدبا للنساء أجمل بكثير من أدب الرجال وعلي رأي جدتي البنت زي الولد...
وهذا ما جعل قاسم أمين ينادي بتحرير المرأة وإصرار هيكل أن يصدر أولى رواياته باسم زينب ليلتفت المجتمع إلى المرأة قلب المجتمع النابض، ففي هذه المرحلة العشرينات من تاريخ الأدب العربي كانت قد سيطرت الرومانسية على الأدب واقترنت بالرومانسية أما أنا لازلت عنهن أكتب.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق