بقلم الشاعرة الكبيرة - فاطمة الزهراء فلا:
المشهد السياسي في مصر مرتبك, الصورة مشوشة والشعب أصبح مكتوبا علي جبينه علي رأي فهد بلان قلة الراحة مثل السفينة بلا ربان يلعب بها الموج سباحة , إنه الكوميديا السوداء التي كما تبدو وكما يقول العامة اللي نبات فيه نصبح فيه ..جهل وتخلف ولا عمل ولا تقدم وكلام علي الشاشات لمجرد أكل العيش ,والسؤال متي تنتهي معاناة الشعب ؟ هل بعودة مرسي؟ بالطبع لا , ومانجده من مظاهرات في رابعة والنهضة سنجده بصورة أوسع في كل ميادين مصر . ولذلك أنا أري المشهد بل والفيلم كله مفبرك لا أدري لصالح من سوي اسرائيل وبالطبع أمريكا وبرغم أن الشعب بكامل إرادته الحرة دعما لشرعيته اتخذ قراره وعزل مرسي , واعتقدنا أن ستائر النسيان أسدلها الزمان علي عهد الإخوان إلاا أنهم لا يزالون مصرين علي عودة الكرسي لمرسي ليس حبا فيه ولكن حبا في مصالحهم الشخصية في حكمه , وما يحدث الآن من عنف ليس إلا إثارة البلبلة والإرهاب داخل الشعب وانقسامه بهذا الشكل المخبف ,والجديد الذ ي أدي إلي صعوبة الأوضاع السياسية عدم وجود مشروع واضح وعدم وجود كفاءات معدة لإدارة مؤسسات , المشهد علي كل الأصعدة مُرتبك وتوتّرات طائفية وسياسية تهدأ هنا، لتشتعل هناك، ويُهدد استمرارها بتفاقُـم الأوضاع والأزمات التي تعاني منها البلاد، التي ما زالت في سنواتها الأولى، بعد ثورةٍ أطاحت بنظام ديكتاتوري مستبِـد، أذاق الشعب ويْلات الفقر والجوع والجهل والبطالة، على مدى ثلاثة عقود مُتتالية، واستبدلته بنظام جديد، لم يتمكّن من حلّ مشاكل المصريين وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، التي لخّصها شعارهم التاريخي "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".
, لكن هل تحققت العدالة ؟ وهل عشنا في حرية ؟ بالتأكيد لا..وحينما نزل الجيش علي إرادة الشعب وأطاح بتيار لا يدري عن الحكم إلا شهوة السلطة أشاعوا الأقاويل وقالوا انقلابا علي الشرعية .أي شرعية التي ذاق فيها الشعب الويل في أبسط حقوقه الكهرباء والسولار ثم عادوا وقالواوأشاعوا الأكاذيب , و منذ فترة تم ترويج خبر كاذب مفاده بأن موجه عن انشقاق قائد الجيش الثانى الميدانى بعد خلع مرسى ثم تبعه بعد أيام محاولة اغتيال لنفس الرجل - قائد الجيش الثانى الميدانى - وللقصة تحليلات وسيناريوهات عدة /
أولاً : محاولة خفض الروح المعنوية لقواتنا المسلحة من خلال إظهار انه ليست المواقع العسكرية الثابتة فقط فى مرمى النيران وإنما أيضاً الأهداف المتحركة من جنود وقيادات ومركبات وعليه إثارة الإضطرابات بين أفراد القوات المسلحة
ثانياً : مع تزايد الهجمات الغادرة على قواتنا المسلحة لايكون لدى الجيش بديلا عن اتخاذ إجراءات أكثر شدة وحسما فى مواجهة عصابات لاتعرف سوى لغة التدمير والعنف ، وهنا يجد الإخوان ومن على شاكلتهم الفرصة لبث مزيد من الدعايات والدعوات للتدخل الخارجى فى مصر استمرارا لمسيرة الاخوان فى استقوائهم بالخارج وتقديم فروض الولاء والطاعة للأمريكان ، والتى ظهرت جليه فى البيان الرسمى لحزب الحرية والعدالة الإخوانى بعد أحداث الحرس الجمهورى الذى نص على (كما يدعو الحزب المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية وكل أحرار العالم إلى التدخل لوقف المزيد من المجازر وإسقاط الغطاء عن ذلك الحكم العسكري كي لا تكون هناك سوريا جديدة في العالم العربي) ، لذا بدأت عملية ترويج مصطلحات من نوعيه كتائب السيسى - نفس المصطلحات والتسميات التى استخدمها عملاء التدخل الأجنبى فى ليبيا وسوريا - وانقلاب الجيش على الشرعية والشريعة ، وخيانته للعهد والوعد والأمانه
إن الواقع السياسي المصري أصبح الآن مفتوحاً أمام احتمالات استدعاء السيناريوين الجزائري والفنزويلي بفعل إقصاء «الإخوان» عن المشهد السياسي مع تصاعد منحى العنف والعنف المضاد ودخول المؤسسة العسكرية طرفاً فيه، كما حدث في الجزائر عام 1992 وبفعل إصرار «الإخوان» كذلك على إعادة رئيسهم المعزول إلى سدة الحكم، كما حدث في فنزويلا عام 2002 إلا أن الكارثة الكبرى في ذلك تكمن في جدلية ذلك الاستدعاء لأن البيئة السياسية المصرية انفتحت على احتمالين لا يعكسان الطبيعة النوعية الخاصة لعملية التحول الديموقراطي فيها مقارنة بالحالتين الجزائرية والفنزويلية، إلا أن هناك بعض التشابهات الطفيفة التي قد تدفع جماعات الإسلام السياسي إلى جر البلاد في كلا الاتجاهين معاً، إذا تعثرت الفرصة أمام مبادرة عاقلة ومتوازنة وعادلة لنزع فتيل تلك الأزمة مبكراً
إرسال تعليق