جمال الشرقاوي يكتب : \ لا تصالح \ ؟؟؟

لا تصالحْ

يا شعبُ مصرُ 

مَن قتلوكَ بلا سببْ 

لا تصالحْ 

يا رئيسُ مصرُ 

مَن قطفوا عيوننا مثل قطفات ِ العنبْ 

لا تصالحْ

يا شيخ ُ الأزهرُ مَن أشعلوا النارَ في الحَطـَبْ 

لا تصالح ْ

أيها ـــــ البابا ـــــ مَن هدَموا الكنائسَ 

مضغوا كرامتكم في الدروس ِ و الخـُطـَـبْ 

لا تصالحْ 

أيها ـــــ القضاءُ ـــــ مَن أرادَ افتراسَكَ 

و الأمرُ المباشرُ قد وَجـَبْ 

لا تصالحْ 

يا ـــــ أمنُ ـــــ مصرُ مَن تآمرَ عليكَ 

و مازالَ يحاولُ اللعِبْ 

لا تصالحْ 

يا جيشُ مصرُ العظيمُ مَن أرادَ هزيمتكْ 

كشـِّرُ عن أنيابـِكَ

و هاتَ النصرَ بالغضبْ

يا أيها الكلُ و الجميعُ 

لا تصالحْ

ـــــ فالإخوانُ و السلفيَّة ُ ـــــ 

أولَ مَن علىَ الوطن ِ انقلبْ 

آثاروا علينا ألأممُ 

هيَّجوا علينا ـــــ الصهيو أمريكي ـــــ 

يُبيدُ بأسلحةِ الدمار ِ الشامل ِ أقوام ِ العربْ 

خرجوا علىَ المسلمينَ و الآمنينَ 

رافعينَ راية َ القتل ِ و السحل ِ 

يستحلون الدماءَ و الشغـَـبْ

لا تصالحْ

مَن يستبيحُـنا

مَن يخوضُ في دمنا حتىَ الرُكبْ 

لا تصالحُ المشاهيرُ منهم 

فالخلايا النائمة ُ تنخرُ كالسوس ِ 

في عظم ِ الشعب ِ ياللعَجَبْ

لا تصالحْ

ـــــ فالإخوانُ خوارجُ العصر ِ ـــــ 

أولَ مَن حرَّفوا الإسلامَ 

أولَ مَن جَمَّدوا النصوصَ الإلهيَّة ْ 

لا تصالحْ 

أولَ مَن يمرقونَ مِن الدين ِ 

كما يمرقُ السهمُ مِن الرَميَّة ْ 

لا تصالحْ 

مَن تآمروا علىَ الوطن ِ و ضيَّعوا انتمائهُ 

دمروا تراثه ُ

رجَموا كلّ الرسالاتِ السماويَّة ْ 

لا تصالحْ

ـــــ فالسلفيَّة ُ الوهابيَّة ُمعَ الإخوان ِ ـــــ 

تهدم ُ في حياتِنا كلُ القيم ِ الجماليَّة

لا تصالحْ

ذلك العبدُ الآبقُ مِن سيده ِ العربيِّ 

لا تصالحْ

ذاكَ الهاربُ للأحضان ِ الصهيونيَّة ْ 

لا تصالحْ فصيلا مارقا 

يلهــث ُ مخدوعا تحتَ الرايَّة َ الوهابيَّة ْ 

لا تصالحْ 

مَن أجَّـجَ النارَ و أشعلها مذاهبا و طائفيَّة ْ

لا تصالحْ 

جميعَ مَن خلطوا الجهادَ بالقتال ِ 

و القِصَـار ِ بالمِئِـين ِ 

و المكيَّة ِ بالمدنيَّة ْ 

فكفـَّـروا الجميعَ

رجعوا بنا لعصر ِ النحت ِ و الأحجار ِ

رجعوا بنا لعهد ِ الخلق ِ الأول ِ 

رجعوا بنا للعصر ِ الأركيِّ

الفحميِّ 

الكربونيِّ

رجعوا بنا للعصور ِ الحديديَّة ْ 

لا تصالحُ

مَن كفـَّروا المجتهدَ 

أحرقوا الفقيه بفقههِ 

زعموا أن العَالِمَ ـــــ عَلمَانيِّ ـــــ 

ـــــ ليبراليِّ ـــــ 

مجهولُ الهويَّة ْ 

ذبحوا عرضه ُ بالسكين ِ علىَ أسوار ِ مدينتهمْ 

حَكمَ عليه ِ بالإعدام ِ خليفتهم ْ 

بعدما ـــــ ألصقوا به التهمُ الإباحيَّة ْ

لا تصالحُ 

مَن رجعوا بنا لعصر ِ افتراس ِ النساء ْ 

و رقصُ العَرَايَا في العصور ِ البدائية ْ 

لا تصالحْ 

مَن أرجعونا لعصر ِ تناوبَ الإماءْ 

لعصر ِ استحلال ِ الزنا و استبضاع ِ الفروج ِ 

لعصر اختلاط َ المَنيِّ و النسب في اللحم ِ و الأمعاء ْ

لا تصالحْ 

جواسيسا ولا عملاءْ

لا تصالحْ

مَن نهبوا خيرات ِ الوطنْ 

و الزكوات ِ و الصدقات ِ 

مَن سرقوا المباديْ العلياء ْ 

مَن هانتْ عليهم أنفسُهُمْ

فسرقوا أموالَ الفقراءْ

لا تصالحْ 

مَن سرقوا القوانينَ و الدينَ 

مَن سرقوا الجمالَ في العمر ِ و الأحياء ْ 

لا تصالحْ 

مَن حملوا في وجوهنا السلاحْ 

مَن ضيَّعوا لباسَ الليل ِ 

و بدَّلوا الظلامَ صباحْ 

فأفجعوا العزيزُ في عزيزه ِ 

و ما استكانوا مِن عويل ِ الثكالىَ 

و دُفُ الخدودُ و جرحُ الصِـياحْ 

فلم يُبَالوا بأنَّ هذا طفلا 

و هذا شيخا و هذه امرأة ً 

و لم يُبَالوا

أنَّ قتلُ الشبابَ يظلُّ دَومَ العمر ِ 

في قلبِ الإنسان ِ ينكأ الجراحْ 

لا تصالحْ 

مَن حَمَّـلونا كلَّ يوم ٍ علىَ أكتافنا 

نعش ٍ جديدْ 

و ثأر ٍ جديدْ

لبطل ٍ شهيدْ 

أضافوا للحسابِ القديم ِ 

حساب ٍ جديدْ 

سيظلُ مدفونٌ في كلِّ قلبِ

لعهدٍ أكيدْ

لا تصالحْ 

مَن يتـَّمُوا الأطفالَ 

و رمَّلوا النساءَ 

ليجعلوا القلبُ في الجسدِ 

غريبٌ طريدْ 

لا تصالحْ 

مَن يُعَانقُ الحاخامْ

مَن يُصافحُ الصهيونَ و الماسونَ 

و يتركُ الأقصىَ فريسة ً

يئنُ فالإغتصابُ شديدْ

لا تصالحْ

مَن يقتلُ الطيَّبَ في بلاده ِ 

يقتلُ الأعمىَ و الأعرجَ و القعيدْ 

لا تصالحْ

مَن قالَ للقتل ِ هل مِن مزيدْ ؟!

لا تصالحْ 

مَن نشروا الإرهابَ في سيناء ِ

فمازالتْ دمائُـنا في رفح ِ تزأرُ كالأسودْ 

فمازالتْ أرواحُ شهدائـُنا عطشىَ للثأر ِ 

ترفرفُ فوق رؤوسَـنا تسألنا 

مَن قتلونا عند الحدودْ ؟!

لا تصالحْ 

مازالَ الشهداءُ في ـــــ كرداسة ِ ـــــ يسألوننا 

هل سنفرحُ يوما أو نعودْ ؟! 

مازالَ الشهداءُ في ـــــ أسوان ِ ـــــ 

يستغيثون بنا في شرودْ 

لا تصالحْ 

مازالَ الشهداءُ في قبورهمْ 

يعانونَ الفجيعة َ و الوجيعة َ 

نارُ الذبحُ و الرصاصُ و المولوتوفُ و البارودْ 

لا تصالحْ 

فأكثرُ مِن ثمانينَ عام ٍ مضتْ 

و نحنُ واقفونَ لا نحرِّكُ ساكنا بدونَ وجودْ

فأكثرُ مِن ثمانينَ عام ٍ خلتْ 

و نحن ننظرُ إليهم في برودْ 

لا تصالحْ 

مَن تجرأوا علينا 

ضحكوا علينا 

خذلونا 

أذلونا في كل العهودْ 

لا تصالحْ 

فالشعبُ البطلُ الأبيِّ 

لن يساوي نفسه أبدا بالقرودْ 

لا تصالحْ

مَن يفتعلوا للشعبِ المصري ثورة ً مضادة ْ 

فهم يا سيدي جميعُهم 

أقلُ مِن نملة ٍ 

و أضعفُ مِن جرادة ْ 

جميعُهم مجانينُ في ـــــ النهضة ِ و رابعة ْ ـــــ 

يضحكون علىَ البسطاء ِ منهم 

بأنهم الطليعة ُ و الريَادة ْ 

لو فجــَّـرَ نفسه في سبيلهم 

فتلكَ أعلىَ مراتبَ العبادة ْ !!!

هل صارت أوامرُ الشيطانُ في ـــــ رابعة ِ و النهضة ِ ـــــ 

أعلىَ مراتب َ العبادة ْ ؟! 

هل صارَ الموتُ في سبيل ِ ـــــ التنظيم ِ ـــــ الإرهابيِّ 

تقربا لله تعالى و شهادة ْ ؟! 

لا تصالحْ 

مَن أوهموا الساذجاتِ ـــــ بجهادِ النكاح ِ ـــــ 

مَن جلبوا العاهرات ِ لحمٌ مُستبَاح ٌ للجماهير ِ و القيادة ْ 

فجـُلَّ جهادُهم فوقَ السرير ِ 

و تحتَ السرير ِ 

و افتراشُ المرأة َ

عاديَّا جدا مثل َالوسَادة ْ 

لا تصالحْ 

مَن حَمَّـلوا الورودَ أكفانا 

مَن تدثروا بالأطفال ِ و النساء ِ 

مَن جعلوهم مشاريعُ شهادة ْ 

لا تصالحْ 

مَن قتلوا البراءة َ في وجوه ِ الصبايا 

و افترشوهنَّ غدرا كالسـُجَّـادة ْ 

لا تصالحْ 

مَن دفعوا النقودَ لقتل ِ الضحايا 

مَن دفعوا ثمنَ الدم َ و ديَة القتلىَ 

و لم ينتصروا في المحاولة ِ و لا الإعادة ْ 

لا تصالحْ 

مَن عَمِيَتْ أبصارهم و اختفت بصائرهم

فلم يروا في الأقدار ِ سعادة ْ 

مَن لم يروا عارهم 

و قد صار الإعلام ُ لهم كالمَرَايَا

نفسَ الوجوهَ الكئيبة َ المُسـْـتَعَادَة ْ 

لا تصالحْ

مَن حوَّلوا بلادنا لجبل ٍ مِن الحزن ِ

و كتلة ً من المِلح ِ 

و بركانَ نارا و رمَادة ْ 

فلا تصالحْ 

\ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \