Home » » لايزال - أبناء الجاليات العربية يفتقدون هوية تربطهم مع لغتهم الأم

لايزال - أبناء الجاليات العربية يفتقدون هوية تربطهم مع لغتهم الأم

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 2 يونيو 2014 | 12:06 م


جدة: ياسر باعامر

يسعى المؤتمر الثامن لمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية المزمع عقده في 9 يونيو بمدينة ليل الفرنسية، إلى إدراج تعليم اللغة العربية ضمن الإطار المرجعي الأوربي المشترك للغات للمستوى الثالث والرابع (B1 – B2).
وأشارت أستاذة المعهد فاضلة مختارية في سياق حديثها لـ"الوطن" إلى أن المؤتمر يركز على إشكالية معرفية، ترتبط بعلاقة أبناء المهاجرين العرب (ما يعرفوا إعلامياً بالجيل الثالث)، مع هوية تعلم اللغة العربية، وقالت: "إن هذا يعد مؤشراً مقلقاً في ربطهم بلغة الضاد".
وحيال عدم إدراج اللغة العربية واعتمادها ضمن المعايير الأكاديمية و العلمية المتعارف عليها وفق الإطار المرجعي الأوربي المشترك للغات في فرنسا، قالت: "إن المسؤولين يبررون ذلك بصعوبة تعلم اللغة العربية، من بين اللغات المعتمدة في الإطار المرجعي الأوربي".
وأضافت مختارية التي قضت 7 سنوات في تدريس العربية، أن التعامل مع تعلم اللغة لا زال خارج صفوف الدوام المدرسي (كنشاط لا منهجي)، وقالت: "لم يعد تدبير شأن تعليم اللغة العربية في دول الاتحاد الأوروبي ذلك المجال غير المنظم، بل بدأ يأخذ طريق الاندماج في المنظومات التربوية الأوروبية، ويخضع كأي لغة حية للتحكيم انطلاقا من المعايير الأكاديمية والعلمية المتعارف عليها وفق الإطار المرجعي الأوربي المشترك للغات، الذي يعتبر المقياس العالمي لقياس القدرات والكفاءات اللغوية ويتيح للطلبة والمدرسين والإداريين فرصة التركيز على قدراتهم اللغوية واستخدامات اللغة، بدلا من التركيز على الحصول على علامة محددة في أي من الاختبارات المعروفة، وهذا الإطار مستقل عن أي منهاج دراسي أو نظرية تعليمية، الأمر الذي يؤمن استقرارا طويل الأمد للمؤسسات في حالات تعديل وتغيير المناهج الدراسية".
وينطلق المؤتمر من الرغبة المتزايدة للحكومات الأوربية في دمج و تطوير تعلم اللغة العربية في منظوماتها التربوية وفق الإطار المرجعي، و ذلك تنفيذا لقرار CEE /486/77 للجنة الأوربية بتاريخ (25 نوفمبر 1977) القاضي بإقرار برنامج اللغة العربية والثقافة الأصلية كحق لأبناء العمال المهاجرين.
ويشير القائمون على المؤتمر إلى وجود طلب متزايد يبديه أبناء الجاليات العربية في أوروبا في تعلم اللغة العربية، ويتحدث بها أكثر من 15 مليون أوربي أو مقيم بأوربا من ذوي الثقافة والأصول العربية، ويستعملها أكثر من 25 مليون مسلم لفهم الأصول الدينية في أوروبا.
ويطرح المؤتمر الثامن ثلاثة أقسام رئيسية حول واقع تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها في أوربا، أولها التعليم المندمج في المنظومات التربوية ويقوم على تنفيذ ذلك معلمون مختصون إما مبعوثون من دول عربية أو من جامعات أوروبية، إلا أن منهم من يستخدم عامية بلده في تدريس اللغة العربية، ومنهم معلمون غير ناطقين بالعربية ويفتقرون إلى الأداء اللغوي المتمكن الذي يساعد على النطق السليم للأصوات أو التداخل بين اللغة العربية ولغته الأم.
القسم الثاني حيال واقع تدريس "الضاد" هو "التعليم غير النظامي" الذي يتم عن طريق المراكز والجمعيات الثقافية التي تعنى بتعليم اللغة والثقافة العربية ويقوم بتنفيذها مجموعة من المعلمين غير المتخصصين ويمارسون التدريس باجتهادات شخصية.
أما المسار الثالث الذي يطرحه القائمون على المؤتمر، وهو التعليم عن بُعد، التعليم باستخدام التقنيات الحديثة في العمل التربوي التي أعطت حلة جديدة للعملية التعليمية، نظرا للأساليب الجديدة التي أضفتها المقارنة بين هذه المنهجيات الحديثة مع سابقاتها من المنهجيات التقليدية.
معتبرين هذا المسار إضافة، وأحدثت قفزة نوعية في استعمال واعتناق الأساليب التكنولوجية الحديثة في التعلم، الذي يسر لعدد كبير من الأشخاص فرصة مواصلة التعليم أو الرجوع إليه بعد الانقطاع عنه، مكيفين ذلك مع ظروفهم العائلية والمهنية في أفق اكتساب المهارات الجديدة وتحسين ما هو موجود من أجل مواصلة التطور الحاصل في شتى الميادين.
ويقوم المؤتمر على 6 أهداف رئيسية، تسلمت "الوطن" نسخة منه، كتطوير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وفق الإطار المرجعي الأوربي المشترك للغات (المستوى الثالث والرابع). واقتراح كتاب مدرسي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وفق الإطار المرجعي الأوروبي للغات، مع إعداد منهج متكامل لتعليم اللغة العربية. ويرتبط الهدف الرابع بإعداد معايير للجودة والإتقان خاصة بمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وتطبيق المعايير والمواصفات الأوروبية المتعلقة بالمعلم.
ويركز الهدف الخامس على برامج تأهيل وتدريب لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وتطويرهم تربوياً وتزويدهم بالمهارات والكفايات اللازمة. أما الهدف الأخير، فيسعى إلى تشجيع الدراسات والبحوث في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ووضع المنهجيات التي تساعد على إدراج تعليم اللغة العربية ضمن المنظومة التربوية الأوربية.
الوطن
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق