قوم
تولدت اقدارهم فارتحلت قافلتهم للعرآء ؛ لاشوارع لديهم ولاحآرات كتلك التي
نحيا بين زواياها فتؤثر بنا ونؤثر فيها ؛ صحراء جرداء هبطت اليها الشمس من
فوق عرين السماء فتبخرّ الزرع والماء ؛ ولم يبقي سوي الظلمة الحالكه
وبرودة موحشه تحلق بين اجوآءها النوارس
والصقور الجارحه ؛ تعسّ في الليل ليشخص نظرها صيد سمين يسدّ رمقها المذبوح
من لهيب الشمس وجحيم البروده ؛ صقر واحد يطلق زغرودة النصر وقت تعثره بشئ
عظيم ليتفرق صدي ذغرودته فتنتبه كل الصقور لتهرول في التحليق رقصا وطربا
احتفاء بتلك الوليمه المنتظره ؛ فقط... الصقور لاتعرف الرحمه ولاتفرق بين
انسان او حيوان ؛ كل ماتدركه ان الظمأ والجوع حين يأكلها فعليها ايجاد
الطعام ولو لم تجدا لتنآحرآ فيما بينهما ونهش القوي منهم الضعيف ؛ الصقور
تتوافد حول الصيد فأذ به امرأة افريقية في العقد الرابع ممصوصة الجسد نصفها
العلوي بغير غطاء يسترهآ ؛ اي ستر وهي بلا عوره ؛ لاتملك نهدا بارزا ولا
بطنا مكتنزه تغازل صرتها اعين الرجال ؛ فقط ... يبدوا وكأن العرآء جردها من
كل شئ فلم يترك لها سوي عظام تنبض فيها روح تلفظ انفاسهآ الاخيره ؛ الصقور
اعدت العدّه واقتربت بمنآقيرها المسنونة لدي حداد الجوآرح ؛ اقتربن من
المرأة الملصوقة بخشآش الأرض فلم تدمع عيناهم ولم يحضروا طبيبا لأغآثتهآ من
وجع خروج الروح ؛ فقط اطلقوا رصاص بنآدقهم ليبدأوا بمنطقة البطن فتخرج
قشرتها المحروقة من سيآط الشمس بيسر ويلتهموا امعآءهآ التي تقلصت ؛ كل ذلك
والروح لاتزل علي اعتآب النبض لم يفآرقهآ ؛ الصقور تتسآبق نحو اقتلاع
القلب ونشرات الاخبار حول العالم يتنافسن تفاخرا حول معونات الأغاثه التي
تحمل بين زوارقها القمح والارز والملابس ؛ الصقور والنوارس انتهين من
التهام الفريسه ؛ بينما محطآت الاخبار لاتزل تتبآهي بملايين الاطنان التي
ابتلعتها البحار قبل ان تصل
محمد رضا النجار .... قصة قصيره: افريقيا
إرسال تعليق