أصدرت دار الشروق الطبعة ثانية من كتاب الدكتور عمار على حسن "التغيير الآمن.. مسارات المقاومة السلمية من التذمر إلى الثورة" والذى يقع فى 410 صفحات من القطع فوق المتوسط، ويضم ثلاثة عشر فصلا، تتدرج من النظرى إلى التطبيقى مرورًا بالإجرائى، علاوة على استهلال سرد فيه المؤلف تجربته الشخصية فى ثورة يناير.
ويقول المؤلف: "بدأت هذا الكتاب عام 2006، وكنت أحسب أن لحظة التغيير آتية، وأن من الضرورى أن تكون هناك رؤية نظرية شاملة حولها، وكان هذا فى إطار موسوعة كاملة عن المقاومة بشتى ألوانها وأشكالها واتجاهاتها، لكن الثورات العربية اندلعت قبل أن يرى الكتاب النور، وآثرت أن أدفع بما انتهيت إليه فى هذا الكتاب، ليكون مرجعا للباحثين عن أفضل السبل إلى التغيير الجذرى الآمن".
ويحيل الباحث فى كتابه إلى مئات المصادر والمراجع، ما بين موسوعات وقواميس ودوائر معارف وكتب باللغتين العربية والإنجليزية ودوريات علمية ومقالات بحثية.
ويتناول الفصل الأول قضية "القوة الدافعة" بوصفها المصطلح السحرى لثقافة المقاومة، فيما يبحث الثانى عن "مرجعية أفضل للفعل المقاوم" من خلال طرح "منظومة قيم سياسية" بديلا للأيديولوجيات التى أصبحت تصدر الشقاق والبؤس والتحجر. أما الثالث فيحاول أن يرسم معالم "العقل المقاوم" وذلك من خلال إبداع طرق تفكير تلائم واقعنا المعيش.
وتدخل الفصول التالية فى صلب الموضوع، إذ يتناول الرابع منها "المواجهة الحذرة" بوصفها "الضلع السياسى الأعوج" ويطرح المؤلف عدة أساليب للمقاومة بالحيلة. ثم يدخل مباشرة إلى غمار "النضال السلمى" بشتى أساليبه وأنواعه المتراوحة بين الغمغمة وحتى العصيان المدنى، فى الفصل الخامس، لكن الفصل السادس يرفع هذا النضال درجة من خلال التصدى للثورة السلمية باعتبارها طريقا إلى التغيير الجذرى. ويعرج الباحث هنا على معنى الثورة وتجلياتها فى تجارب إنسانية وتاريخية عدة، حتى يمكن مقارنة الثورة المصرية بها.
ويتطرق الفصل السابع إلى "المواجهة الأخلاقية" بحثا عن سبل تعزيز الكرامة الإنسانية والروح الوطنية. فيما يتناول الثامن كيفية تقوية الذات عبر تعزيز البطولة والشجاعة الخلاقة، ويشرح كيف تؤثر هذه القيم المهمة تأثيرا بالغا على خلق المقاومة وحفر مسارها الطبيعى وبلوغها أهدافها النبيلة.
ويوسع المؤلف فيما بعد دائرة تناوله لأساليب التغيير من خلال البحث عن وسيلة ناجعة لاحتواء الصراع حول الهوية، وتقليل العنف المفرط لدى الشباب، وذلك فى الفصل التاسع من الكتاب. فيما يسعى العاشر إلى تلمس أقصر الطرق إلى تجاوز الطائفية عبر تدعيم الأرضية المشتركة للتعايش المستديم.
ويكمل الباحث على هذا الدرب، فيأتى الفصل الحادى عشر ليبحث عن "جسور متنية لتقارب طوعى" عبر آليات ومفاهيم وقيم ثقافية محددة. ثم الثانى عشر ليحاول اكتشاف سبل تعزز قدرات الأمة من خلال استنهاض الأرض والدين والمعرفة والسياسة، وأخيرا صور المقاومة الحضارية، وكيفية إيجاد مقاربة أجدى لحوار الحضارات.
وهذا هو الكتاب الثلاثون لمؤلفه، وهى عبارة عن عشرة أعمال روائية وقصصية وقصة للأطفال وعشرين كتابا فى علم الاجتماع السياسى والنقد الأدبى والتصوف، حاز الكاتب جوائز عن بعضها فى مقدمتها جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية، وجائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب فى التنمية وبناء الدولة، وجائزة "الفقه والدعوة الإسلامية"، وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى فى القصة القصيرة.
إرسال تعليق