جيهان السنباطى تكتب : لاتقحموا الأطفال فى السياسة

بقلم- جيهان السنباطى 

فى عز برد الشتاء القارص والمطر ينهمر , والجميع فى الشوارع والمنازل يرتدون الملابس الثقيلة , يلتحفون الأغطية , ويشعلون المدافىء , يظهر فى المشهد أطفال أيتام أبرياء ضعاف الأجساد , بوجوه شاحبة , وشفاة زرقاء , مابين سن الخامسة والعاشرة , فتية وفتيات فى عمر الزهور , ترتدى الفتيات ملابس صيفية خفيفة , قصيرة مكشوفة من أعلى واسفل , والفتية يرتدون بدل صيفية خفيفة أيضا , يحملون فى أياديهم صورا للفريق أول عبد الفتاح السيسى , متجهين بها الى إحدى المؤتمرات الداعمة لترشحه لرئاسة الجمهورية فى مبادرة قامت بها دار الراضى للايتام لمساندة الفريق السيسى ودعمه فى مؤتمر سياسى خاص بحملة "بأمر الشعب" . هذا المشهد أعاد الى ذاكرتى قسوة المشهد الذى قامت جماعة الإخوان المسلمين بتأليفه وإخراجه سابقا أثناء إعتصامها بمنطقتى رابعة العدوية وميدان النهضة , حيث إستخدامها للأطفال حديثى السن من مؤسسات رعاية إجتماعية ودور أيتام تابعة لقياداتها وألبستهم الأكفان , وكتبت على صدورهم مشروع شهيد , كأداة سياسية تتلاعب بها دون شفقة , وكما أدنت هذا الفعل سابقا ورفضته رفضا تاما أؤكد اليوم أيضا على إدانتى له فلا يحق لأحد ابدا إستغلال الأطفال بهذه الطريقة الغير إنسانية وإقحامهم فى طريق لايعلمون عنه شيئا , وربما كانوا مرغمين عليه , فهم ليسوا بأهلية حتى يؤخذ برأيهم , وأؤكد على أن تكرار هذا الفعل رغم إدانته من قبل فى عهد النظام الإخوانى دليل على الغباء وعدم إستيعاب الدروس جيدا وكأننا لانتعلم من أخطاء غيرنا , أو كأننا نضحى بهؤلاء الأطفال لأنهم الوسيلة الأرخص والأقل تكلفة من أجل التعبير عن توجهات سياسية لادخل لهم فيها , فما دخل الأطفال فى تلك اللعبة السياسية , ولماذا دائما مايتم إستخدامهم بهذا الشكل المهين الغير أدمى , هل لانهم بدون أهل يقومون على حمايتهم ؟ أم لأنهم مازالوا صغار لايؤخذ برأيهم ؟ أين ذهبت الرحمة فى قلوبكم أيها البشر وأنتم تدفعون بهؤلاء الأطفال بهذه الصورة فى عز البرد , وفى نفس الوقت ترتدون أنتم كل ماتملكونه من ملابس شتويه فوق بعضها إتقاء شر قسوة البرد , أتركوهم ومايعانونه من قسوة اليتم والفقر والأحتياج للعطف والحب والإحتواء والدفىء , ولاتكونوا أنتم وقسوة الحياة عليهم , الشعب ليس فى حاجه الى مثل تلك الأفعال ليؤكد حبه للفريق عبد الفتاح السيسى فهو رمزا وطنيا الكل يشهد بوطنيته وحبه لوطنه , والجميع يحبه ويحترمه ويحلم بأن يلبى طلبه ليكون رئيسا للبلاد طبعا بإستثناء المنتمين الى جماعة الإخوان المسلمين فلا تزجوا بالأطفال عامة والأيتام منهم خاصة فى العمل السياسى وإبحثوا عن طرق أخرى تعبرون بها عن تأييدكم أو رفضكم , ولاتجردوا الأطفال من طفولتهم وتحرمونهم من العيش بأمان , ولاترغمونهم على فعل أشياء يجهلونها حتى لايولد جيلا ضعيفا مقهورا مغلوبا على أمره يكون سلاحا موجها الى رقابنا فى المستقبل .