جيهان السنباطى
لايكاد يخلو حديثاً بين إثنين أو أكثر منذ أكثر من ثلاث سنوات من بعض الكلمات التى تتردد فى أى تجمع وفى أى مناسبة والتى يرى فيها المجتمع المصرى أمانه وحريته وتحقيق طموحاته فى العدالة الإجتماعية والحياة الكريمة والتى من أجلها قامت ثورة يناير المجيدة , ومن أكثر تلك الكلمات التى تتردد على ألستنا حينما نتابع الأحداث على الساحة السياسية فى مصر هى كلمة "ديمقراطية" فهل تعلمون ماذا تعنى كلمة ديمقراطية ؟؟ رغم أن الديمقراطية ليس لها تعريف جامع مانع يصلح لكل زمان ومكان , لكن يمكننا التوصل الى تعريفها بشكل أوسع وشامل وعليه فنستطيع تعريفها بأنها شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين أى يمكننا القول أن الديمقراطيّة هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية. كما أن الانتخابات الحرة لوحدها ليست كافية لكي يصبح بلد ما ديمقراطياً فثقافة المؤسسات السياسية والخدمات المدنية فيه يجب أن تتغير أيضاً، وهي نقلة ثقافية يصعب تحقيقها خاصة في الدول التي اعتادت تاريخياً أن يكون انتقال السلطة فيها عبر العنف. وهناك العديد من الأمثلة المتنوعة كفرنسا الثورية وأوغندا الحالية وإيران التي استطاعت الاستمرار على نهج الديمقراطية بصورة محدودة حتى حدثت تغييرات ثقافية أوسع وفتحت المجال لظهور حكم الأغلبية. وتعتمد كل أشكال الحكومات على شرعيتها السياسية، أي على مدى قبول الشعب بها، لانها من دون ذلك القبول لا تعدو كونها مجرد طرف في حرب أهلية، طالما ان سياساتها وقراراتها ستلقى معارضة ربما تكون مسلحة . كما تدرك النظم الديمقراطية أن إحدى مهامها الأساسية هي حماية حقوق الإنسان الأساسية مثل حرية التعبير وحرية المعتقد وحق المساواة أمام القانون؛ وإتاحة الفرصة للتنظيم والمشاركة بصورة كاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع. أما المواطنون في ظل الديمقراطية فهم لا يتمتعون بالحقوق فحسب، بل إن عليهم مسؤولية المشاركة في النظام السياسي، الذي يحمي بدوره حقوقهم وحرياتهم. وتلتزم المجتمعات الديمقراطية بقيم التسامح والتعاون والتوصل إلى الحلول الوسط فالديمقراطيات تدرك أن الوصول إلى اتفاق عام على قضية خلافية يتطلب الوصول إلى الحلول الوسط التي قد لا تكون سهلة المنال دائما وكما قال المهاتما غاندي "فإن عدم التسامح في حد ذاته يمثل صورة من صور العنف وعقبة أمام نمو الروح الديمقراطية الحقة." خلاصة القول فإن الديمقراطية لها ثوابت تتجلى اليوم في مبادئ ومؤسسات وآليات وضمانات الدستور الديمقراطي كما أن للديمقراطية قيماً تتمثل في الحرية والمساواة والعدل والتسامح تفترض ضرورة قبول الآخر والتعامل معه على قدم المساواة. إذن فتطبيق الديمقراطية ليس بالأمر الهين خاصة فى بلد مثل مصر بظروفها الحالية وإذا أردنا تطبيقها فلابد من وجود بعض المتطلبات وأهمها تغيير الثقافة السياسية للناس، وإطار ثقافي وتشريعي يضمن استقرار التجربة الديمقراطية" وقانون تنظيم أحزاب وانتخابات تضمن تكافؤ الفرص للجميع، وحرية الاعتقاد والمشاركة السياسية وممارسة المظاهر المختلفة للتعبير عن الرأي والثقافة السياسية التي تقبل فكرة الاختلاف، فلابد من إطار عام يكفل ديمقراطية الممارسات وليس فقط ديمقراطية الإجراءات . بعد كل هذا هل تجدون أن مصر مؤهلة فى الفترة الحالية لأن تصبح دولة ديمقراطية ؟؟
إرسال تعليق