Home » » صعود التيار الإسلامي يؤكد دور تركيا وإيران في ثورات الربيع العربي ..بقلم : شيريهان المنيري

صعود التيار الإسلامي يؤكد دور تركيا وإيران في ثورات الربيع العربي ..بقلم : شيريهان المنيري

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 18 يوليو 2012 | 4:40 م


 

لاشك أنه بقراءة الخريطة السياسية المُترتبة علي الأحداث التي شهدتها دول الربيع العربي، يتضح تقارُب مُسبباتها، حيثُ إنهُ بالرغم من التسليم بخصوصية كُل تجربة كتطور منطقي لدواعي الثورات الشعبية، إلا أن تصاعُد تيارات الإسلام السياسي اتضح بشدة. وهو الأمر الذي من شأنهِ أن يكون له تأثيراً مُباشر علي تشكيل مستقبل المنطقة وصياغة العلاقات بين دولِها. وعلي صعيد آخر برز الاهتمام الإقليمي والدولي بتلك الأحداث نتيجة تخوف القوي المعنية بتأثيراتها وانعكاساتها علي مصالحها الأمنية والاقتصادية، وخاصة في ضوء تغيير توجهات أنظمة الحُكم بها، وبعض المواقف التي يجدُر الإشارة إليها مثل: اتباع إيران سياسات متضاربة بشأن الثورات العربية، ففي الوقت الذي أيدت فيها تلك الثورات في كل من تونس ومصر واليمن، باعتبار ذلك امتدادا للثورة الخومينية من وجهة النظر الإيرانية، إلا أنها تُعارض وبشدة أية تدخلات في الشأن السوري. أيضاً مُحاولة تركيا تدعيم دورها علي مستوي القضايا العربية المُثارة، سواء فيما يتعلق بالموقف في كل من العراق وسوريا، أو بالنسبة للقضية الفلسطينية. بجانب ترقب القوي الكبري للتطورات السياسية في الدول التي قامت بها الثورات الشعبية، وخاصة في مرحلة التحول الديمقراطي وتفاعُلاتها المُختلفة. في ضوء ما سبق عقد المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية مؤتمراً مُشتركاً مع مؤسسة الإمام الحكيم العراقية تحت عنوان "دور وتأثير القوي الإقليمية غير العربية (تركيا- إيران) علي مُتغيرات العالم العربي". انعكاس الثورات الخارجية ذكر د.عادل سليمان المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات، أنهُ لاشك أن تصاعُد التيار الإسلامي الوسطي في المنطقة العربية، أصبح لهُ تأثير مُباشر علي مُستقبل المنطقة والعلاقات فيما بين الدول بعضِها البعض. في حين أكد السيد علي الحكيم الأمين العام لمؤسسة الإمام الحكيم العراقية علي أهمية التغيرات التي حدثت في المنطقة مؤخراً. وأضاف أن الصراع لم يكُن مُقتصراً بين السلطة والشعوب لكن كان بين أطراف مُختلفة مثلما حدث في العراق من تخوين شعب بأكملهِ. وأيضاً في اليمن من مُحاولات للسيطرة والهيمنة. وعبر أ. جميل مطر عضو مجلس تحرير جريدة الشروق، عن تفاؤلهِ قائلاً: "إننا انتقلنا من مرحلة الثورة إلي مرحلة التضاد مع الثورة ومُقاومتها، مما يعني أن الثورة مازالت مستمرة". وأرجع أسباب تفاؤلهِ إلي أن هُناك إنجازات لا نستطيع أن نُنكرها، حيثُ بدأنا في فهم مُجتمعنا العربي. بالإضافة إلي حدوث تسييس للمجتمع بشكل غير مألوف في التاريخ المصري. بمعني أننا أمام مرحلة ستُعاد فيها توازُنات القوة داخل كُل منظومة. وقال: "إننا يجب أن نتساءل من أين جاءت أُسس هذه الثورة ؟!". وأكمل مُفسراً لاشك أنهُ كان هُناك سنوات عديدة من القمع في الدول العربية مُنذ الاستقلال تقريباً. مما أدي إلي وجود حالة من التمرد في المنطقة العربية بأكملها، ومصر بشكل خاص في العشر سنوات الأخيرة. وأضاف أنهُ يلاحظ بوضوح إفلاس النخبة الحاكمة العربية بكُل ما تمثله من أطياف في تلك الظروف، فهي لم تُقدم حلولاً مُناسبة للمشاكل التي عانتها الدول العربية. كما أشار إلي وجود دور أجنبي في هذه الثورات والذي ذكر أننا لا يمكن أن نذكُر أنهُ هو الدور الذي أشعل هذه الثورات، لكن يمكننا القول بأنهُ كان دوراً مُفجراً لتلك الثورات فقط، وأنهُ من الخطأ إنكاره أو التقليل من شأنه، وفي نفس الوقت من الخطأ تهويله. أما عن السلبيات فذكر مطر أنهُ يأتي في مُقدمتها حدوث انفجار للقضايا الطائفية، بجانب أننا أصبحنا أمام عمل التيارات الدينية بالسياسة وبشكل واقعي، وليس نظرياً كما سبق. وأخيراً قال: "الدين.. دين، والمُشكلات السياسية لا يحلها الدين. لأنهُ إذا دخل في السياسة سيتعرض للخطر والتشويه". وأشار أ.سركيس ناعوم صحفي وخبير بالشئون المحلية والإقليمية والدولية بلبنان، أن نجاح تركيا الإسلامية في القيام بدور عربي وإسلامي يتوقف علي انتهاء مرحلة التبسيط والسذاجة التي مرت بها بعد اشتداد حاجة العرب إليها. فهي اعتقدت في البداية أنها قادرة علي تنفيذ أدوار صعبة ومُعقدة مثل حل قضية فلسطين واستمرار علاقتها بإسرائيل. وأيضاً حماية العرب السنّة الخائفين من إيران والمد الشيعي مع الاحتفاظ بعلاقة جيدة معها في نفس الوقت. بالإضافة إلي الحصول علي عضوية الاتحاد الأوروبي رغم إسلاميتها، ورغم تصاعُد الخوف الأوروبي من الإسلاميين المُتشددين وارهابهم. كما ذكر د.إسماعيل عبد الحسين باحث ومدير برامج مركز أعمال "أور" للدراسات والبحوث الاقتصادية، أن التخوف في الحكومة العراقية يكمُن في الخوف من وصول السلفيين إلي الحُكم في سوريا. وأنهُ يري أن الحكومة العراقية كان يجب عليها التعديل من سياستها في التعامُل مع الحكومة السورية. وأكد أهمية إعادة السياسية الاستراتيجية مع إيران، والاستفادة من التجربة الاقتصادية التركية والتي حققت مكاسب كبيرة. وقال د.محمد عبد السلام رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية - الأهرام: "إن الإقليم لم يعُد كما نعرفهُ بل أصبحت لهُ سمات مُختلفة تماماً تُشبه ما حدث في بداية الخمسينات". ثُم أضاف اعتقادهِ بأن صعود التيارات الإسلامية وظهور تيارات مُختلفة مُنبثقة من التيار الواحد، وحدوث تطورات عكسية بشكل واضح داخلِها، من المُمكن أن يتسبب في حدوث قليل من عدم الاستقرار الداخلي. وتمني أن يكون الثمن الذي ستدفعهُ مصر قليلاً حتي تستقر الأوضاع. لأنهُ يخشي أن نسير علي خُطي باكستان. أما عن الانعكاسات الإقليمية علي الوطن العربي فذكر أنها تكمُن في : حدوث حالة من الشلل الكامل في السياسات الخارجية طوال الثورات في المنطقة العربية. حيثُ الخلافات الداخلية الحادة. وحدوث فراغ كامل مثلما حدث في العراق عام 1991 . واحتمالات حدوث حرب باردة إقليمية. وأيضاً تصاعُد سياسات الهوية في المنطقة، والتي يمكن أن تتسبب في إرباك المنطقة بشكل كبير. كما أشار عبد السلام إلي أن الفاعلين الرئيسيين في المنطقة هم: إيران ومصر والسعودية وإسرائيل وسوريا،... بالإضافة إلي مُلاحظتهِ إنكماش الدور الإيراني، وارتباك الدور التركي، وغياب الدور السوري، بجانب ترقب من إسرائيل. وأخيراً قال: "لقد أصبح لدينا إقليم مُختلف تماماً ستكون سمتهُ الرئيسية عدم القُدرة علي التنبؤ". (إيران - تركيا) أكد د.إبراهيم بحر العلوم وزير النفط العراقي سابقاً، أنهُ لا ىُمكن إخفاء تأثير هذه القوي الإقليمية غير العربية في الواقع العربي منذ التسعينات من القرن الماضي، والتي تزايدت أدوارها وتأثيراتها خلال السنوات الماضية. وخاصة بعد انحسار الدور المصري في العقدين الآخرين واقتصاره علي الوضع الفلسطيني. كما ذكر أن التكهُن بمُستقبل العلاقات بين هذه الدول الثلاث في المنطقة سابقاً لأوانهِ. أما عن الحساسية التي كانت تحكُم العلاقات المصرية - الإيرانية في السابق فذكر أنها تبدلت ولم تُصبح كما مضي. وأشار إلي أنهُ حتي استقرار الأمور في مصر سيبقي التنافُس بين إيران وتركيا في مناطق أُخري قائماً. كما أكد ضرورة التطلع إلي آفاق عربية جديدة من خلال : دراسة التجربة العراقية، فهُناك محطات مُشتركة ىُمكن للنخب والأحزاب السياسية والثقافية ومراكز الأبحاث الاستفادة منها بإيجابياتها وسلبياتها لتفهم طبيعة التحولات ومُحاولة تجنب الكثير من الإشكاليات التي ىُعانيها الوضع العراقي. وتطوير العلاقات المصرية العراقية وتفعيلها من خلال الاستفادة من موارد مصر البشرية والتقنية في مُشاركة جادة في بناء العراق تُساهم في تعزيز موارد مصر وتفعيل دور الاستثمارات المصرية بما يعزز التوازن الاقتصادي. وتطبيع العلاقات مع إيران وتركيا، فسياسة المحاور الاقليمية تدفع بالتوترات وتُنذر باندلاع النزعات والحروب. أيضاً التوجس من نزاعات الطاقة، فازالت الهواجس قائمة خوفاً من تفاقُم النزاعات بسبب موارد الطاقة (النفط والمياه) ولابد من تصور عقلاني يستند إلي مبدأ التكاملية بين هذه البلدان لينزع فتيل أزمات مُستقبلية متوقعة. بجانب أن دول التغيير يجب أن تأخُذ دورها السياسي في الوقوف أمام مُحاولات تقسيم المنطقة علي أُسس طائفية وعرقية، حيثُ إن هذه الهواجس لا ىُمكن إغفالها. وبالتالي فعلي المنظومة العربية والقوي الإقليمية المؤثرة مُواجهة هذه التحديات والحفاظ علي وحدة استقلالية الدول. بالإضافة إلي سياسة عدم الانحياز حيثُ إن وتائر الصراع الدولي في المنطقة في ازدياد مما يهدد وحدة بلدانها واستقلاليتها. كما أن إقامة علاقات مُتوازنة بين القوي الكبري وبين القوي الإقليمية المؤثرة ستدفع باستقرار المنطقة. كما أشار بحر العلوم إلي الدور الاقتصادي لهاتين القوتين في العراق من خلال رصد التبادُل التجاري بين العراق والدول المحيطة به. حيثُ إن حجم التبادُل التجاري الاستيرادي بين العراق والدول المحيطة لعام 2010 مثلاً كان بحدود 30 مليار دولار للقطاع الخاص، وبحدود 10-15 مليار للقطاع العام. أما التوزيع الجغرافي لهذا التبادُل التجاري فيوُزع إلي أن الثُلثين من مجموع حوالي 45 مليارا تُهيمن عليه الدول الاقليمية بحدود 12-15 مليارات لتركيا، وبحدود 7-8 مليارات لإيران. أما دول الجوار العربي بحدود 3 مليارات لسوريا، والأردن بحدود 1.5 مليار، والإمارات بحدود 5 مليارات. أما الثلث الآخر فتُهمين عليه البلدان الآسيوية، ثُم يأتي بعدها أوروبا وأمريكا. ومما سبق ذكر بحر العلوم أننا نستنتج أن المُسيطر الأساسي علي السوق العراقية هم الأتراك والإيرانيون. وأنهُ عند مراجعة حجم التبادُل التجاري بين البلدان الإقليمية والعراق نجد ضآلة التبادُل التجاري بين العراق والبلدان العربية. أما بالنسبة لنجاح تركيا وهيمنتها علي السوق العراقية ورغم وجود الكثير من التعقيدات السياسية، فأشار إلي أنها تجرُبة تستحق الدراسة. حيثُ إنهُ في العراق اليوم أكثر من 400 شركة تركية تعمل لتنفيذ مشاريع بنية تحتية وخدماتية فضلاً عن استثماراتها الكثيرة في كردستان العراق. بالإضافة إلي أن التحرك التركي التجاري كان محصوراً في أربيل بدرجة كبيرة ولكن في العامين الماضيين تمكن القطاع الخاص التركي بإيجاد موطئ قدم لهُ في الوسط والجنوب بغض النظر عن الدور الإيراني التجاري حيثُ يتحرك في السليمانية وأربيل إضافة إلي مناطق الوسط والجنوب . في حين أشارت د.نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية-جامعة القاهرة، إلي أن الدور الإيراني من المُتوقع أن يكون عُنصراً من عناصر الضغط في المنطقة، وأن التغير الشامل الذي حدث في الخريطة السياسية للشرق الأوسط قد يكون من الأسباب الرئيسية لحدوث ذلك. وتري أن القوي الإسلامية الصاعدة ليست كُلها في وفاق مع إيران، أي أنهُ صعود إسلامي لكن ليس علي الهوي الإيراني، حيثُ إن هُناك سقفا للتعاوُن بين إيران والإخوان المسلمين. كما تحدثت مسعد عن مُحاولات الاتحاد بين الدول التي لم تصل إليها الثورات حتي الآن، وتكوين جبهة قوية لمُواجهتها مثل الدول الملكية التي استخدمت كُل ما لديها من قوة لاحتواء الأزمات وموجات الإحتجاج التي طالتها إما عن طريق الهبات المالية الضخمة، أو فتح ملفات الفساد والتحقيق فيها...إلخ. وذكرت أيضاً أن أبرز مظاهر عدم الاستقرار في المنطقة تتمثل في: عودة خطاب تصدير الثورة، والتصعيد غير المسبوق في العلاقة مع دول الجوار، والعزف علي مسألة البُعد الديني. وأخيراً حذرت من أنهُ إذا فُتح باب تصدير المذهب الشيعي أو السُني بين الدول، فهو لم يغلق قط. أما عن أبرز القضايا التي من المتوقع أن تكون محطاً للصراع والجدل بعد ثورات الربيع العربي فقد ذكر د.عبد الحسين شعبان كاتب واستشاري في عدد من الدوريات الإعلامية والثقافية بالعراق، أنها ستكون عن نشر الدروع الصاروخية لحلف الناتو في تركيا وعلاقة ذلك بالملف النووي الإيراني. كما ذكر شعبان أن "اسرائيل" كانت الأكثر تأثراً ومُراقبة للحراك الشعبي العربي، وقال مُتسائلاً: "إذا كانت إسرائيل قد اعتبرت أن تغيير النظام التونسي قد يخل بمُعادلة الصراع العربي- الاسرائيلي، فما بالك بالتغيير الذي حصل في مصر؟!" وهو الأمر الذي ذكر أنهُ جعلها في حالة استنفار وقلق، وأيضاً مُمانعة لإحداث أي تغيير في العالم العربي، خوفاً من التأثير علي اتفاقيات الصلح المُنفرد، و"كامب دايفيد" لعامي 1978-1979 وما تبعها من صيغ ومُعادلات بما فيها اتفاقية "أوسلو" عام 1993 التي وصلت إلي طريق مسدود. وأخيراً ذكر شعبان أن الربيع العربي قلب كثيرا من المُسلّمات والبديهيات ليس فقط في البلدان العربية، بل وبشأن العلاقة مع دول الجوار الإقليمي أيضاً، وخصوصاً تركيا وإيران، ومن ثم فهو يعتقد بأن نهوض مصر المحتمل ومعها الدول العربية التي شهدت تغييرات باتجاه الانتقال الديمقراطي، واستعادة الأمن والاستقرار، واسترجاع هيبة الدولة ومُعالجة آثار الماضي ىُمكن أن ىُبلور مشروعاً عربياً جديداً، لاسيما إذا أُعيد تأسيس وبناء المجتمعات العربية وفقاً لعقد اجتماعي جديد بين الحاكم والمحكوم، أساسه تداوُل السلطة سلمياً، وحُكم القانون واستقلال القضاء، ومُحاربة الفساد المالي والإداري وتأكيد مبادئ المُساواة والمُواطنة والمُشاركة واحترام الحقوق والحريات. في حين أشار د.محمد نور الدين باحث مُتخصص في الشئون التركية بلبنان، إلي عاملين أثرا سلباً علي استمرار النهج التفاعُلي بين تركيا ودول الجوار، الأول: هو الاعتداء الإسرائيلي علي سفينة مرمرة في نهاية مايو 2010 والذي استهدف الدور التركي المُتعاظم بعد نجاح تركيا مع البرازيل في التوصُل إلي اعلان طهران في 17 مايو 2010 حول البرنامج النووي الإيراني. وذكر أن الاعتداء علي مرمرة رسالة فهمها الأتراك جيداً، والتزموا بها وكانت الفاتورة الأولي التي دفعتها حكومة حزب "العدالة والتنمية" هي المُوافقة في قمة "لشبونة الأطلسية" في نوفمبر 2010 علي نصب نظام رادارات الدرع الصاروخي علي أراضيها. وهو نظام موجه في الأساس ضد روسيا وايران. مما مّثل بداية مسار جديد من الشكوك في العلاقة مع ايران وحلفائها في المنطقة. أما الثاني: فقد تمثل فيما سُمي بـ "الربيع العربي" والذي وجد فيه الأتراك فُرصة للإفلات من أن تكون تركيا مُجرد شريك للاعبين اقليميين آخرين مثل ايران في تزعُم المنطقة، ولتنتقل لتكون اللاعب الإقليمي الأوحد. مما كان يتطلب إضعاف اللاعب الإيراني تحديداً ومن معه. ثُم تحدث نور الدين عن انتقال تركيا من دور القوة الناعمة إلي القوة الخشنة التي تُهدد الجميع من سوريا واسرائيل إلي قبرص. وأيضاً تحول السياسة التركية إلي سياسة أكثر أطلسية وارتماء في أحضان الناتو. بالإضافة إلي أنها أصبحت أكثر مذهبية من خلال مواقف وتصريحات ومن خلال التعاون مع دول ذات طابع سني. وذكر أ.محمد عباس ناجي باحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن الثورات العربية بلا قائد ولكنها استغلت الاستقطاب الأيديولوجي بين القوة المُختلفة الموجودة في الساحة حالياً. مما ىُلقي الضوء علي فكرة الاهتمام بأن هُناك نوعا من الرفض من قِبَل المُشاركين في تلك الثورات لنسبها إلي قوي دون الأُخري. ويري ناجي أن مُجرد سقوط الأنظمة السياسية ليس دليلاً علي نجاح هذه الثورات، وهذا ليس بأمرٍ سلبي ولكنهُ منطقي، ولذلك فربما ستسود حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لبعض الوقت. وأضاف أن النموذج التركي والإيراني بِهما العديد من الثغرات التي يصعُب تطبيقها علي الدول العربية. وتساءل كيف نسير علي نهج تلك النماذج وهي نفسِها تُحاول تغيير بعض الثغرات التي تُعانيها ؟! وأشار إلي أن هُناك فجوة بين الطموحات والقُدرات في إيران وتركيا. ولذلك فهو لا يعتقد أنهما سىُصبحان القوي التي سىُحتذي بها في الشرق الأوسط. فالثورات العربية كشفت محاور الفرز والاستقطاب بين إيران وتركيا، وحولت العلاقة بينهُما إلي علاقة خصوم الأصدقاء، وهُناك مؤشرات كثيرة إلي التنافُس القوي الموجود بينهُما حالياً. بالإضافة إلي أن تركيا أصبحت أمام إشكالية كبيرة في التعامُل مع الثورات العربية وتداعياتها. فعلي سبيل المثال وجدت نفسها أمام خيارات ضيقة في الحالة السورية، مما دفعها إلي تبني سياسة هادئة في التعامُل معها. كما أشار ناجي إلي تصورهِ بأن ما سيحدُث في الفترة المُقبلة سيزيد من حدة التوتر بين إيران وتركيا، وأيضاً سيؤدي إلي إعادة النظر مرة أُخري في علاقاتها مع الدول الأُخري. وقال: "أؤيد فكرة أن دور مصر الإقليمي إذا استُعيد مرة أُخري سيكون لهُ أثر كبير علي استعادة التوازُنات في المنطقة العربية". توصيات * المطالبة بوجود مشروع عربي موحد ومشترك ليكون بديلاً عن المشروعات المطروحة من الخارج. * ضرورة دراسة المشكلات الاقتصادية التي تؤثر سلباً علي العلاقات العربية مع دول الجوار، وخاصة قضية المياه المشتركة (دجلة والفرات - نهر النيل). * التأكيد علي أهمية التعاون الثقافي (الأدبي - الفني) لمعرفة الآخر عبر تبادُل الزيارات لتعزيز العلاقات بين الدول العربية والقوي الإقليمية (تركيا وإيران). * مُطالبة مصر بالتعاون والتنسيق مع العراق من أجل إنجاح عملية التغيير في المنطقة العربية ومُواجهة النفوذين الإيراني والتركي. * أهمية أن تعمل النخب السياسية العربية بشكل مُكثف لمُواجهة التحديات الحالية، ولاسيما التحديات الداخلية في ظل انكشاف المجتمعات العربية أمام عملية التغيير. * التأكيد علي أهمية دور الأزهر في مصر ومؤسسة النجف في العراق باعتبارهِما يمثلان الإسلام المُعتدل في الوطن العربي والمنطقة ككُل، لمُواجهة الانقسامات الطائفية والمذهبية داخل الدول العربية. * أهمية الأخذ بعين الاعتبار أن تركيا أصبحت وكيلاً كاملاً للغرب في المنطقة، بما يخدم المصالح الاستراتيجية لهُم، والحفاظ علي الأمن القومي الإسرائيلي، ومن ثم لا يجب الرهان علي تغير سياسات تركيا تجاه المنطقة العربية."القاهرة"
بقلم : شيريهان المنيري

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق