أهلا بكل مرشح

بقلم: صلاح منتصر

هناك نغمة استخفاف لا تليق‏,‏ تنطلق ضد من يفكر في ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية‏,‏ علي أساس أن المنصب محجوز لمرشح واحد لا تجوز منافسته هو المشير عبد الفتاح السيسي‏.‏

ورغم كل تقدير واحترام للمشير السيسي فإنني واثق أنه لا يسعده مايقوم به بعض الذين يتسابقون لتصور إرضائه, وأنهم يفيدونه بإخلاء ساحة الانتخاب له وحده, بينما الواقع أنهم بذلك يضرون بشخصه وبالديمقراطية. هذه الديمقراطية التي تعد علي رأس التحديات التي علي السيسي إثبات حرصه عليها ودعمها وتحقيقها.

ولتوضيح ذلك فإن المشير السيسي رجل عسكري, وهذا شرف له وللعسكرية. ولكن الثابت تاريخيا أن الرؤساء الذين حكموا مصر من خلفية عسكرية: جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك, ايا كان الخلاف علي إنجازاتهم وأخطائهم, فإن المؤكد أنهم خلال60 سنة لم يحقق واحد لبلاده أمل الديمقراطية أساس الحياة وقاعدة التقدم. ولهذا فالتحدي الكبير أمام الرئيس السيسي أن يثبت اختلافه عمن سبقوه من الرؤساء العسكريين, وأن يقود بلاده إلي طريق الديمقراطية السليم.

ولأن الانتخابات هي صورة من صور الديموقراطية, فلا بد أن يتم الحرص علي إجرائها في الإطار المناسب الذي يكفل حقوق المتنافسين, دون الإقلال من حق منافس بطريقة لا تليق, وأن يجري تأييد أو معارضة مرشح في الحدود المدعمة للديمقراطية, وإن كان ذلك لا يمنع من سخونة المعركة لأن في هذه السخونة الجادة ما يفيد الناخب والحياة السياسية أيضا.

من هذا المنطلق لا يسعد المشير السيسي أن يكون مرشحا وحيدا في ساحة خلت بعدتطفيش من يفكر في مغامرة الترشح فيواجه بما يؤدي إلي انسحابه خوفا من آثار المعركة عليه أدبيا, بالإضافة إلي خسارته المحتملة ماديا فيما سينفقه من فلوس في الدعاية الانتخابية.

إنني مع الترحيب بكل المرشحين أيا كانت اتجاهاتهم, فهذا يؤدي إلي خروج التيارات المختلفة والمتنازعة إلي النور, والاحتكام إلي الشعب الذي علي جميع المرشحين الوثوق في حكمه. أهلا بالمرشحين بل أهلا بالديمقراطية!
 صحيفة الاهرام